خصّصت مجلة "الإكسبرس" الفرنسية صفحاتها خلال عدد هذا الأسبوع للحديث عن الإمبراطورية الروسية الحديثة وصعود دورها السياسي والعسكري في الشرق الأوسط في ظل قدرة واضحة على فرض شروطها في قضايا عديدة جعلت من التساؤلات عن الطموحات التوسعية لروسيا بوتين، في عالم سلّم لسنوات بتفرّد قطب واحد في إدارة الأزمات، أمرًا مشروعًا.
وتناول إيريك ميتو بدوره ملف الحرب الرقمية والمعلوماتية بين روسيا وخصومها، في عالم أصبح يميّز فيه الإعلام بين "مؤيد لروسيا" أو"معارض لها". وعرض ميتو تاريخاً طويلاً من حرب "الهاكرز" بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وضرب مثالا بالأوامر الروسية للهجومات الإلكترونية التي بدأت في أستونيا عام 2007 ثم في الشيشان وجورجيا وصولا إلى النزاع الأوكراني عام 2013 وقدرتها على ضرب حواسيب Sony اليابانية وتطبيقات yahoo. وينتقل الكاتب للحديث عن المعركة الإعلامية الاستراتيجية التي تقودها شبكة "روسيا اليوم" التي تعمل على مواجهة إعلام "روسوفوبي" في مراكز القرار الغربية، وعليه كان تأسيس الشبكة نتيجة قرار تبناه الكرملين عام 2005.
وينقل الكاتب مشاهدته لفرحة عارمة في مكاتب RT غداة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية ويقول "مارغريتا سيمونيان لم تخف فرحتها، وقالت لي: سأضع علماً أميركياً على سيارتي وأجول به في شوارع موسكو. لست سعيدة لفوز ترامب لكني فرحة جدا بخسارة الموديل الديمقراطي الأميركي". ويضيف الصحافي في إكسبرس "أسست روسيا بوتين خلية عمل إعلامية قاعدتها Sputnik وهي وكالة أنباء روسية وظيفتها ليس الترويج لصورة روسيا إيجابياً بل نقل وجهة النظر الرسمية الروسية والعمل على مواجهة القطب الأنغلوسكسوني والفرانكوفوني في تغطيتهما للقضايا الخلافية، لا سيما في الشرق الأوسط".
اقــرأ أيضاً
وتناول إيريك ميتو بدوره ملف الحرب الرقمية والمعلوماتية بين روسيا وخصومها، في عالم أصبح يميّز فيه الإعلام بين "مؤيد لروسيا" أو"معارض لها". وعرض ميتو تاريخاً طويلاً من حرب "الهاكرز" بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وضرب مثالا بالأوامر الروسية للهجومات الإلكترونية التي بدأت في أستونيا عام 2007 ثم في الشيشان وجورجيا وصولا إلى النزاع الأوكراني عام 2013 وقدرتها على ضرب حواسيب Sony اليابانية وتطبيقات yahoo. وينتقل الكاتب للحديث عن المعركة الإعلامية الاستراتيجية التي تقودها شبكة "روسيا اليوم" التي تعمل على مواجهة إعلام "روسوفوبي" في مراكز القرار الغربية، وعليه كان تأسيس الشبكة نتيجة قرار تبناه الكرملين عام 2005.
وينقل الكاتب مشاهدته لفرحة عارمة في مكاتب RT غداة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية ويقول "مارغريتا سيمونيان لم تخف فرحتها، وقالت لي: سأضع علماً أميركياً على سيارتي وأجول به في شوارع موسكو. لست سعيدة لفوز ترامب لكني فرحة جدا بخسارة الموديل الديمقراطي الأميركي". ويضيف الصحافي في إكسبرس "أسست روسيا بوتين خلية عمل إعلامية قاعدتها Sputnik وهي وكالة أنباء روسية وظيفتها ليس الترويج لصورة روسيا إيجابياً بل نقل وجهة النظر الرسمية الروسية والعمل على مواجهة القطب الأنغلوسكسوني والفرانكوفوني في تغطيتهما للقضايا الخلافية، لا سيما في الشرق الأوسط".
في الفترة التي تحضّر فيها لإصدار كتابها الجديد "لينين 1917، قطار الثورة" في آذار/مارس القادم، أجرت الإكسبرس حواراً مع الكاتبة وأستاذة التاريخ المعاصر بمعهد كوين ماري في لندن والوجه المألوف للدوريات العالمية التي تتناول الشؤون الروسية كاترين ميريدال، تحدثت فيه عن ثورة لينين والشيوعية وعلاقتها بإرساء العدالة الاجتماعية والديكتاتورية في آن.
وكانت ميريدال قد سافرت إلى العديد من المواقع للمعارك الكبرى مثل كييف وكيرش وسيفاستوبول في الأبحاث التي ساقتها في كتابها "حرب ايفان.. الحياة والموت في الجيش الأحمر 1939 - 1945". كما ردّت على أسئلة محاورها حول قدرتها على الوصول إلى أرشيف الجيش السوفييتي والشرطة العسكرية ومادتها التاريخية الضخمة المستندة إلى حوارات مع عشرات الجنود القدامى. أما عن سؤال إذا ما كان يمكن لروسيا أن تكون الاتحاد السوفييتي القوي من دون لينين، قالت "لا أعتقد. ليس ممكنا. عندما أخذ القطار من بيتروغراد يوم 16 إبريل 1917، عندما قرر إسقاط حكم كيرنسكي، كان يعلم بكل ما سيحصل عندما تعامل بدهاء شديد قبل 14 سنة في الضربة التي وجهها داخل حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي للمناشفة ويوليوس مارتوف".
جان-كريستوف بويسون قام بسرد تاريخي في مادته التي حملت عنوان "كيف تغيّر كل شيء" وتناول ثورة 1917 من منطلق تغييري "أسهمت في تشكل النواة الاولى لروسيا البلشفية وجعلتها محطة وطنية يستعيدها الروس اليوم في ظل رغبة واضحة في السيطرة وتعطّش للانتصارات على جبهات عديدة من أوكرانيا إلى سورية".
مراسلا الإكسبرس في موسكو، مارك ابستين وآلا شيفيلكينا أعدّا تحقيقاً حمل عنوان "ظلال سان بطرسبرغ" تناول شهادات شخصية من قلب الحصار النازي الذي شهدته المدينة. الحصار الذي دام حوالي 900 يوم، قضى فيه مليون و800 ألف روسي جوعا وبردا يتذكره اليوم الروسي كواحد من مآسي القرن الماضي. تقول ليلا شنايدر (روسية يهودية شهدت حصار لينينغراد مع عائلتها) التي تبلغ اليوم 86 عاما أنّ حصار المدينة بالنسبة للسوفييت يعادل ما حصل مع اليهود في ألمانيا النازية وما حدث مع الأرمن في الحرب العالمية الأولى. أما المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا المعروف ماكسيم شوستاكوفيتش، يتذكر تلك المرحلة الصعبة ويقول "كنت طفلا، أتذكر وجوه أبناء عمي بعظامهم النافرة والجليد الذي كان مسيطرا، كانت أمي تضع ما تيسر من طعام على الطاولة وكان والدي ديمتري قد ألّف السيمفونية السابعة كتحية لمقاومة لينينغراد".
وأعدّ شارل هاكيه تحقيقا عن المجموعات التي يعتمد عليها بوتين في حروبه ومعاركه من القوزاق وذئاب الليل وصولا إلى "الأنتي-ميدان" والـ "Hells Angels" وعشرات المجموعات التي تعتبر سلاح فلاديمير بوتين السري في انتصاراته العسكرية خاصة في شرق أوكرانيا. يقول هاكيه "أسّس ألكسندر زالدوستانوف (خيرورغ الجرّاح) نادي الدراجات النارية الوطنية المعروف باسم "ذئاب الليل" وهو مقرّب جدا من بوتين الذي يرى في أعضاء النادي "أشقاء" له، وهم يرفعون شعار "ذاهبون إلى برلين من أجل ستالين، من أجل الأمة" وشهد النادي هذا العام انضمام الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف في غروزني إلى النادي وقبوله كعضو شرف مع عشرات من المقاتلين مزودين بدراجاتهم النارية".
وانتقل هاكيه للحديث عن القائد القوزاقي نيكولاي دياكونوف الذي يقود 22 ألف مقاتل في أوكرانيا، ويقول في هذا الصدد "يلعب القوزاق دوراً مماثلا لدور رعاة البقر في الثقافة الأميركية وكان تولستوي وبوشكين قد جاءا على ذكرهما في الأدب السوفييتي. تاريخيا قاتل القوزاق (جماعات من السلافيين الشرقيين الرحالة التي نجت من الرق وانتشرت في سهوب جنوب شرق روسيا قبل 6 قرون) إلى جانب الجيش الأبيض ضد البلاشفة وتعرضوا لمعاملة وحشية في الحكم السوفييتي لكنّ فلاديمير بوتين أحسن استغلالهم، وأعاد ترتيب العلاقات الجيدة معهم، وسمح لهم بتنظيم واقعهم الثقافي والاجتماعي فأصبحوا في السنوات الأخيرة رمزا للمحاربين السريين في روسيا بوتين القومية".
اقــرأ أيضاً
وكانت ميريدال قد سافرت إلى العديد من المواقع للمعارك الكبرى مثل كييف وكيرش وسيفاستوبول في الأبحاث التي ساقتها في كتابها "حرب ايفان.. الحياة والموت في الجيش الأحمر 1939 - 1945". كما ردّت على أسئلة محاورها حول قدرتها على الوصول إلى أرشيف الجيش السوفييتي والشرطة العسكرية ومادتها التاريخية الضخمة المستندة إلى حوارات مع عشرات الجنود القدامى. أما عن سؤال إذا ما كان يمكن لروسيا أن تكون الاتحاد السوفييتي القوي من دون لينين، قالت "لا أعتقد. ليس ممكنا. عندما أخذ القطار من بيتروغراد يوم 16 إبريل 1917، عندما قرر إسقاط حكم كيرنسكي، كان يعلم بكل ما سيحصل عندما تعامل بدهاء شديد قبل 14 سنة في الضربة التي وجهها داخل حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي للمناشفة ويوليوس مارتوف".
جان-كريستوف بويسون قام بسرد تاريخي في مادته التي حملت عنوان "كيف تغيّر كل شيء" وتناول ثورة 1917 من منطلق تغييري "أسهمت في تشكل النواة الاولى لروسيا البلشفية وجعلتها محطة وطنية يستعيدها الروس اليوم في ظل رغبة واضحة في السيطرة وتعطّش للانتصارات على جبهات عديدة من أوكرانيا إلى سورية".
مراسلا الإكسبرس في موسكو، مارك ابستين وآلا شيفيلكينا أعدّا تحقيقاً حمل عنوان "ظلال سان بطرسبرغ" تناول شهادات شخصية من قلب الحصار النازي الذي شهدته المدينة. الحصار الذي دام حوالي 900 يوم، قضى فيه مليون و800 ألف روسي جوعا وبردا يتذكره اليوم الروسي كواحد من مآسي القرن الماضي. تقول ليلا شنايدر (روسية يهودية شهدت حصار لينينغراد مع عائلتها) التي تبلغ اليوم 86 عاما أنّ حصار المدينة بالنسبة للسوفييت يعادل ما حصل مع اليهود في ألمانيا النازية وما حدث مع الأرمن في الحرب العالمية الأولى. أما المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا المعروف ماكسيم شوستاكوفيتش، يتذكر تلك المرحلة الصعبة ويقول "كنت طفلا، أتذكر وجوه أبناء عمي بعظامهم النافرة والجليد الذي كان مسيطرا، كانت أمي تضع ما تيسر من طعام على الطاولة وكان والدي ديمتري قد ألّف السيمفونية السابعة كتحية لمقاومة لينينغراد".
وأعدّ شارل هاكيه تحقيقا عن المجموعات التي يعتمد عليها بوتين في حروبه ومعاركه من القوزاق وذئاب الليل وصولا إلى "الأنتي-ميدان" والـ "Hells Angels" وعشرات المجموعات التي تعتبر سلاح فلاديمير بوتين السري في انتصاراته العسكرية خاصة في شرق أوكرانيا. يقول هاكيه "أسّس ألكسندر زالدوستانوف (خيرورغ الجرّاح) نادي الدراجات النارية الوطنية المعروف باسم "ذئاب الليل" وهو مقرّب جدا من بوتين الذي يرى في أعضاء النادي "أشقاء" له، وهم يرفعون شعار "ذاهبون إلى برلين من أجل ستالين، من أجل الأمة" وشهد النادي هذا العام انضمام الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف في غروزني إلى النادي وقبوله كعضو شرف مع عشرات من المقاتلين مزودين بدراجاتهم النارية".
وانتقل هاكيه للحديث عن القائد القوزاقي نيكولاي دياكونوف الذي يقود 22 ألف مقاتل في أوكرانيا، ويقول في هذا الصدد "يلعب القوزاق دوراً مماثلا لدور رعاة البقر في الثقافة الأميركية وكان تولستوي وبوشكين قد جاءا على ذكرهما في الأدب السوفييتي. تاريخيا قاتل القوزاق (جماعات من السلافيين الشرقيين الرحالة التي نجت من الرق وانتشرت في سهوب جنوب شرق روسيا قبل 6 قرون) إلى جانب الجيش الأبيض ضد البلاشفة وتعرضوا لمعاملة وحشية في الحكم السوفييتي لكنّ فلاديمير بوتين أحسن استغلالهم، وأعاد ترتيب العلاقات الجيدة معهم، وسمح لهم بتنظيم واقعهم الثقافي والاجتماعي فأصبحوا في السنوات الأخيرة رمزا للمحاربين السريين في روسيا بوتين القومية".