ومنحت الهايكا إمكانية تنظيم حملات تبرع للمؤسسات الإعلامية الخاصة بشكل استثنائي شريطة الحصول على إذن مسبق منها.
يأتي القرار على خلفية الخلاف الدائر بين الهايكا وقناة "نسمة تي في" الخاصة التي تنظم حملات تبرع لفائدة جمعية "خليل تونس" التي يديرها نبيل القروي، أحد مالكي القناة والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس.
فقد اعتبرت الهايكا أن القروي وظّف الجمعية لغايات سياسية، إذ قام بحملة انتخابية سابقة لأوانها مستغلاً قناته التلفزيونية للقيام بذلك من خلال تقديم مساعدات عينية ونقدية للعديد من التونسيين في إطار استعداده للانتخابات الرئاسية.
نبيل القروي من ناحيته أعلن مساء أمس الاثنين عن تخليه عن إدارة جمعية "خليل تونس" التي كلفت الممثلة التونسية منى نورالدين بتولي الإشراف عليها. وهو خبر أثار عديد التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر البعض قبول منى نور الدين بهذه المهمة إساءة لتاريخها الفني ودخولا في لعبة سياسية كانت في غنى عنها.
من ناحية أخرى، قرر مجلس الهايكا حصر الحصول على تراخيص لقنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية دينية على القنوات العمومية (الرسمية) حتى لا يتمّ توظيف هذه القنوات والمحطات في الصراعات السياسية في سنة انتخابية. ويأتي القرار على خلفية اتهام الهايكا لحزب حركة النهضة الإسلامي بمحاولة السيطرة على إذاعة "الزيتونة للقرآن الكريم" وتوظيفها لخدمة أجنداته السياسية، وهو الأمر الذي تنفيه الحركة.
كما قررت الهايكا منع توظيف آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية في الإعلانات التجارية، بعد تفشي هذه الظاهرة في شهر رمضان وهو ما اعتبره الكثيرون توظيفاً للدين في خدمة غايات تجارية بحتة.
ورأى البعض في القرارات التي اتخذتها الهايكا خطوات جريئة تتطلب مزيد الدعم في ظل حالة الفوضى التي يعيشها القطاع الإعلامي في تونس منذ سنوات والتي جعلت البعض يوظف وسائل الإعلام في خدمة أجنداته السياسية.