وكان التحقيق الذي بُثَّ ضمن برنامج "شيفرة" قد أوضح أن مدفن أرطبان تعرّض للتخريب وسرقة جميع اللوحات النصفية وعددها 22 لوحةً.
ومن المحتمل أنه تم اقتلاعُ هذه اللوحة النصفية من الجدار، إذ أنّ كل الدلائل تؤكّد أنها تعود إلى مدفن أرطبان، وبذلك عثر فريق التحقيق على واحدة من 22 قطعة مفقودة. فالتواريخ تتطابق مع ما نشره الإنتربول لصور القطع المسروقة، مما يوضح أنّ السرقة جرت إما أثناء سيطرة النظام أو "داعش" الإرهابي.
وتمكّن فريق التحقيق من الوصول إلى القطعة مع تاجر سوري يعيش في مدينة الريحانية التركية والذي عرض على الفريق عدداً من القطع الأثرية التي تم تهريبها من مدن حمص وتدمر، من ضمنها التمثال النصفي بالإضافة إلى جدارية فسيفساء نقلها إلى كندا.
كما عرض تحقيق "سرقة زنوبيا" في رحلة ميدانية بالكاميرات السرية لعمليات سرقة الحضارة السورية وآثارها بدءًا من الحفر والبحث عنها حتى تهريبها عبر الحدود وصولاً إلى قطع مهمة تم نقلها إلى تركيا وبريطانيا وكندا.
وتعامل فريق التحقيق مع تجار وحفارين صغار يعيشون ضمن المناطق التي كانت محررة من سيطرة النظام في هذا الوقت والذين يتواصلون مع رجال النظام المعروفين باسم "الشبيحة" وفي نفس الوقت ينسقون مع مسلحين نافذين ضمن المناطق التي يسيطر عليها الثوار والجماعات المسلحة المناهضة للنظام، وصولاً إلى تمرير القطع لتجار أكبر ينقلونها عبر الحدود الشمالية لسورية.
وخلص فريق البحث والتقصي إلى أنّ عمليات تهريب الآثار عبر الشمال السوري تتم من خلال ثلاث مناطق حدودية من الطرف السوري:
* أطمة، حيث يتمُّ تهريب القطع من خلال النّفق المحفور تحت الجدار.
* سلقين، عبر منطقة الحمزية، وذلك عن طريق عبور النهر بالطوافات والزحف مسافة سبعمئة متر عبر الأراضي الزراعية داخل تركيا، وهنا يتم اللقاء بالمزارع التركي صاحب الأرض الذي يتولّى عملية نقل القطع.
* معبر باب السلام، عن طريق أشخاص لهم علاقاتٌ بالفصائل العسكرية المسيطرة هناك، يستغلون تصاريحهم التركية القانونية للعبور، لينقلوا سرّاً القطع الأثرية.
وعبر رحلة التحقيق، تكشّف أن سرقة الآثار السورية باتت أشبه بتجارة مشروعة بين كل الأطراف المتناقضة والمتصارعة في سورية، ولكنها ربما توحّدت على سلب هذه الحضارة.
وانتهى التحقيق بدعوة جهات البحث والتحقيق الدولية وجهات الحفاظ على التراث العالمي لاسترداد حضارة بلاد نهبتها أيدي العابثين، تماماً كما سفكت دماء أبنائها وسرقت ثورة شعبها أيادي المجرمين.
Facebook Post |