أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أنّ حركته قررت بناء علاقة استراتيجية مع مصر، وتطويرها وتنميتها وتعزيزها في كل المجالات، في إطار استراتيجية الانفتاح على كل "الأشقاء" في المنطقة.
هنية، وفي مؤتمر صحافي عقده من معبر رفح، مساء الثلاثاء، عائداً مع وفد حركته إلى القطاع، من زيارة إلى مصر استمرت نحو تسعة أيام، شدد على أنّ الزيارة "وضعت أسساً حقيقية لعلاقة ثنائية بين مصر وحماس"، مشيراً إلى أنّ حركته أكدّت للمصريين "حرصها على أمنهم القومي".
ولوحظ أنّ عضو المكتب السياسي لـ "حماس" روحي مشتهى، لم يعد إلى غزة مع الوفد، ويأتي ذلك في وقت يشاع أنّ القيادي البارز سيكون حلقة وصل بين مصر وحماس، وسيحضر بشكل خاص في القاهرة، من دون أنّ يكون هناك مكتب رسمي للحركة.
وعن اللقاءات مع المصريين، قال هنية "كانت مليئة بالدفء والمعاني العربية والقومية والإسلامية من أشقائنا في مصر تجاه الشعب الفلسطيني، وتجاه غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام"، لافتاً إلى أنّ اللقاءات تناولت العديد من القضايا والملفات.
كذلك، أعرب عن أمله في أنّ تكون للزيارة نتائج تجاه تخفيف الحصار عن غزة، غير أنه لم يتحدث عن خطوات واضحة أو وعود مصرية تجاه إنهاء العزلة والحصار المفروضين على القطاع وسكانه، في وقت ينتظر السكان من مصر أنّ تخفف الحصار وأن تفتح المعبر.
وفي ما يتعلق بالمصالحة، قال هنية "شعبنا تابع وباهتمام التطورات المهمة والإيجابية. حصل في المصالحة حراك كثير، ودخلت أطراف محبة وأشقاء عرب، كقطر وتركيا، ومصر كانت في موقع الرعاية في ملف المصالحة".
وأضاف "المصالحة نحن بدأناها وفتحنا هذا الباب الواسع، على قاعدة أن القضية الفلسطينية تمر بتحديات تستوجب من الكبار اتخاذ قرارات قوية وحاسمة ومتقدمة، لتوحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات"، داعياً الرئيس محمود عباس إلى رفع العقوبات عن غزة.
إلى ذلك، أكّد هنية أنّ حركته اتخذت القرار الصحيح والسليم والجريء وبدون أي مقايضات، عندما صدر البيان من القاهرة باسم "حماس" وأعلنت فيه حل اللجنة الإدارية في القطاع، وتمكين حكومة التوافق الوطني من العمل وتحمل مسؤولياتها في غزة كما في الضفة، وصولاً للتحضير للانتخابات العامة، الرئاسة والتشريعي والمجلس الوطني.
وبينّ أنه جرى الاتفاق على عقد لقاء ثنائي بين "فتح" و"حماس"، بعد أيام من دخول الحكومة إلى غزة، ليتم التباحث في ملفات العمل الحكومي، موضحاً أن حركته تعاطت مع الدعوة المصرية لعقد اجتماع فلسطيني يضم كل الفصائل للحوار حول آليات تنفيذ اتفاقيات القاهرة وملحقاتها.
وشدد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" على أنه حركته "أكثر إصراراً وتمسكاً بإتمام هذه الخطوات في اتجاه المصالحة"، مؤكداً أن اللجنة الإدارية في غزة لم تعد تمارس أي عمل أو دور.
وفي الختام، أكد هنية أنّ حركته موحدة وأنه لا توجد خلافات داخلية حول خطواتها الأخيرة في مصر، وقال "حماس قوية موحدة في أطرها القيادية والمؤسساتية، وفي كل مستوياتها من أي نقطة في فلسطين، حتى آخر نقطة يوجد فيها فلسطيني".