أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، اليوم الإثنين، أنها اعتمدت، أمس الأحد، رؤيةً كلية للعملية السياسية لإنهاء الانقلاب العسكري، وتشكيل سلطة مدنية كاملة على مستوى مجلس السيادة ومجلس الوزراء والبرلمان.
وأوضح القيادي في "الحرية والتغيير" خالد عمر يوسف، في مؤتمر صحافي، أن الرؤية التي أجازها التحالف في اجتماع مجلسه المركزي تقوم بالأساس على ابتعاد العسكر عن السلطة، وإصلاح المؤسسة العسكرية عبر حلّ الجيوش المتعددة، وتكوين جيش وطني موحد، وفقاً لجداول زمنية يتم الاتفاق عليها، وتشكيل مجلس للأمن والدفاع برئاسة رئيس مجلس الوزراء المدني الذي تختاره قوى الثورة، مشيراً إلى أن الرؤية السياسية تضع إطاراً لتحقيق العدالة الانتقالية، وعدم الإفلات من العقاب في كل الجرائم التي ارتُكبت خلال الفترة السابقة.
وأضاف يوسف أن "رؤية تحالف الحرية والتغيير تتمسك باتفاق السلام الموقع بين الحكومة والحركات المسلحة، مع مراجعته بالتوافق مع الأطراف الموقعة بغض النظر عن الخلاف السياسي مع قادة تلك الحركات التي دعمت انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول"، مشيراً إلى أن الرؤية تضع أيضاً أولوية لمعالجة الأزمة المعيشية، على أن تكون وزارة المالية مسؤولة مباشرة عن كل أموال الدولة، ومنع التجنيب والتهريب، كما تشدد الرؤية على تفكيك بنية نظام الثلاثين من يونيو/ حزيران 1989، نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مع تطوير مناهج عمل التفكيك.
وأشار يوسف إلى أنه وبنهاية الفترة الانتقالية بعد 24 شهراً، ستجرى "انتخابات حرة ونزيهة"، نافياً بشدة وجود اتفاق بينهم وبين العسكر في الوقت الراهن، مبيناً أن "كلّ الذي حدث هو أن العسكر وافقوا على مشروع الدستور الانتقالي المقترح من نقابة المحامين، فشكل التحالف لجنة اجتمعت مع الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية، ومع اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات، ومن ثم مع المكون العسكري، لاستجلاء الأمر حول تسليم السلطة للمدنيين وفق مشروع الدستور".
وأكد أن رؤية التحالف ستُطرح على كل قوى الثورة والقوى الرافضة لانقلاب 25 أكتوبر، مشيراً إلى أن تحالف الحرية والتغيير "في أقوى حالاته، ولا صحة لما أثير عن وجود انقسامات داخله"، مؤكداً أن التباين داخل جسم التحالف هو "مصدر قوة وتماسك"، قبل أن يعيد التعهد بعدم الذهاب إلى حل سياسي يشرعن الانقلاب العسكري، بل الذهاب لحل يحقق أهداف الثورة.
في غضون ذلك، تجمع مئات الأشخاص في موكب بمنطقة الكلاكلة، جنوبي الخرطوم، للمطالبة بتنحي العسكر عن السلطة ورفض مشاريع التسوية السياسية معهم. وحمل المشاركون الأعلام السودانية وصور الشهداء، وأغلقوا عدداً من الطرقات، ورددوا هتافات وأناشيد الثورة السودانية.