داهم الجهاز الأمني التابع لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، اليوم الخميس، عيادة الطبيب "لطوف الأحمد"، وقام باعتقاله بطريقة تعسفية بعد ترهيب المرضى داخل عيادته وسط مدينة الدانا شمال محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وأكدت مصادر من أبناء مدينة الدانا رفضت الكشف عن هويتها لـ "العربي الجديد"، أن ثلاث سيارات مدججة بالعناصر والسلاح تابعة لجهاز أمن الهيئة حاصرت عيادة الطبيب لطوف الأحمد بالقرب من مركز التصوير الشعاعي وسط سوق مدينة الدانا، حيث اقتحمت عناصر الدورية الأمنية عيادة الطبيب بما يزيد عن 12 عنصراً جميعهم ملثمون، قبل اعتقاله بطريقة مُهينة كما وصفها المراجعون الذين كانوا داخل عيادته، فيما اقتادوه إلى جهة مجهولة.
وأوضحت المصادر أن سبب اعتقال الهيئة للأحمد جاء ُبحجة وجود دعوى قضائية بحقه من قبل إمام مسجد موالٍ لـ "حكومة الإنقاذ" الذراع المدني للهيئة، اتهم الأحمد فيها بمنعه من خطبة صلاة الجمعة الماضية في بلدة السحارة بريف حلب الغربي، مسقط رأسه.
ويتحدر الدكتور لطوف الأحمد من بلدة السحارة بريف حلب الغربي، وهو أخصائي جراحة عظمية، ويقصده الكثير من سكان المنطقة الشمالية لمحافظة إدلب، لسمعته الطيبة وسيرته الحسنة بين أوساط أهل المنطقة، كما ويُعرف بمواقفه الثابتة والمناصرة للثورة السورية منذ اندلاعها عام 2011، كما عمل في وقت سابق بعدة مشافٍ ميدانية بشكلٍ مجاني سواءً بريف حلب الغربي أو في أرياف محافظة إدلب، بحسب المصادر.
وكانت شبكة "شام" الإعلامية المحلية، قالت إن أمنية تحرير الشام اعتقلت قبل قرابة أسبوع المحامي "مأمون سعيد عمر"، في مدينة سرمدا القريبة من الحدود السورية التركية شمال محافظة إدلب.
وأكدت الشبكة أن المحامي اعتقل في محكمة سرمدا التابعة لحكومة الإنقاذ (الذراع المدني لهيئة تحرير الشام)، بعد ادعاء قدمه قاضي محكمة الجزاء المعروف باسم "الشيخ أبو القاسم"، حيث جرى منعه من المرافعة وتم احتجازه في مبنى المحكمة قبل يوم حتى نهاية الدوام.
في السياق ذاته، قُتل الشاب أكرم الاسماعيل المنحدر من بلدة الغدفة بريف إدلب الشرقي، في سجون "هيئة تحرير الشام" خلال الـ48 ساعة الماضية، بعد اعتقال دام لقرابة السنتين، إثر توجيه عدة تهم له تتعلق بسرقات كبيرة ونصب واحتيال.
من جهة أخرى، أطلق فصيلا "فرقة السلطان مراد" و"الجبهة الشامية" التابعان لـ "الجيش الوطني" المعارض والحليف لتركيا، حملة أمنية صباح الخميس، تحت مُسمى "غرفة القيادة الموحدة - عزم"، استهدفا من خلالها بعض الشبكات والخلايا التي تهدد أمن المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الوطني ضمن ما يُعرف بمناطق "درع الفرات"، و "غصن الزيتون"، و "نبع السلام" شمال شرق محافظة حلب.
وأكدت مصادر عسكرية لـ "العربي الجديد"، أن أرتالًا مدججة بالسلاح تتبع للفصيلين داهمت عدة منازل ومزارع وبعض المقرات التابعة للجيش الوطني، واعتقلت حتى اللحظة 13 شخصاً متهمين بعمليات سرقة وترويج المخدرات، بالإضافة لعمليات، مُشيرةً إلى أن الحملة الأمنية مستمرة حتى إلقاء القبض على كافة الخلايا المتورطة بالعمليات التي تستهدف أمن المنطقة.
وتشهد المناطق التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني" فلتاناً أمنياً تزداد وتيرته يوماً بعد الآخر من خلال تفجير السيارات المفخخة وسط التجمعات المدنية والأسواق، حيث أدت لمقتل العشرات من المدنيين، بالإضافة لعمليات الاغتيالات باستخدام العبوات الناسفة ومسدسات الكاتم للصوت والتي طاولت قادة عسكريين من الجيش الوطني وعناصر من الشرطة المدنية والعسكرية التابعة لـ "الحكومة السورية المؤقتة"، فيما توجه أصابع الاتهام إلى كلٍ من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، و"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) بالوقوف وراء تلك العمليات.