19 ابريل 2021
روسيا تغزو المنطقة
في الأيام الأولى التالية لغزوتها السورية، أرسلت موسكو جنرالين إلى عمّان وبغداد، للتباحث مع المسؤولين فيهما بشأن إمكانية إقامة نظام آمن إقليمي، يستند إلى وجودها العسكري في الأرض السورية. تمت الزيارة في إطارٍ كان الرئيس الروسي بوتين قد حدّده في حديثٍ أكد فيه تصميم الكرملين على استعادة مناطق نفوذ الاتحاد السوفييتي في البلدان العربية التي ضمت مصر وسورية والعراق واليمن والجزائر والسودان وفلسطين، وذكر الكاتب المصري الراحل، لطفي الخولي، أن عدد سكان "نظمها اللارأسمالية" بلغ 70% من العرب.
في حينه، ردت واشنطن بزيارة قام بها إلى العاصمتين رئيس أركان جيشها الجنرال جوزف دانفورد، أدلى خلالها بتصريحٍ من بغداد، رحب فيه بانضمام موسكو إلى التحالف الدولي للحرب ضد الإرهاب الذي أسسته واشنطن مع 66 دولة، وأكد أن أحدا لن ينضم إلى نظام أمن إقليمي روسي!
فيما بعد، ركزت روسيا جهدها على سورية، وأقامت ما يشبه تحالفا ضم إيران والسلطة الأسدية وتنظيمات إرهابية جندتها طهران، ليكون هذا أول تحالف معلن بين دولة كبيرة وتنظيمات إرهاب خارجة على القانون الدولي، ويقدم أدلة قطعية على ما أصاب النظام الدولي من انهيار، ويكشف نمط النظام الأمني الذي اقترحته موسكو، ويرجح أن يخضع لمحورٍ يجمعها بإيران، الدولة التي تعلن تصميمها على تجريد العرب من دولهم، وتتعاون لبلوغ هذا الهدف مع تنظيمات إرهابية دان مجلس الأمن عام 1995 الأكبر بينها: تنظيم الحرس الثوري الإيراني المرابط تحت اسم حزب الله في لبنان، علما أنها تخترق بلدان الجوار، وتضع معظمها بين خيارين: أن تقف على حافّة حرب أهلية داخلية أو تنصاع لطهران.
لا نعرف إن كان هذا النهج روسيا أو إيرانيا أو بلورته الدولتان بتفاهم استراتيجي بعيد المدى، يتيح لهما ممارسة "إرهاب دولة" صار جزءا تكوينيا من حربهما على النظام الدولي القائم، ليس إرهاب التنظيمات بالمقارنة معه غير لعب أطفال، كما تؤكد الحالات السورية والعراقية واليمنية. واليوم، يباغتنا مندوب روسيا في الأمم المتحدة باقتراح عقد مؤتمر أمني "للمنطقة العربية والشرق الأوسط"، أي لإيران وتركيا. لهذا الاقتراح معنى وحيد، هو أن الروس عازمون على توسيع سياساتهم الحربية التي أرجعت سورية إلى العصر ما قبل الحجري، لتشمل العالم العربي والشرق الأوسط، انطلاقا من تحالفها مع إيران، وعلاقاتها المؤثرة مع تركيا، وتخضع العرب للابتزاز الذي دمر سورية، وتنشر الموت والدمار في عموم المنطقة العربية، استنادا إلى علاقات روسيا مع إسرائيل وإيران، عدوي العرب اللدودين، وإلى دور جيشٍ وضع منذ غزو سورية في خدمة هذا المخطط، يُراد له أن يفرض مصالح روسيا ونفوذها على العرب، بعد أن أوقف الأسدية على أقدامها، وحوّل سورية إلى مقبرةٍ تضم رفات شعب بكامله، قتل لأنه طالب نظاما تحميه بالحرية.
تستغل روسيا واقعتين: غفلة العرب الذين يكافئونها على جريمتها السورية، ويزورونها وكأنها كعبة العالم الجديدة، ويشترون سلاحها، ويوظفون أموالا في اقتصادها المفلس، وسخافات ترامب الذي يسمم، بعنصريته وتفاهته، العلاقات الدولية، ويقوّض النظام الدولي ومؤسساته، ويستخف بقيمه، ويعتدي في كل خطوةٍ يقوم بها على العرب عامة، وشعب فلسطين وحقوقه خصوصا، ويسعى إلى وضع العرب في جيب إسرائيل، أو إلى إخراجهم من التاريخ قرنا مقبلا، إذا لم "ينقذهم" الاستعمار الروسي!.
ليست سورية كل المأساة، هي الخطوة الأولى على دربها. الآتي على العرب أعظم، لن أقول شامتا: باذن الله.
في حينه، ردت واشنطن بزيارة قام بها إلى العاصمتين رئيس أركان جيشها الجنرال جوزف دانفورد، أدلى خلالها بتصريحٍ من بغداد، رحب فيه بانضمام موسكو إلى التحالف الدولي للحرب ضد الإرهاب الذي أسسته واشنطن مع 66 دولة، وأكد أن أحدا لن ينضم إلى نظام أمن إقليمي روسي!
فيما بعد، ركزت روسيا جهدها على سورية، وأقامت ما يشبه تحالفا ضم إيران والسلطة الأسدية وتنظيمات إرهابية جندتها طهران، ليكون هذا أول تحالف معلن بين دولة كبيرة وتنظيمات إرهاب خارجة على القانون الدولي، ويقدم أدلة قطعية على ما أصاب النظام الدولي من انهيار، ويكشف نمط النظام الأمني الذي اقترحته موسكو، ويرجح أن يخضع لمحورٍ يجمعها بإيران، الدولة التي تعلن تصميمها على تجريد العرب من دولهم، وتتعاون لبلوغ هذا الهدف مع تنظيمات إرهابية دان مجلس الأمن عام 1995 الأكبر بينها: تنظيم الحرس الثوري الإيراني المرابط تحت اسم حزب الله في لبنان، علما أنها تخترق بلدان الجوار، وتضع معظمها بين خيارين: أن تقف على حافّة حرب أهلية داخلية أو تنصاع لطهران.
لا نعرف إن كان هذا النهج روسيا أو إيرانيا أو بلورته الدولتان بتفاهم استراتيجي بعيد المدى، يتيح لهما ممارسة "إرهاب دولة" صار جزءا تكوينيا من حربهما على النظام الدولي القائم، ليس إرهاب التنظيمات بالمقارنة معه غير لعب أطفال، كما تؤكد الحالات السورية والعراقية واليمنية. واليوم، يباغتنا مندوب روسيا في الأمم المتحدة باقتراح عقد مؤتمر أمني "للمنطقة العربية والشرق الأوسط"، أي لإيران وتركيا. لهذا الاقتراح معنى وحيد، هو أن الروس عازمون على توسيع سياساتهم الحربية التي أرجعت سورية إلى العصر ما قبل الحجري، لتشمل العالم العربي والشرق الأوسط، انطلاقا من تحالفها مع إيران، وعلاقاتها المؤثرة مع تركيا، وتخضع العرب للابتزاز الذي دمر سورية، وتنشر الموت والدمار في عموم المنطقة العربية، استنادا إلى علاقات روسيا مع إسرائيل وإيران، عدوي العرب اللدودين، وإلى دور جيشٍ وضع منذ غزو سورية في خدمة هذا المخطط، يُراد له أن يفرض مصالح روسيا ونفوذها على العرب، بعد أن أوقف الأسدية على أقدامها، وحوّل سورية إلى مقبرةٍ تضم رفات شعب بكامله، قتل لأنه طالب نظاما تحميه بالحرية.
تستغل روسيا واقعتين: غفلة العرب الذين يكافئونها على جريمتها السورية، ويزورونها وكأنها كعبة العالم الجديدة، ويشترون سلاحها، ويوظفون أموالا في اقتصادها المفلس، وسخافات ترامب الذي يسمم، بعنصريته وتفاهته، العلاقات الدولية، ويقوّض النظام الدولي ومؤسساته، ويستخف بقيمه، ويعتدي في كل خطوةٍ يقوم بها على العرب عامة، وشعب فلسطين وحقوقه خصوصا، ويسعى إلى وضع العرب في جيب إسرائيل، أو إلى إخراجهم من التاريخ قرنا مقبلا، إذا لم "ينقذهم" الاستعمار الروسي!.
ليست سورية كل المأساة، هي الخطوة الأولى على دربها. الآتي على العرب أعظم، لن أقول شامتا: باذن الله.