07 نوفمبر 2024
"صفارات إنذار" في "منتدى الخليج"
اختار منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية "قضايا التعليم وتحدياته" في دول مجلس التعاون أحد محوري دورته الأولى التي اختتمت أيامها الثلاثة الاثنين في الدوحة، ونوقشت فيه 25 ورقة، شارك فيها أكاديميون وخبراء في جامعات ومؤسسات تعليمية في دول الخليج. ومن أسبابٍ مضاعفةٍ لأهمية ما ناقشته هذه الأوراق أن بعضها اختص براهن اللغة العربية في التعليم الخليجي، وصلته بمسألة الهوية الثقافية لمنطقة الخليج ومجتمعاتها. وإذ أكدت الأوراق، والمشاركات الجدية والجادة التي تناولت هذا الحال، ما هو مؤكد عن تراجعٍ حاد في مكانة اللغة العربية في هذا التعليم، الجامعي وغيره، فإن الثمين فيها أنها صدرت عن شعورٍ بالمسؤولية تجاه مخاطر هذا الحال على هوية المواطن الخليجي، وعلى انتسابه الحضاري للأمة العربية، وأنها اتصفت بالجرأة في تشخيص "الكارثة"، (بحسب توصيف محق للبحريني علي فخرو)، كما أنها طرحت توصياتٍ ممكنة التطبيق، تسعف، إذا ما تم الأخذ بها، في تدارك بعض هذه المخاطر، والحدّ منها.
توفرت ورقة أستاذ اللسانيات المغربي، مالك حسن، على إفادة بشأن صلة اللغة بالهوية، باعتبارهما عنصرين مترابطين، ويتفاعلان في السلوكين، الفردي والاجتماعي، في الدولة والمجتمع، وباعتبار اللغة حاملة للهوية. وشخّصت ما سمته "أزمةً لغوية" في دول الخليج، ناجمة من هيمنة اللغات الأجنبية، وخصوصاً الإنجليزية، على المدارس والجامعات الحكومية والخاصة، بسبب الفجوة الكبيرة القائمة بين العربية والإنجليزية. وذهبت الورقة إلى أنه يجري، من خلال النظرة الدونية الحادثة تجاه اللغة الوطنية (العربية)، تكريس الإحساس بالاغتراب لدى الطالب الخليجي، وإيجاد وضعيةٍ لغوية انفصامية. وطرح الباحث، لتجاوز هذا الحال، أنْ تتبنى دول الخليج سياسةً لغوية، تنتقل المدرسة الخليجية، بموجبها، من الثنائية اللغوية السالبة إلى الثنائية اللغوية الوظيفية. أما "صفارات الإنذار" التي أطلقها (وسمّاها كذلك) في ورقته في "المنتدى"، أستاذ الإدارة والسلوك التنظيمي في جامعة القصيم في السعودية، عبد الله البريدي، فإنها توجب إنصات صنّاع القرار في دول الخليج إليها، فثمّة "مأزق هوياتي" قد تقع فيه مؤسسات التعليم الجامعي الخليجي، في تبنّيها الإنجليزية في التدريس والبحث العلمي، حيث "الهجرة" إلى هذه اللغة تُسبب هذا المأزق الذي يتجاوز التأثير في الأطر الثقافية الوجدانية المجردة، إلى تبعية فكريةٍ وتنموية.
وصفارة إنذار ملحة أعلنتها الأستاذة في جامعة زايد في أبوظبي، نورة المزروعي، في ورقتها، وهي أن إهمال التعليم بالعربية في المؤسسات التعليمية انعكس سلباً على علاقة الفرد بهويته الوطنية، كما أن "ضغطاً شديداً" تمارسه اللغة الإنجليزية المسيطرة على أفراد المجتمع، ويؤدي إلى إضعاف اللغة العربية. ولعلها إصابةً لافتة أن ترى الباحثة أن "تحدياتٍ" تواجهها اللغة العربية في التعليم الجامعي في الإمارات، فكرية وثقافية وسياسية وحضارية. ويلتقي هذا التحليل والاجتهاد مع ما سمعه حضور "منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية" من الباحث والوزير البحريني السابق، علي فخرو، في إلحاحه على أن الثقافة الخليجية جزء من ثقافةٍ عربية مشتركة، وفي إشارته إلى أن من أبرز نتائج ضعف اللغة العربية عند العرب، طلاب المدارس والجامعات الأجنبية، في دول الخليج عدم قدرتهم على الفهم الجيد والتواصل العميق مع تراث أمتهم الفكري والديني والأدبي والفني.
ليست هذه المشاركات وحدها في جلسات "المنتدى" التي جاءت على الحال الفادح الخطورة للغة العربية في مؤسسات التعليم في دول الخليج، فقد اشتملت أوراقٌ أخرى على هذا الأمر وغيره، في مطالعاتها جملةً من قضايا التكوين والتأهيل والتخطيط بشأن الهوية، واتصال ذلك كله بالهوية الوطنية. ويطل السؤال، هنا، عمّا إذا كان صنّاع القرار في دول الخليج الست يلتفتون إلى خلاصات المختصين والخبراء، أم أن اللغة العربية ستذهب إلى مزيدٍ من الدونية في أفهام طلبة الخليج في المدارس والجامعات ومداركهم .. وقناعاتهم؟
توفرت ورقة أستاذ اللسانيات المغربي، مالك حسن، على إفادة بشأن صلة اللغة بالهوية، باعتبارهما عنصرين مترابطين، ويتفاعلان في السلوكين، الفردي والاجتماعي، في الدولة والمجتمع، وباعتبار اللغة حاملة للهوية. وشخّصت ما سمته "أزمةً لغوية" في دول الخليج، ناجمة من هيمنة اللغات الأجنبية، وخصوصاً الإنجليزية، على المدارس والجامعات الحكومية والخاصة، بسبب الفجوة الكبيرة القائمة بين العربية والإنجليزية. وذهبت الورقة إلى أنه يجري، من خلال النظرة الدونية الحادثة تجاه اللغة الوطنية (العربية)، تكريس الإحساس بالاغتراب لدى الطالب الخليجي، وإيجاد وضعيةٍ لغوية انفصامية. وطرح الباحث، لتجاوز هذا الحال، أنْ تتبنى دول الخليج سياسةً لغوية، تنتقل المدرسة الخليجية، بموجبها، من الثنائية اللغوية السالبة إلى الثنائية اللغوية الوظيفية. أما "صفارات الإنذار" التي أطلقها (وسمّاها كذلك) في ورقته في "المنتدى"، أستاذ الإدارة والسلوك التنظيمي في جامعة القصيم في السعودية، عبد الله البريدي، فإنها توجب إنصات صنّاع القرار في دول الخليج إليها، فثمّة "مأزق هوياتي" قد تقع فيه مؤسسات التعليم الجامعي الخليجي، في تبنّيها الإنجليزية في التدريس والبحث العلمي، حيث "الهجرة" إلى هذه اللغة تُسبب هذا المأزق الذي يتجاوز التأثير في الأطر الثقافية الوجدانية المجردة، إلى تبعية فكريةٍ وتنموية.
وصفارة إنذار ملحة أعلنتها الأستاذة في جامعة زايد في أبوظبي، نورة المزروعي، في ورقتها، وهي أن إهمال التعليم بالعربية في المؤسسات التعليمية انعكس سلباً على علاقة الفرد بهويته الوطنية، كما أن "ضغطاً شديداً" تمارسه اللغة الإنجليزية المسيطرة على أفراد المجتمع، ويؤدي إلى إضعاف اللغة العربية. ولعلها إصابةً لافتة أن ترى الباحثة أن "تحدياتٍ" تواجهها اللغة العربية في التعليم الجامعي في الإمارات، فكرية وثقافية وسياسية وحضارية. ويلتقي هذا التحليل والاجتهاد مع ما سمعه حضور "منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية" من الباحث والوزير البحريني السابق، علي فخرو، في إلحاحه على أن الثقافة الخليجية جزء من ثقافةٍ عربية مشتركة، وفي إشارته إلى أن من أبرز نتائج ضعف اللغة العربية عند العرب، طلاب المدارس والجامعات الأجنبية، في دول الخليج عدم قدرتهم على الفهم الجيد والتواصل العميق مع تراث أمتهم الفكري والديني والأدبي والفني.
ليست هذه المشاركات وحدها في جلسات "المنتدى" التي جاءت على الحال الفادح الخطورة للغة العربية في مؤسسات التعليم في دول الخليج، فقد اشتملت أوراقٌ أخرى على هذا الأمر وغيره، في مطالعاتها جملةً من قضايا التكوين والتأهيل والتخطيط بشأن الهوية، واتصال ذلك كله بالهوية الوطنية. ويطل السؤال، هنا، عمّا إذا كان صنّاع القرار في دول الخليج الست يلتفتون إلى خلاصات المختصين والخبراء، أم أن اللغة العربية ستذهب إلى مزيدٍ من الدونية في أفهام طلبة الخليج في المدارس والجامعات ومداركهم .. وقناعاتهم؟