27 سبتمبر 2018
ضد داعش في العراق
حُسمت معركة الفلوجة، حيث هُزم "داعش"، كما جرت السيطرة على مناطق عديدة كانت تسيطر عليها، ويجري التحضير لمعركة الموصل. يبدو أن أميركا قرّرت حسم معركة داعش في العراق التي بدأتها من أجل هدفِ سياسي يتمثل في إعادة سيطرتها على النظام السياسي في العراق، بعد أن فَلَت منها على ضوء انسحابها "المتسرّع" سنة 2011. فالعراق مركزية في السياسة الأميركية باعتباره جزءاً من الخليج الذي هو جزء من الأمن القومي الأميركي، حسب "مبدأ كارتر" المقرّ سنة 1980 والذي كان يشمل دول الخليج، لكنه تمدّد، لكي يشمل العراق بعد احتلاله.
هذا هو هدف أميركا، وهي، انطلاقاً من ذلك، تريد إضعاف سيطرة إيران على النظام في العراق، وإضعاف "قوى إيران"، أي التي باتت تسمى الحشد الشعبي، والتي تضم المجلس الأعلى وفيلق بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله العراق، وسرايا خراسان، وغيرها من المجموعات الطائفية التي أدلجتها ودرّبتها إيران منذ عقود، وباتت جزءاً من النظام الجديد الذي أقامه الاحتلال الأميركي بتفاهم أميركي إيراني، حيث كانت أميركا تعتقد أن وجودها العسكري هو الضامن لبقاء العراق "تحت السيطرة"، على الرغم من سيطرة قوى إيران على النظام الذي رتبته هي. لكن انسحابها العسكري فرض الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي، من خلال كل تلك القوى، وبالتدخل المباشر الذي تقوم به.
كان "داعش" الفزّاعة التي لعبت أميركا بها، بعد أن حاول رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، ذلك، من أجل تبرير التدخل، وفرض وجود جيشٍ لها في العراق، ربما يصل إلى 15 ألفاً كما كانت قرّرت منذ البدء. هل حقّقت ذلك؟ لا شك في أنها فرضت وجود قواتٍ عسكرية على الأرض، هل يكفي ذلك؟ ربما لا، حيث إن "الحرب ضد داعش" وسّعت من دور قوى إيران، أي الحشد الشعبي، وباتت تفرض تدخلها في كل المناطق، وتمارس إرهابها وطائفيتها تحت أعين القوات الأميركية. ويظهر التدخل الإيراني علناً بوجود "المستشارين"، وخصوصاً قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي يمكن أن يسمى القائد العام للقوى الإيرانية في البلدان العربية.
وفي الوقت نفسه، لم تسلّح "العشائر السنية" بما يكفي، لكي تصبح قوةً موازيةً للحشد الشعبي، على العكس، فقد أشركتها في المعارك بسلاحٍ خفيف، ولم تسلمها سلاحاً ثقيلاً هو ضروري في الحرب. وأكثر من ذلك، ظهر أنها تعاقب "المناطق السنية"، وتريد تدميرها، نتيجة الدور الكبير لهذه المناطق في مواجهة الاحتلال الأميركي. ولهذا، سمحت للقوى الطائفية "الشيعية" (دواعش الشيعة) لأن ترتكب الفظائع في تلك المناطق، على الرغم من اعتراضها الشكلي، وأحياناً رفضها مشاركة تلك القوى، وقبول دورها، أخيراً، بحجة قدرتها على مواجهة "داعش". ولا شك أنها ضد الدور الكبير الذي بات لتيار مقتدى الصدر، لأنه مَنْ واجه احتلالها كذلك، وهو يحاول تعديل العملية السياسية بما يتعارض مع منظورها. وهي لا ترتاح لكل الحراك الشعبي الذي يتواصل في الجنوب والشرق (أي في "المنطقة الشيعية") وترى أنه، على الرغم من أنه يُضعف موقع إيران، إلا أنه يسعى إلى تحقيق تغيير كبير في وضع العراق. وهي في "حربها ضد داعش" أسهمت في عزله عن "المنطقة السنية" التي انتفضت سنتين قبل إدخال "داعش" في معادلة الصراع، عبر إغراقها في العنف. ولا تريد الآن أن ينخرط العراق كله في الصراع ضد السلطة بعد "هزيمة داعش".
كيف يمكن لأميركا أن تعيد السيطرة على النظام، وهي تعزّز من قوى إيران، وتنطلق من الانتقام ممن قاتلها؟ ربما عبر صفقة مع إيران تسمح بوجود قوات أميركية في العراق، والحصول على احتكار النفط، على أن يبقى الدور البارز لقوى إيران قائماً، وأن يظل التأثير الإيراني واضحاً. وفي كل الأحوال، ما سيظهر هو أن الحراك الشعبي سوف يستمر، وربما يتوسّع إلى المنطقة الغربية من العراق، ويمكن أن يتخذ شكلاً عنيفاً يُدخل العراق في حربٍ شعبيةٍ ضد الاحتلال والقوى الطائفية.
هذا هو هدف أميركا، وهي، انطلاقاً من ذلك، تريد إضعاف سيطرة إيران على النظام في العراق، وإضعاف "قوى إيران"، أي التي باتت تسمى الحشد الشعبي، والتي تضم المجلس الأعلى وفيلق بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله العراق، وسرايا خراسان، وغيرها من المجموعات الطائفية التي أدلجتها ودرّبتها إيران منذ عقود، وباتت جزءاً من النظام الجديد الذي أقامه الاحتلال الأميركي بتفاهم أميركي إيراني، حيث كانت أميركا تعتقد أن وجودها العسكري هو الضامن لبقاء العراق "تحت السيطرة"، على الرغم من سيطرة قوى إيران على النظام الذي رتبته هي. لكن انسحابها العسكري فرض الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي، من خلال كل تلك القوى، وبالتدخل المباشر الذي تقوم به.
كان "داعش" الفزّاعة التي لعبت أميركا بها، بعد أن حاول رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، ذلك، من أجل تبرير التدخل، وفرض وجود جيشٍ لها في العراق، ربما يصل إلى 15 ألفاً كما كانت قرّرت منذ البدء. هل حقّقت ذلك؟ لا شك في أنها فرضت وجود قواتٍ عسكرية على الأرض، هل يكفي ذلك؟ ربما لا، حيث إن "الحرب ضد داعش" وسّعت من دور قوى إيران، أي الحشد الشعبي، وباتت تفرض تدخلها في كل المناطق، وتمارس إرهابها وطائفيتها تحت أعين القوات الأميركية. ويظهر التدخل الإيراني علناً بوجود "المستشارين"، وخصوصاً قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي يمكن أن يسمى القائد العام للقوى الإيرانية في البلدان العربية.
وفي الوقت نفسه، لم تسلّح "العشائر السنية" بما يكفي، لكي تصبح قوةً موازيةً للحشد الشعبي، على العكس، فقد أشركتها في المعارك بسلاحٍ خفيف، ولم تسلمها سلاحاً ثقيلاً هو ضروري في الحرب. وأكثر من ذلك، ظهر أنها تعاقب "المناطق السنية"، وتريد تدميرها، نتيجة الدور الكبير لهذه المناطق في مواجهة الاحتلال الأميركي. ولهذا، سمحت للقوى الطائفية "الشيعية" (دواعش الشيعة) لأن ترتكب الفظائع في تلك المناطق، على الرغم من اعتراضها الشكلي، وأحياناً رفضها مشاركة تلك القوى، وقبول دورها، أخيراً، بحجة قدرتها على مواجهة "داعش". ولا شك أنها ضد الدور الكبير الذي بات لتيار مقتدى الصدر، لأنه مَنْ واجه احتلالها كذلك، وهو يحاول تعديل العملية السياسية بما يتعارض مع منظورها. وهي لا ترتاح لكل الحراك الشعبي الذي يتواصل في الجنوب والشرق (أي في "المنطقة الشيعية") وترى أنه، على الرغم من أنه يُضعف موقع إيران، إلا أنه يسعى إلى تحقيق تغيير كبير في وضع العراق. وهي في "حربها ضد داعش" أسهمت في عزله عن "المنطقة السنية" التي انتفضت سنتين قبل إدخال "داعش" في معادلة الصراع، عبر إغراقها في العنف. ولا تريد الآن أن ينخرط العراق كله في الصراع ضد السلطة بعد "هزيمة داعش".
كيف يمكن لأميركا أن تعيد السيطرة على النظام، وهي تعزّز من قوى إيران، وتنطلق من الانتقام ممن قاتلها؟ ربما عبر صفقة مع إيران تسمح بوجود قوات أميركية في العراق، والحصول على احتكار النفط، على أن يبقى الدور البارز لقوى إيران قائماً، وأن يظل التأثير الإيراني واضحاً. وفي كل الأحوال، ما سيظهر هو أن الحراك الشعبي سوف يستمر، وربما يتوسّع إلى المنطقة الغربية من العراق، ويمكن أن يتخذ شكلاً عنيفاً يُدخل العراق في حربٍ شعبيةٍ ضد الاحتلال والقوى الطائفية.