أشاد وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو بـ "جداريات دورا"، التي اطلع عليها مؤخراً في بلدة دورا قضاء مدينة الخليل الفلسطينية، والتي تعتبر من معاقل الثورة، لأن هذه المدينة الأكثر احتكاكاً بالاحتلال بعد مدينة القدس، ولذلك فقد كانت هذه الجداريات التي تمثل رموزاً من رموز النضال هي البداية لتتويج البلدة الصغيرة، كمعقل الجدرايات الثقافية والوطنية، والتي رسمها الفنان يوسف عمايرة والمعروف بيوسف كتلو وهو ابن مدينة الخليل.
وقد قام الفنان يوسف كتلو بتنفيذ عدد من الجداريات الضخمة وبمساعدة ودعم المحافظة والمؤسسات والأهالي في الخليل، والتي تثبت حضور العديد من الرموز الفلسطينية مثل الشاعر محمود درويش، والروائي غسان كنفاني، إضافة إلى جداريات تمثل أهم الشهداء الذين سقطوا على ثرى فلسطين مثل ماجد أبو شرار وباجس أبو عطوان، وتعتبر هذه الجداريات التي تقف شامخة في أهم الأماكن حيوية في البلدة شاهدة على تاريخ النضال الفلسطيني، ومعلنة التحدي للاحتلال الذي يراها عبر مواقع المراقبة وكذلك طائرات الاستطلاع وغيرها من وسائل الحرب، التي تستخدم ضد الشعب الأعزل سواء من الجنود أو جحافل المغتصبين المتشددين.
ويوسف كتلو هو فنان تشكيلي فلسطيني من مواليد العام 1965، وقد خصص جزءاً من مصروفه اليومي وهو لازال تلميذاً في المدرسة، لشراء أدوات الرسم، بسبب رغبة دفينة بالتعبير عما يجول بداخله من مشاعر، حتى دخل المعتقلات الإسرائيلية التي أمضى فيها 7سنوات من عمره متنقلاً بينها، فتركت أثرها الكبير في نضج موهبته وإثراء ذاكرته بمظاهر وأساليب العنف والظلم، التي ساهمت في إخراج وإبراز موهبته.
واستطاع أن يرسم صوراً من معاناة المعتقلين من داخل السجن، مستخدماً أي أداة بدائية تقع بين يديه ويحولها إلى ألوان، حتى لو كانت الحليب أو الطماطم لرسم جوانب من معاناة المعتقلين والمناضلين، فكان لمفتاح البيت قبل النكبة والشجرة والأم المتشبثة بالأرض، مكانهم البارز في لوحاته التي كان الجنود يصادرون معظمها.
وقد انضم كتلو لرابطة الفنانين التشكيلين وأصبح عضواً فيها، كما شغل عدة مناصب منها منصب نائب رئيس مؤسسة إبداع للثقافة والفنون وعضو مجلس أمناء "جمعية العنقاء" الثقافية في الخليل، وقد افتتح مؤخراً معرضه الذي يحمل عنوان "الحب روح الإنسانية" في إشارة منه لنبذ العنف وسفك الدماء، والذي استمر لعدة أيام في جامعة الخليل، وسوف يعكف يوسف خلال أيام على تنفيذ مشروع وزارة الثقافة، باعتبار بلدة دورة مدينة الجداريات، حيث سينفذ جدارية بالحجم الطبيعي لياسر عرفات، وسوف توضع على الطريق ما بين دورا والخليل.
كما سيقوم بتنفيذ ثلاث جداريات جديدة، تمثل ثلاث شخصيات فلسطينية هامة، وهم توفيق زياد وسميح القاسم ومعين بسيسو، وقد نفذ الفنان كتلو جداريات أخرى في مدن مختلفة من فلسطين مثل جدارية جورج حبش في رام الله.