تزداد معركة الموصل صعوبة كلّما تقدّمت القطعات العراقية من مركز المدينة، ليتصاعد حجم التعقيدات ويضاعف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من مقاومته، إذ احتدم القتال في أغلب محاور جبهات الساحل الأيمن، في وقت اشتد فيه قصف التنظيم على القطعات العراقية لمنعها من التقدّم.
وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، في بيان صحافي، إنّ قواته "أصبحت قاب قوسين من تحرير منارة الحدباء، ثاني أهم الأهداف الاستراتيجية في الجانب الأيمن للموصل بعد تحرير المباني الحكومية"، مؤكدا مقتل العشرات من "داعش"، وتدمير 23 آلية ملغمة.
وأضاف أنّ "الطائرات المسيرة القاصفة والقاذفات الأنبوبية تواصل استهداف دفاعات (داعش) في محيط المنطقة، ما أسفر عن مقتل العشرات من التنظيم وتدمير آلياته الملغمة والمجهزة بأسلحة ثقيلة، و12 موضعا للمضادات الجوية و7 مفارز هاون".
من جهته، أكد ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القتال محتدم بين قطعات الشرطة وعناصر داعش في محيط منارة الحدباء، وأنّ القطعات تتقدّم ببطء نحو هذا الهدف الرئيسي"، مشيرا إلى أنّ "حي باب الطوب القريب من مركز المدينة، يشهد شبه توقف بالمعارك، وأنّ القطعات ترابط في الأجزاء التي سيطرت عليها من الحي وتعمل على تحصين نفسها فيها"، بينما "تواصل القطعات معاركها في حي الموصل الجديدة، محاولة فرض سيطرتها عليها"، وأكد المصدر العسكري ذاته، أنّ "الاشتباكات عنيفة بعد أن توغلت القطعات في عمق المنطقة".
في المحور الجنوبي للساحل الأيمن، "تسعى قطعات مكافحة الإرهاب لاقتحام حي اليرموك، مستعينة بطيران التحالف الدولي"، وذكر المصدر أنّ "القطعات تحاول اختراق خطوط صد التنظيم لدخول الحي السكني، لكنّ كثافة نيران التنظيم تحول دون ذلك".
وأشار الى أنّ "قصف طيران التحالف أصبح ضعيفا في جبهات الموصل، بسبب كثافة وجود المدنيين فيها، الأمر الذي يعد من أكبر الصعوبات التي تقف بوجه تقدم القطعات العراقية"، مؤكدا أنّ "(داعش) قابل ذلك بقصف شديد على كافة الجبهات، محاولا تعطيل تقدّم القطعات المقاتلة".