تزيد ظروف الحجر المنزلي في معظم دول العالم التي سببتها أزمة انتشار فيروس كورونا، من حاجة الناس للجوء إلى خيارات بديلة عن كل شيء كان اعتيادياً في التعامل اللازم للحياة اليومية. من ضمن ذلك عمليات التسوق والبيع والشراء، والتي ربما كانت الحلول لها من خلال المتاجر والمنصات الإلكترونية المنتشرة بكثرة عبر الشبكة العنكبوتية، إلا أن حاجز اللغة بالنسبة للكثيرين من المقيمين في دول لا ينطقون بلغتها، يجعل من مهمة تسوقهم وتبادلهم التجاري داخل هذه الأسواق الإلكترونية أمراً صعباً، ولا سيما في تركيا التي يعيش فيها الكثير من العرب ومعظمهم من اللاجئين السوريين. هذا ما دفع إحدى الشركات لإطلاق تطبيق عربي مجاني حمل اسم "أي شي" ishee لعمليات البيع والشراء للمقيمين العرب في تركيا، أفراداً وشركات.
رغم أن التطبيق انطلق فعلياً في الخدمة قبل ثلاثة أشهر، أي قبل تفاقم أزمة الحظر والحجر المنزلي بسبب انتشار الفيروس، وكانت الغاية من إنشائه تسهيل عمليات البيع والشراء في تركيا مع توفير لبعض الخدمات الأخرى بشكل مبسط وسريع، في ظل وجود حاج اللغة والتألم البطيء للعرب في تركيا؛ إلا أنه وجد الحيز الفعلي لاستخدامه بشكل أكبر مع تفاقم الأزمة، وحاجة العرب المقيمين في تركيا للكثير من السلع والمنتجات التي يودون شراءها أو الحصول عليها، دون تمكنهم بسبب قلة التنقل ومنع السفر المفروض على المقيمين والمواطنين في البلاد.
اقــرأ أيضاً
ويشير المدير التنفيذي للتطبيق، سامر السباعي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنه بسبب الأزمة الحالية زاد الطلب على دخول التطبيق، مضيفاً: "في بداية أزمة كورونا كان هناك شبه ركود نتيجة الصدمة في الأسواق لدى الجميع، ولكن حالياً الناس بدأت تبحث عن حلول الكترونية تساعدها في تخطي الأزمة الحالية، والتطبيق لدينا يوفر هذا الموضوع، حيث يتمكن الجميع من عرض خدماتهم ومنتجاتهم وتوفيرها لجميع العرب في تركيا وليس فقط في ذات الولاية أو المدينة، بل يشمل جميع الولايات التركية".
ويوضح أن "التطبيق يوفر جميع الخدمات التي تقدم خدمات الشحن والتسليم إلى المنزل، بالإضافة الى خدمات صيانة المنازل وكذلك المنتجات التي يحتاجها الناس في منازلهم مثل الإلكترونيات بأنواعها جديدة أو مستعملة". ويأمل السباعي أن تنتهي أزمة كورونا بأسرع وقت ممكن، ولكن "في حال طال الأمر سيكون أفضل حل للعرب المقيمين في تركيا لمتابعة أعمالهم عن بعد، هو التطبيق الذي أنشأناه، حيث يوفر البنية الأساسية لعرض كل خدماتهم ومنتجاتهم".
وبعيش في تركيا حوالي خمسة ملايين عربي، ثلاثة ملايين ونصف منهم من اللاجئين السوريين، حيث ينخرط العرب بشكل كبير في الأعمال التجارية وقطاع الأعمال على اختلافها. وأسس العرب في تركيا مئات الشركات، التي بات لها ثقل واضح في السوق التركية.
ويتيح التطبيق تبادل السلع، وبيع الأغراض المستعملة كذلك وشراءها بالنسبة للأفراد، فيما يوفر للشركات العربية المرخصة في تركيا عرض منتجاتها على منصة إلكترونية عامة لتسهيل الترويج لها، وذلك كله بشكل مجاني بالنسبة للأفراد أو الشركات. كما يتيح من خلال إحدى بواباته البحث عن فرص عمل، أو طلب موظفين للعمل، ما سيقرب المسافة بين الباحثين عن فرص العمل أو الطالبين على حد سواء، في محاولة للتقليل من البطالة في أوساط المقيمين أو اللاجئين العرب في تركيا.
وبعيش في تركيا حوالي خمسة ملايين عربي، ثلاثة ملايين ونصف منهم من اللاجئين السوريين، حيث ينخرط العرب بشكل كبير في الأعمال التجارية وقطاع الأعمال على اختلافها. وأسس العرب في تركيا مئات الشركات، التي بات لها ثقل واضح في السوق التركية.