11 نوفمبر 2024
"أونروا" والمخاوف الأردنية
هناك تجاوزٌ مبالغ فيه، بعض الشيء، في اتهام قوى ومؤسسات مدنية أردنية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، بأنها إذا ما أنهت خدماتها "تعبث بأمن الأردن واستقراره"، لكن المخاطر التي ينذر بها هذا الأمر على الأردن غير هيّنة، وأكلافه كثيرة على غير صعيد. ويمكن حسبان الأوامر المشددة من وزارة التربية والتعليم بعدم تسجيل أي تلميذ في مدارسها قادم من مدارس (أونروا) في المملكة من وسائل الضغط الحكومية على المنظمة الأممية. وإذ تتنوع فعاليات المجتمع المدني الأردني، وكذا اعتصامات العاملين في وكالة الغوث، والاتصالات الحكومية، من أجل إيفاء الدول المانحة بما ينقذ (أونروا) من مشكلاتها المالية الصعبة (101 مليون دولار)، فذلك كله، وغيره، يشير إلى شعور الأردن، الرسمي والأهلي، بأن توقف خدمات وكالة الغوث، التعليمية والصحية والإغاثية، في 13 مخيماً في المملكة، ولـ 380 ألف لاجئ فلسطيني مستفيد من خدماتها، سيتسبب بأعباء مهولة على الحكومة ليس في وسعها أن تقوم بها، خصوصا إذا ما تُركت أكلاف هذه الأعباء من دون تغطية مالية من الخارج، أو بقيت في مهب الوعود والابتزاز.
ينشط وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في اتصالات مع المسؤولين في الدول المانحة لوكالة الغوث (الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما) من أجل أن تستمر الوكالة في تقديم خدماتها، وأيضاً من أجل أن لا تكون هناك أي إجراءات تقشفية، تؤثر على نوعية هذه الخدمات. ويقوم الموقف الأردني بشأن ما تغالبه (أونروا) من عجز مالي، مستمر منذ سنوات، على الأرضية القانونية، المأخوذ بها منذ إنشاء هذه المنظمة الأممية الكبرى، في 1949، استنادا إلى فقرة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وتؤكد عمّان، في هذا الخصوص، أن هذه الوكالة يجب أن تستمر في توفير خدماتها لهؤلاء اللاجئين، ما دامت مشكلتهم قائمة. ومن المفارقات الظاهرة أن الأردن الذي يدبُّ الصوت عالياً من أجل بقاء (أونروا) وخدماتها كان يطالب بزيادة موازنته ومخصصاته من هذه الوكالة، والتي تبلغ 140 مليون دولار سنوياً.
ينشط وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في اتصالات مع المسؤولين في الدول المانحة لوكالة الغوث (الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما) من أجل أن تستمر الوكالة في تقديم خدماتها، وأيضاً من أجل أن لا تكون هناك أي إجراءات تقشفية، تؤثر على نوعية هذه الخدمات. ويقوم الموقف الأردني بشأن ما تغالبه (أونروا) من عجز مالي، مستمر منذ سنوات، على الأرضية القانونية، المأخوذ بها منذ إنشاء هذه المنظمة الأممية الكبرى، في 1949، استنادا إلى فقرة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وتؤكد عمّان، في هذا الخصوص، أن هذه الوكالة يجب أن تستمر في توفير خدماتها لهؤلاء اللاجئين، ما دامت مشكلتهم قائمة. ومن المفارقات الظاهرة أن الأردن الذي يدبُّ الصوت عالياً من أجل بقاء (أونروا) وخدماتها كان يطالب بزيادة موازنته ومخصصاته من هذه الوكالة، والتي تبلغ 140 مليون دولار سنوياً.
ليست مسألة وكالة الغوث فلسطينية، وليس في وسع منظمة التحرير (المفترض أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني) أن تحمل دولاً كبرى وعظمى على الإيفاء باستحقاقات هذه المؤسسة التي قامت بدور إغاثي وإنساني مقدّر وكبير للفلسطينيين. ولأن الأمر كذلك، حاجة الأردن، وكذا لبنان (ماذا عن سورية؟)، شديدة الإلحاح، إلى مظلة عربية سياسية قوية وفاعلة، مؤثرة على عواصم المجتمع الدولي، صاحبة القرار الأقدر على الحسم، من أجل إنقاذ (أونروا)، بالحؤول دون مضي التوجه المريب الذي يدفع إلى أن تتحمّل جامعة الدول العربية مسؤوليات الوكالة، وتتكفل دول عربية غنية بنفقاتها. وهناك مؤشرات تدفع إلى الظن بأن ثمة نيات دولية (أميركية؟) إلى هذا المسار، وربما اعتبرت مداولات الاجتماع غير الرسمي للدول المضيفة للاجئين والدول المانحة في عمّان، في الأسبوع الأخير من يوليو/تموز الماضي، مؤشراً مقلقاً، ينبئ بما يذهب إلى إنزال تلك النيّات على الواقع.
عندما يجهر الأردن، في البرلمان، بمجلسيه النواب والأعيان، وفي مجلس الوزراء، وفي تشكيلات مدنية عريضة، بمخاوفه الحقيقية من أن يجد نفسه أمام الحائط، إذا ما نجحت (المؤامرة؟)، بتعبير قوى ومؤسسات أهلية في رسالة إلى رئيس الحكومة، عبدالله النسور، فإنه في ذلك إنما يُبادر إلى إنذار الأمم المتحدة ومموليها. وعندما ترى فاعليات غير قليلة في المملكة أن (مؤامرة) الوكالة الدولية، ومن يقف وراءها، تهدف إلى جعل الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، فذلك كله لن يكون له أي أثر، إذا لم تتداع الدول العربية إلى إدراك النكبة الجديدة التي قد تحل بالشعب الفلسطيني، لا سمح الله، إذا صار الذي يُخشى منه. ولكن، عن أي دولٍ عربية نتحدث، والحال العربي على ما نرى؟