يوثق ملف "العربي الجديد" في حلقاته الست كيف فاقم الصراع المستمر منذ 15 إبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أزمات المواطنين الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية الحاد بخاصة في الخرطوم وإقليم دارفور، ومحافظتي كسلا والنيل الأبيض، وهي المناطق الأكثر تضررا من الصراع والتدهور الاقتصادي.
ويكشف التحقيق الأول استغلالا بشعا للمأساة من قبل تجار الحرب، إذ قفزت الأسعار بشكل متوالٍ، في ظل ندرة المواد الغذائية وإغلاق معظم المحلات التجارية، حتى إن تكاليف النزوح إلى مناطق أكثر أمانا تضاعفت، وينسحب ذلك على إيجارات المنازل.
وتدفق الفارون من الحرب إلى المناطق الحدودية مع تشاد، ما أنتج تنافسا على الموارد الشحيحة بين اللاجئين السودانيين والسكان المحليين في تشاد، خلف صراعا وحوادث عنف متكررة استهدفت لاجئات سودانيات، وفق ما يكشفه التحقيق الثاني.
ويتتبع الجزء الثالث من الملف، عمليات استهداف المنظمات الإغاثية العاملة في السودان ونهب محتويات مخازنها وسياراتها، بالإضافة إلى تهديدات واعتداءات طاولت موظفيها وصلت إلى حد القتل والاعتقال، وأعاقت عملها وأوقفت مساعداتها، ما يوسع دائرة مرضى وجوعى على شفير الموت.
وكانت سرقة مخازن المنظمات الإغاثية وممتلكاتها جزءا من ظاهرة النهب التي تفشّت في ظل اختفاء تام للشرطة السودانية عقب اندلاع الحرب، إذ نهبت مليشيا الدعم السريع بيوت السودانيين وأطلقت سراح مدانين من سجون العاصمة ساهموا في السلب والتخريب الذي طاول الممتلكات الخاصة والعامة، كما يوثق الجزء الرابع من الملف.
وفي التحقيق الخامس، يكشف "العربي الجديد" كيف يدفع قتلى المواجهات بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع ثمن الحرب مرتين، إذ يرقدون وسط الأحياء السكنية ومن لم تنهشه الحيوانات تؤدي عوامل التحلل المتسارعة بفعل الطقس إلى تشويه ملامحه وضياع إمكانية التعرف إليه، كما لجأ سودانيون إلى التخلص من جثث القتلى بدفنها دون توثيق هوياتهم، خوفا من انتشار الأمراض والحشرات بينهم.
ولم تكن النساء بمعزل عن جرائم الدعم السريع التي اغتصبت العشرات بشكل ممنهج يستهدف الفتيات والسيدات على أساس العرق والانتماء القبلي، ويوثق التحقيق السادس أن نمط الاعتداء نفسه يتكرر، والذي يتم في كثير من الأحيان أمام الأسرة، وتنعدم فيه مسألة إشباع الرغبة الجنسية، بل يحدث بمقصد التحقير والإذلال، إذ استخدم الفاعلون في أغلب الحالات الموثقة التي تعرضت للاغتصاب الجماعي الإهانات العرقية.