11 ابريل 2019
عن حقوق الإنسان في يومنا
جـمال بوزيان (الجزائر)
لا تزال شعوب كثيرة تئنّ تحت الاستدمار الوطنيّ، بعد تحرير هشّ للأوطان منَ الاستدمار الأجنبيّ، على الرغم مما تَكتنزه تلك البُلدان من خيراتٍ في ظاهر الأرض وباطنها، إنْ في قارّة أفريقيا أو آسيا أو أميركا أو غيرها، وتزداد بؤر التّوتّر اتّساعًا في العالَم، نتيجة حروب واضطرابات مصطنعة، هدفها النّفوذ والـمال، ما يضطرّ النّاس إلى الهرب واللجوء، بغضّ النّظر عنه، أكان اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا ثقافيًّا أو سياسيًّا.
يتكرّر هذا الـمشهد كلّ حينٍ في أكثر من وطن؛ وفي أكثر من زمن، كمْ من شهيد في فلسطين منذْ وعْد بلفور المشؤوم؟ كمْ من شهيد من الشّعوب الّتي تَعرّضتْ لاستدمار؟ كمْ من شهيدٍ في أثناء ربيع الشّعوب في قارّات العالَم، وما تبعه من ثورات ضدّ إرادة الشّعوب؟ كمْ من تواطؤ دوليّ مشبوه هنا وهناك وهنالك؟ كمْ من تضليل حقوقيّ وإعلاميّ وصحفيّ يُزيّن البيانات ونشرات الأخبار؛ وهو كذوب؟ كمْ من أموالٍ ضُخّتْ إلى مرتزقةٍ باعت ضمائرها بثمن بخسٍ، كمْ من حقيقةٍ ظهرتْ بشأن أدعياء حرّيّة وسلام وعدل وأمان، حين سقطتْ عنهم أوراق التّوت الّتي تُزخرف معاجم ألسنتهم؟ كمْ من جالسٍ على كرسيّ عرش وهو غير كفء له؟ كمْ من دولةٍ هي ليست دولة، بلْ هي عصابة مرتهنة تُمارس بطشها وطيشها بالوكالة؟
هكذا قالتِ الحقيقة؛ وظهر الحقّ في زمن كاد الشّرّ يصير خيرًا، لولا أهْل الصّبر والثّبات الّذين لا يتلوّنون كالحرباء، مِثل الّذين يَصطادون في المياه العكرة ويدبّرون الدسائس في الخفاء.
لماذا تُهان الشّعوب بأشباه حُكّام كهؤلاء، لا يعرفون منَ الـحُكم إلّا اسمه، ولا يعرفون منَ الإنسانيّة إلّا صفتها؟ ولماذا يَدفع الأبرياء ثمن ما يَقترفه الـمجرمون؟ ولماذا يَتستّر الظّالمون وراء شعاراتٍ كاذبة، بحجّة مقاومة الإرهاب، في الوقت نفسه هُمْ أهل الاستعباد والاستبداد والإفساد في الأرض؟
ليس خفيًّا أنّ مُعظَم دول العالَم وقّعتْ على جلّ العهود والاتّفاقات الدّوليّة الّتي تَحمي حقوق الإنسان. لكنّ الواقع يُكذِّب التّوقيع على الورق، مِثل ما يُكذِّب الـماء الغطّاس. وليس خفيًّا أنّ منظّمات حقوقيّة ومنابر إعلاميّة وصحفيّة وأحرار العالَم لا يكلّون ولا يملّون من كشف الحقيقة، كلّ الحقيقة، لِما يَعيشه المقهورون الّذين تطحنهم رِحَى الصّراعات، بغرض السّيطرة ونهب ثروات الشّعوب، ولو لزم الأمر تقسيم البُلدان، وتشتيت بني الإنسان بـ "وعد بلفو2" و"سايكس بيكو2 أو بغيرهما"، يظلّ التّاريخ تاريخًا وإنْ تغيّرتِ الجغرافيا.
للتّذكير فقط؛ دعا الإسلام إلى حماية حقوق الإنسان من دون تمييز لعرق ولون ولسان ودِين ووطن وتاريخ، بداية من حقّ الحياة أكثر من 14 قرنًا، وما أكثرها من حقوقٍ ذَكرها الله في القرآن الكريم حقًّا حقًّا، بينما ظهرت المواثيق والمعاهدات الدّوليّة الّتي تُركّز على حقوق الإنسان بصفة عامّة، بعْد نشأة منظّمة الأُمم المتّحدة يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1945.
ليس غريبًا القول إنّ شعوب العالَم لا تزال تكتوي بويلات التّمييز العنصريّ واللّغويّ والثّقافيّ والطّائفيّ وغيرها، ولا تزال تحت حُكم ظاهره الـمحبّة وباطنه العذاب.
ألا يعرف هؤلاء أنّ البشريّة كلّها إخوة من آدم وحوّاء، منذ ظهر آدم أوّل مرّة؟ ألا يعرف أولئك أنّ زمن الغاب الّذي يسود فيه الأسود قدْ ولّى؛ وقدْ انتصر الحقّ على الباطل؛ والحرّيّة على العبوديّة؛ والعدل على الظّلم؛ والخير على الشّرّ؛ والـجَمال على القبح؟
بعْد صدور الإعلان العالميّ يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول 1948، والعهديْن عنِ الحقوق السّياسيّة والـمدنيّة، وأيضًا الحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة الصّادريْن يوم 16ديسمبر 1966، ها هي الشّعوب الحرّة تَصدح: نريد الحياة لا الموت، الرأي ليس جريمة؛ والصّحافة ليست جريمة، نريد حقوقنا... حتّى الآن؛ نقول: أيّ حقوق لأيّ بشر في هذا الزّمن؟
لماذا لَم تنتهِ الجرائم الّتي يتعرّض لها الإنسان، كالاغتيال والتّعذيب والإخفاء القسريّ والنّفي وغيرها. على الرغم من ذلك، يظلّ الإنسان يَسعى إلى حماية أخيه الإنسان، حتّى تسطع شمس الحياة والأمان على النّاس كلّ النّاس، وتُزرع البسمات في وجوه الـمحكوم عليهم بالإعدام ظلمًا، والمسجونين والمعتقلين قهرًا، والـمعذَّبين واللّاجئين كرهًا، والـمُخفيْن قسرًا والـمنفيّين من دون استثناء؟
يتكرّر هذا الـمشهد كلّ حينٍ في أكثر من وطن؛ وفي أكثر من زمن، كمْ من شهيد في فلسطين منذْ وعْد بلفور المشؤوم؟ كمْ من شهيد من الشّعوب الّتي تَعرّضتْ لاستدمار؟ كمْ من شهيدٍ في أثناء ربيع الشّعوب في قارّات العالَم، وما تبعه من ثورات ضدّ إرادة الشّعوب؟ كمْ من تواطؤ دوليّ مشبوه هنا وهناك وهنالك؟ كمْ من تضليل حقوقيّ وإعلاميّ وصحفيّ يُزيّن البيانات ونشرات الأخبار؛ وهو كذوب؟ كمْ من أموالٍ ضُخّتْ إلى مرتزقةٍ باعت ضمائرها بثمن بخسٍ، كمْ من حقيقةٍ ظهرتْ بشأن أدعياء حرّيّة وسلام وعدل وأمان، حين سقطتْ عنهم أوراق التّوت الّتي تُزخرف معاجم ألسنتهم؟ كمْ من جالسٍ على كرسيّ عرش وهو غير كفء له؟ كمْ من دولةٍ هي ليست دولة، بلْ هي عصابة مرتهنة تُمارس بطشها وطيشها بالوكالة؟
هكذا قالتِ الحقيقة؛ وظهر الحقّ في زمن كاد الشّرّ يصير خيرًا، لولا أهْل الصّبر والثّبات الّذين لا يتلوّنون كالحرباء، مِثل الّذين يَصطادون في المياه العكرة ويدبّرون الدسائس في الخفاء.
لماذا تُهان الشّعوب بأشباه حُكّام كهؤلاء، لا يعرفون منَ الـحُكم إلّا اسمه، ولا يعرفون منَ الإنسانيّة إلّا صفتها؟ ولماذا يَدفع الأبرياء ثمن ما يَقترفه الـمجرمون؟ ولماذا يَتستّر الظّالمون وراء شعاراتٍ كاذبة، بحجّة مقاومة الإرهاب، في الوقت نفسه هُمْ أهل الاستعباد والاستبداد والإفساد في الأرض؟
ليس خفيًّا أنّ مُعظَم دول العالَم وقّعتْ على جلّ العهود والاتّفاقات الدّوليّة الّتي تَحمي حقوق الإنسان. لكنّ الواقع يُكذِّب التّوقيع على الورق، مِثل ما يُكذِّب الـماء الغطّاس. وليس خفيًّا أنّ منظّمات حقوقيّة ومنابر إعلاميّة وصحفيّة وأحرار العالَم لا يكلّون ولا يملّون من كشف الحقيقة، كلّ الحقيقة، لِما يَعيشه المقهورون الّذين تطحنهم رِحَى الصّراعات، بغرض السّيطرة ونهب ثروات الشّعوب، ولو لزم الأمر تقسيم البُلدان، وتشتيت بني الإنسان بـ "وعد بلفو2" و"سايكس بيكو2 أو بغيرهما"، يظلّ التّاريخ تاريخًا وإنْ تغيّرتِ الجغرافيا.
للتّذكير فقط؛ دعا الإسلام إلى حماية حقوق الإنسان من دون تمييز لعرق ولون ولسان ودِين ووطن وتاريخ، بداية من حقّ الحياة أكثر من 14 قرنًا، وما أكثرها من حقوقٍ ذَكرها الله في القرآن الكريم حقًّا حقًّا، بينما ظهرت المواثيق والمعاهدات الدّوليّة الّتي تُركّز على حقوق الإنسان بصفة عامّة، بعْد نشأة منظّمة الأُمم المتّحدة يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1945.
ليس غريبًا القول إنّ شعوب العالَم لا تزال تكتوي بويلات التّمييز العنصريّ واللّغويّ والثّقافيّ والطّائفيّ وغيرها، ولا تزال تحت حُكم ظاهره الـمحبّة وباطنه العذاب.
ألا يعرف هؤلاء أنّ البشريّة كلّها إخوة من آدم وحوّاء، منذ ظهر آدم أوّل مرّة؟ ألا يعرف أولئك أنّ زمن الغاب الّذي يسود فيه الأسود قدْ ولّى؛ وقدْ انتصر الحقّ على الباطل؛ والحرّيّة على العبوديّة؛ والعدل على الظّلم؛ والخير على الشّرّ؛ والـجَمال على القبح؟
بعْد صدور الإعلان العالميّ يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول 1948، والعهديْن عنِ الحقوق السّياسيّة والـمدنيّة، وأيضًا الحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة الصّادريْن يوم 16ديسمبر 1966، ها هي الشّعوب الحرّة تَصدح: نريد الحياة لا الموت، الرأي ليس جريمة؛ والصّحافة ليست جريمة، نريد حقوقنا... حتّى الآن؛ نقول: أيّ حقوق لأيّ بشر في هذا الزّمن؟
لماذا لَم تنتهِ الجرائم الّتي يتعرّض لها الإنسان، كالاغتيال والتّعذيب والإخفاء القسريّ والنّفي وغيرها. على الرغم من ذلك، يظلّ الإنسان يَسعى إلى حماية أخيه الإنسان، حتّى تسطع شمس الحياة والأمان على النّاس كلّ النّاس، وتُزرع البسمات في وجوه الـمحكوم عليهم بالإعدام ظلمًا، والمسجونين والمعتقلين قهرًا، والـمعذَّبين واللّاجئين كرهًا، والـمُخفيْن قسرًا والـمنفيّين من دون استثناء؟