أحبطت قوات "سورية الديمقراطية" (قسد) بدعم جوي أميركي، مساء أمس الخميس، محاولة هروب جماعي داخل سجن غويران (الصناعة) الذي يضم عناصر من تنظيم "داعش" في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية.
وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات خاصة من "قسد" وبدعم جوي أميركي شاركت في عملية إحباط حفر أنفاق كان يقوم بها سجناء "داعش" بهدف الهروب الجماعي من السجن، وذلك بعد تلقي معلومات حول خطة الهروب.
وأوضح أن قوات "قسد" أحبطت العملية وزجت ببعض السجناء في زنازين منفردة تحت حراسة مشددة، وسط انتشار أمني مكثف في محيط السجن وعموم حي غويران، مضيفاً أن قوات "قسد" أغلقت المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة بين دواري الباسل والبانوراما، بعد دخول رتل كبير لقوات التحالف الدولي إلى السجن.
وكانت وكالة "سانا"، التابعة للنظام السوري، في وقت سابق، قالت إن السجن شهد مساء أمس الخميس، عصياناً وأعمال تخريب وفوضى لسجناء من "داعش"، فيما حلقت مروحيات أميركية في أجواء مدينة الحسكة، وألقت قنابل مضيئة في محيط السجن أثناء العصيان.
وذكرت الوكالة أن الأوضاع داخل السجن غير مستقرة منذ عدة أيام، حيث شهد حالات فوضى وعصيانا لسجناء من "داعش".
ويعد سجن غويران، المركز الأبرز الذي يضم معتقلين من عناصر تنظيم "داعش"، بعد أسرهم عقب خسارة التنظيم آخر معاقله بريف دير الزور الشرقي قبل نحو عامين ونصف العام.
ويضم السجن نحو 5 آلاف معتقل من عناصر "داعش"، معظمهم من جنسيات أجنبية، بحسب مصادر مليشيات "قسد".
وكان السجن قد شهد عدة حالات استعصاء لمقاتلي التنظيم في الأشهر السابقة، فيما نجح عدد من عناصر "داعش" بالفرار في مارس/ آذار العام الماضي من السجن المركزي المجاور، تزامناً مع استعصاء واسع لعناصر التنظيم داخله، ما استدعى تدخل قوات التحالف الدولي لاستعادة السيطرة على السجن.
ووفق منظمة "هيومن رايتس ووتش"، تحتجز قوات "قسد" نحو 12 ألف شخص يشتبه في انتمائهم لتنظيم "داعش" بينهم ما بين 2000 و4000 أجنبي من حوالي 50 دولة.
قصف تركي
وفي شمالي البلاد، قصفت القوات التركية المتمركزة في قاعدة كلجبرين، فجر اليوم، بالمدفعية الثقيلة مناطق انتشار قوات "قسد" في محيط مدينة تل رفعت وقريتي مرعناز وعلقمية بريف حلب الشمالي، فيما توفي طفل متأثراً بجراحه التي أصيب بها مع شقيقه الذي لقي حتفه في وقت سابق أمس، جراء انفجار لغم في منطقة مياسا بريف عفرين، بينما كانا يرعيان الأغنام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
روسيا تحتفل بقاعدة حميميم
إلى ذلك، أحصى الدفاع المدني السوري مقتل وإصابة أكثر من 12 ألف مدني جراء هجمات للقوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سورية إلى جانب نظام الأسد في سبتمبر/ أيلول عام 2015.
وقال الدفاع المدني، في بيان، أمس الخميس، تعليقاً على احتفال روسيا في قاعدة حميميم باللاذقية بعيد ميلاد قواتها الجوية، إن "الهجمات الروسية استهدفت أكثر من 70 مشفى، وأكثر من 60 مدرسة، ونحو 30 مخيماً، و60 هجوماً على مراكز للدفاع المدني، وآلاف الهجمات على منازل المدنيين" ما تسبب بقتل وجرح هذا العدد.
ووصف البيان ما قامت به روسيا على مدى سنوات "من قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية وقصف المشافي والمدارس والأسواق" بأنها جرائم ضد الإنسانية.
وشهدت قاعدة حميميم، أمس الخميس، احتفالية تكريم القوات الجوية الروسية بمناسبة عيد ميلادها بحضور طيارين وعسكريين روس، حيث تم تنفيذ استعراضات جوية قامت بها قاذفات "سو-24" ومقاتلات "سو-35"، بحسب وكالة سبوتنيك.
وخلال الاحتفالية قال قائد القوات الروسية الموفدة إلى سورية، يفغيني نيكيفوروف، إن الطيارين الروس "أنجزوا أكثر من 100 ألف طلعة جوية قتالية في سماء سورية منذ عام 2015".
وفي يوليو/ تموز الماضي، أكدت روسيا أنها تملك أسلحة متطورة بفضل تجريب أكثر من 320 نوعاً منها على الأراضي السورية.