وستركز الزيارة على الاقتصاد والسياسة والأمن بامتياز، في محاولة لتصحيح إخفاقات زيارات سابقة لنظراء ماكرون الفرنسيين، بسبب عقدة التاريخ والذاكرة والظلم الاستعماري، وهو ما انعكس جليّاً على مواقع التواصل.
وسبق أن زار ماكرون الجزائر حين كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية، وأدلى بتصريحات سياسية مفادها أن "الاستعمار يشكّل جزءاً من التاريخ الفرنسي، وأنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، وبربرية حقيقيّة"، وهو ما خلّف حينها ارتياحاً لدى الشعب والطبقة السياسية في الجزائر، وتفاءلت به مواقع التواصل. لكنه يأتي كذلك بعد ما اعتُبر إهانة لرئيس بوركينا فاسو خلال زيارة ماكرون للبلاد، وهو ما دفع بعض المعلقين إلى التذكير بالعلاقة التي وصفوها بـ"الاستعلائية" بين فرنسا ومستعمراتها السابقة.
وسأل أحد الناشطين على مواقع التواصل "هل سيلتقي مثلاً بالطلبة الجزائريين ويناقش معهم، مثلما فعل مع طلبة بوركينا فاسو، ويسمح لنفسه بالحرية التي كانت له هذا اليوم في بوركينا فاسو، والتي تجاوز فيها ماكرون كل الأعراف الدبلوماسية وكل الخطوط الحمراء بطريقة أقل ما نقول أنها صبيانية واستعلائية واحتقارية لهذا البلد؟".
وفي وقت قالت فيه صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن استقبال ماكرون "لا شك في أنه سيكون حافلاً، خاصة أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة هنّأ، بحرارة، ماكرون، باعتباره "صديق الجزائر" بعد انتخابه"، إلا أن كثيراً من المعلّقين لم يرُقهم ما وصفوه بـ"المبالغة" في الاستعدادات في شوارع البلاد لاستقبال الرئيس الفرنسي.
وكتب أحدهم "حذاري من الخروج واستقبال ماكرون في الشارع فذلك يُعتبر خيانة لدماء الشهداء وصوره تبقى تُلعن على مدى التاريخ"، وكتبت أخرى: "وكل تلك الأعمال والترميمات من أجل استقبال ماكرون".
كما تفاعل الجزائريون مع خبر غير موثوق حول تصريح لماكرون يقول فيه إنه سوف يدخل من الميناء نفسه الذي دخل منه أجداده الجزائر محتلين. وكتب أحد المعلّقين: "كيف لا يدخل ماكرون على سيدي فرج والآلاف من الجزائريين يدخلون فرنسا جو بر بحر وبطريقة شرعية وغير شرعية".