27 سبتمبر 2018
ثورة حقيقية في سورية
ما إن توقف إطلاق النار جزئياً في سورية، حتى خرج آلالاف في تظاهراتٍ تعيد الصورة التي بدأت بها الثورة. تظاهرت كل المناطق التي هي خارج سيطرة النظام وداعش، الحليفين اللذيْن يعملان (مع جبهة النصرة) لإجهاضها. إذن، نهض الشعب من تحت الرماد، يعلن أنه يريد إسقاط النظام، وأنه مصمم على الاستمرار في الثورة، وأيضاً أنه هو الثورة، هو وليس كل الذين ادعوا ذلك، أو ركبوا على أكتافها، أو الذين قدموا لكي "يقيموا الدين في مالطا" على جثث الشعب السوري.
ظهر، في السنوات الثلاث الأخيرة، أن الشعب تلاشى، وحلّ في المقام الأول وعلى السطح أشتاتٌ من المرتزقة والقتلة، ومن الأصولية والرايات السود، ورجال المخابرات. وبالتالي، بات ما يجري "حرباً أهلية" و"صراعاً طائفياً" أو صراعاً إقليمياً دولياً، ولا شك في أن الوضع حمل أشكالاً من ذلك، هي التي غطت على ثورةٍ حقيقيةٍ، تريد الحرية والعيش الكريم، تريد الخبز والحرية. ولقد اشتغل النظام ودول إقليمية وإمبرياليات على أن تنقلب الثورة حرباً أهلية وصراعاً دولياً، لكي تتدمر الثورة، ويتدمر كل أمل للشعوب في العالم بالتغيير. تكاتف العالم الإمبريالي كله، والرأسماليات التابعة الإقليمية كلها من أجل وقف الموجة الثورية التي انطلقت من تونس في سورية، ولا أحد يظن أن دولةً كانت مع ثورة الشعب السوري، فهذه مهزلةٌ تنمّ عن قصور وعي، بل جهل.
وظهر أن السياسة التي اتبعتها كل هذه الدول، سواء دعمت النظام أو ادعت أنها مع الشعب، قد نجحت، وأن الثورة انتهت، وبات على القوى الدولية أن تحدِّد مصير سورية، وباتت الدول الإقليمية تنازع لكي تحصل على حصة. وحتى أطياف المعارضة، وبعض اليسار الذي كان يدعم الثورة، اعتبر أن الثورة انتهت، حيث بات الصراع هو "بين قوى رجعية"، أو أنه حربٌ إقليمية بالوكالة. وتعمّمت فكرة أن ما يجري في سورية هو حرب داعش والنصرة والأصولية عموماً ضد النظام، وأن ما يجري جريمة بحق سورية، تقوم بها هذه القوى (وليس النظام).
بعد ذلك، وفجأة يعود الشعب، ينهض من تحت السواد، لحظاتٍ، بعد أن هدأ القصف والقتل والعنف وكل الوحشية التي مورست من أجل أن تنهي تظاهراته وتقتل صوته، وتردم فوق ذلك كل السواد والدم والتدمير من طرف، وكل الأفكار حول طابع الصراع صراعاً إقليمياً أو حرباً ضد إرهابيين، أو قتالاً ضد "المجاهدين" الذين يريدون إقامة "دولة إسلامية"، أو يريدون القتل فقط، من طرف آخر.
هذه ثورة حقيقية، كما قلت منذ زمن، وإذا كانت هيمنت قوى أصولية، أو سيطر السلاح الذي كان ضرورة من هؤلاء الشباب الذين يتظاهرون الآن في مواجهة وحشية النظام، وتدخلت دول وقوى لحرف سلاحهم، من خلال الأسلمة أو وضعه في معركةٍ غير متكافئةٍ، كانت تريدها السلطة، فقد كانت قوة الشعب هي التي سمحت بضعف النظام، وحاجته للتدخل الإيراني ثم الروسي، وهي القوة التي يجب أن تدعم الحراك الشعبي، لا أن تحلّ محله، كما جرى.
عاد الشعب لكي يعبّر عن ذاته، وليستعيد ألق الثورة، ويعود إلى النشاط الذي اختاره من أجل إسقاط النظام. هذه هي الثورة التي جرى الاعتقاد أنها انتهت. وكانت وحشية النظام وتهجيره لجزء كبير من الشعب، ومن ثم لاعتبار السلاح هو الحل الوحيد، قد غطى عليها، همّشها، وأوصل إلى أنها انتهت. لكن الشعب ما زال يريد إسقاط النظام، سواءً تحقق حلّ سياسي تفرضه الدول الإمبريالية والإقليمية أو لم يتحقق سوف يستمر في الثورة.
بقي أن نقول إن الثورة بحاجة إلى إعادة بناء، بالضبط على أساس الحراك الشعبي، وليكون السلاح هو العنصر الداعم لهذا الحراك، وليس البديل له، وأن يخرج من المدن، ويمارس دوره على جبهات القتال، وأن يتولى الشعب إدارة حياته، عبر تأسيس مجالس محلية ومحاكم تدير شؤونه.
ظهر، في السنوات الثلاث الأخيرة، أن الشعب تلاشى، وحلّ في المقام الأول وعلى السطح أشتاتٌ من المرتزقة والقتلة، ومن الأصولية والرايات السود، ورجال المخابرات. وبالتالي، بات ما يجري "حرباً أهلية" و"صراعاً طائفياً" أو صراعاً إقليمياً دولياً، ولا شك في أن الوضع حمل أشكالاً من ذلك، هي التي غطت على ثورةٍ حقيقيةٍ، تريد الحرية والعيش الكريم، تريد الخبز والحرية. ولقد اشتغل النظام ودول إقليمية وإمبرياليات على أن تنقلب الثورة حرباً أهلية وصراعاً دولياً، لكي تتدمر الثورة، ويتدمر كل أمل للشعوب في العالم بالتغيير. تكاتف العالم الإمبريالي كله، والرأسماليات التابعة الإقليمية كلها من أجل وقف الموجة الثورية التي انطلقت من تونس في سورية، ولا أحد يظن أن دولةً كانت مع ثورة الشعب السوري، فهذه مهزلةٌ تنمّ عن قصور وعي، بل جهل.
وظهر أن السياسة التي اتبعتها كل هذه الدول، سواء دعمت النظام أو ادعت أنها مع الشعب، قد نجحت، وأن الثورة انتهت، وبات على القوى الدولية أن تحدِّد مصير سورية، وباتت الدول الإقليمية تنازع لكي تحصل على حصة. وحتى أطياف المعارضة، وبعض اليسار الذي كان يدعم الثورة، اعتبر أن الثورة انتهت، حيث بات الصراع هو "بين قوى رجعية"، أو أنه حربٌ إقليمية بالوكالة. وتعمّمت فكرة أن ما يجري في سورية هو حرب داعش والنصرة والأصولية عموماً ضد النظام، وأن ما يجري جريمة بحق سورية، تقوم بها هذه القوى (وليس النظام).
بعد ذلك، وفجأة يعود الشعب، ينهض من تحت السواد، لحظاتٍ، بعد أن هدأ القصف والقتل والعنف وكل الوحشية التي مورست من أجل أن تنهي تظاهراته وتقتل صوته، وتردم فوق ذلك كل السواد والدم والتدمير من طرف، وكل الأفكار حول طابع الصراع صراعاً إقليمياً أو حرباً ضد إرهابيين، أو قتالاً ضد "المجاهدين" الذين يريدون إقامة "دولة إسلامية"، أو يريدون القتل فقط، من طرف آخر.
هذه ثورة حقيقية، كما قلت منذ زمن، وإذا كانت هيمنت قوى أصولية، أو سيطر السلاح الذي كان ضرورة من هؤلاء الشباب الذين يتظاهرون الآن في مواجهة وحشية النظام، وتدخلت دول وقوى لحرف سلاحهم، من خلال الأسلمة أو وضعه في معركةٍ غير متكافئةٍ، كانت تريدها السلطة، فقد كانت قوة الشعب هي التي سمحت بضعف النظام، وحاجته للتدخل الإيراني ثم الروسي، وهي القوة التي يجب أن تدعم الحراك الشعبي، لا أن تحلّ محله، كما جرى.
عاد الشعب لكي يعبّر عن ذاته، وليستعيد ألق الثورة، ويعود إلى النشاط الذي اختاره من أجل إسقاط النظام. هذه هي الثورة التي جرى الاعتقاد أنها انتهت. وكانت وحشية النظام وتهجيره لجزء كبير من الشعب، ومن ثم لاعتبار السلاح هو الحل الوحيد، قد غطى عليها، همّشها، وأوصل إلى أنها انتهت. لكن الشعب ما زال يريد إسقاط النظام، سواءً تحقق حلّ سياسي تفرضه الدول الإمبريالية والإقليمية أو لم يتحقق سوف يستمر في الثورة.
بقي أن نقول إن الثورة بحاجة إلى إعادة بناء، بالضبط على أساس الحراك الشعبي، وليكون السلاح هو العنصر الداعم لهذا الحراك، وليس البديل له، وأن يخرج من المدن، ويمارس دوره على جبهات القتال، وأن يتولى الشعب إدارة حياته، عبر تأسيس مجالس محلية ومحاكم تدير شؤونه.