أطلق "الحرس الثوري" الإيراني، اليوم الثلاثاء، قمر "نور 2" إلى الفضاء عبر صاروخ "قاصد" ذي الثلاث مراحل، وفق ما أفادت به وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأضافت الوكالة أن السلاح الجوي للحرس "نجح في وضع القمر في المدار 500 كيلومتر من الأرض، مشيرة إلى أن مهمة القمر "قياس واستطلاع".
ويأتي إجراء الحرس الثوري الإيراني هذا في توقيت حساس بمفاوضات فيينا النووية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 واقترابها من اتفاق، وسط توقعات بالإعلان عنه في الأيام المقبلة.
وترفض إيران أي تفاوض بشأن برنامجها الصاروخي مع الغرب، مؤكدة أن هذا البرنامج يأتي ضمن قدراتها الدفاعية ومن خطوطها الحمراء. وعليه، فإن الخطوة الجديدة للحرس الثوري الإيراني بإطلاق صاروخ يحمل مركبة فضائية تجسد هذا الرفض مع قرب الإعلان عن اتفاق فيينا. وعادة ما ينظر الغرب بريبة تجاه البرنامج الفضائي الإيراني، متهما طهران بأنها تسعى من خلاله إلى تطوير قدراتها الصاروخية وإنتاج صواريخ بالستية "قادرة على حمل رؤوس نووية".
وسبق أن أجرت وزارة الدفاع الإيرانية، تجارب فاشلة لوضع أقمار صناعية في المدار. وآخر محاولة لها كانت في الـ31 من الشهر الماضي، إذ أطلقت صاروخا إلى الفضاء لوضع ثلاثة أجهزة بحثية في المدار.
وعلى الرغم من أن الصاروخ فشل في وضع المركبة في المدار لأن السرعة كانت 7350 مترا ولم تبلغ السرعة المطلوبة وهي 7600 متر في الثانية، حسب إعلان وزارة الدفاع الإيرانية، لكن الخطوة أثارت اعتراضات غربية، وسط اتهامات لطهران بالسعي إلى إنتاج صواريخ بالستية تحمل رؤوسا نووية.
وأعربت واشنطن، عن قلقها حيال إطلاق طهران مركبة إلى الفضاء. وأفادت ناطقة باسم الخارجية الأميركية حينها بأن "الولايات المتحدة ما زالت تشعر بالقلق حيال تطوير إيران مركبات إطلاق فضائي، وهو أمر يمثّل مصدر قلق كبير فيما يتعلق بانتشار" الأسلحة. لكن في ظل انعقاد محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء اتفاق 2015 النووي، أكدت قائلة: "نسعى للعودة إلى امتثال كامل للاتفاق".
كما أعربت فرنسا عن قلقها من قيام إيران بتجربة إطلاق صاروخ إلى الفضاء، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تزامناً مع مفاوضات فيينا أمر "يدعو للأسف".
وأعلن قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد علي اكبر حاجي زادة، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، عن "إطلاق ناجح" لصاروخ حامل للأقمار الصناعية يعمل بالوقود الصلب.
وحينها، أكدت صحيفة "فرهيختغان" الإيرانية المحافظة، في تقرير لها، أن تصريحات حاجي زادة تحمل دلالات مهمة في التوقيت والمضمون، مؤكدة أن إعلان إيران لأول مرة عن اختبارات صاروخية جديدة من خلال محركات ثقيلة تعمل بالوقود الصلب فضلا عن استخدام مواد مؤلفة في أجزاء هذه الصواريخ، يأتي بعد أن كانت تستخدم في برنامجها الفضائي محركات تعمل بالوقود السائل.
وأضافت الصحيفة أن إيران "منذ عقدين تقوم بتطوير محركات صاروخية بالوقود الصلب"، مشيرة إلى أن "هذه المحركات لها استخدامات عسكرية وحتى العام 2020 كانت تستخدم فقط في صواريخ بمدى أقل من ألفي كيلومتر". ولفتت "فرهيختغان" إلى أن تصريحات القائد العسكري الإيراني "تكتسب أهمية كبيرة لأنه حسب مزاعم الدول الغربية فإن هذه الاختبارات تمثل خطوة كبيرة نحو إنتاج صواريخ بالستية عابرة للقارات".