اعتقلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، أكثر من 100 شخص في مناطق متفرقة تخضع لسيطرتها في ريفي الرقة والحسكة شمالي سورية، في وقت هدد فيه شيوخ محليون تابعون للنظام المليشيات بعمليات انشقاق جديدة، فيما وقعت خسائر بشرية جراء تجدد الاشتباكات مع "الجيش الوطني السوري" المعارض.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ الأخيرة شنت حملة اعتقالات واسعة طاولت مناطق في مدينة الرقة ومنطقة الطبقة وناحية المنصورة في ريف الرقة، حيث اعتقلت عشرات الأشخاص، جلهم بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.
وقالت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر أسمائها، إنّ "قسد" عمدت بالتزامن مع المداهمات إلى نشر حواجز متنقلة على الطرقات المؤدية إلى قرى وبلدات عديدة في شمال وجنوب الرقة، وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر من الاعتقالات ومنع الشبان من الهروب، مضيفة أنّ الاعتقالات جرت أيضاً في منطقة الشدادي جنوبي الحسكة.
وتزامناً مع حملة الاعتقالات، تحدثت مصادر محلية عن وقوع توتر بين عناصر من "قسد" في ناحية تل حميس بريف الحسكة، حيث فرّت مجموعة من العناصر بسلاحها من نقطة لـ"قسد" إلى نقطة تخضع لسيطرة قوات النظام السوري، وصفها شيوخ تابعون للنظام بكونها عمليات انشقاق عن المليشيا بناء على دعوات منهم.
وفي شأن متصل، نقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام عن مشعل عبد الكريم الجربا، أحد شيوخ قبيلة شمر العربية، أنّ هناك تواصلاً مباشراً مع قيادات بارزة في منطقة دير الزور بهدف الانشقاق، مشيراً إلى أنّ الانشقاقات عن "قسد" تتم بشكل سري في الوقت الحالي، وفي ظل تكتم إعلامي.
وحمل كلام الجربا تهديداً لـ"قسد"، مشدداً على أنّ "التحرك على الأرض بدأ، والأيام القليلة القادمة ستحمل تطورات مهمة"، لاسيما في منطقة القامشلي.
أما شيخ عشيرة شمر والبوليل، المدعو أحمد الشمري، فقد أكد وجود تطور في عمليات الانشقاق، وخاصة الأخيرة منها في منطقة تل حميس بريف الحسكة، حيث انشق عدد من أبناء شمر عن مليشيات "قسد" وسيطروا على حاجز البلدة.
من جانب آخر، تجددت الاشتباكات والقصف المتبادل بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من الجيش التركي في ناحية أم الكيف بريف الحسكة، حيث أسفرت المواجهات عن خسائر بشرية من الطرفين.
وقال مصدر من "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاشتباكات والقصف المتبادل أديا إلى مقتل عنصر من قواتهم وخسائر بشرية أيضاً في صفوف "قسد"، مضيفاً أنّ سيارة ملغمة انفجرت في قرية الريحانية بناحية رأس العين، وأدت إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين من الجيش.
وتشهد خطوط التماس بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" بشكل يومي اشتباكات وقصفاً متبادلاً، على خلفية محاولات تسلل وزرع ألغام من كلا الطرفين. وأسفرت التوترات عن خسائر بشرية في صفوفهما، في حين ما تزال الخروقات الأمنية مستمرة في مناطق سيطرة "الجيش الوطني".
والي أورفة التركية يزور شمالي سورية
أجرى والي ولاية شانلي أورفة التركية عبد الله أران، برفقة مسؤولين آخرين، اليوم الاثنين، زيارة إلى مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري"، حيث قام بجولة في أسواق المدينة التي تعرضت سابقا لعدة هجمات من قبل مجهولين، أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن أران أجرى، برفقة مسؤولين أمنيين، زيارة إلى مدينة رأس العين في ريف الحسكة شمال شرقي سورية.
وأوضحت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمائها، أن الزيارة ترافقت مع انتشار أمني مكثف من قبل الجيش التركي و"الجيش الوطني السوري" في محيط المدينة والقرى التابعة لها، حيث شهدت، مساء أمس، هجوماً بدراجة نارية مفخخة، أسفر عن خسائر بشرية في صفوف "الجيش الوطني".
وقالت المصادر إن أبرز الشكاوى التي نقلها الأهالي للمسؤولين هي مسألة الأمن والخدمات، حيث يخشى الأهالي الهجمات المتكررة بالمفخخات، كما يخشون ظاهرة الاقتتال المتكرر بين عناصر "الجيش الوطني السوري" في المدينة ومحيطها.
وتشهد المدينة منذ سيطرة "الجيش الوطني السوري" عليها حالة من الفلتان الأمني، حيث واجهت هجمات عبر المفخخات والألغام، كما شهدت حالة من الاقتتال الداخلي بين مجموعات ضمن فصائل الجيش الوطني السوري.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن المسؤولين الأتراك يزورون المدينة بشكل دوري، للوقوف على الخدمات التي يقومون بدعمها في المدينة وفي عموم منطقة عمليات "نبع السلام"، وبخاصة الخدمات المتعلقة بالجوانب الطبية والتعليمية، حيث عمدت تركيا إلى افتتاح العديد من المراكز الصحية والتعليمية في المدينة، كما تقوم بدعم العديد من المشاريع الخدمية على مستوى تأهيل البنية التحتية.
وكان والي شانلي أورفة قد زار مدينة تل أبيض في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني الماضي، حيث جرى افتتاح مركز لمؤسسة البريد التركية في المدينة.
من جانب آخر، سيرت تركيا دورية مشتركة مع روسيا في ناحية عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي قرب الحدود السورية التركية، وهي الدورية السادسة والأربعين في المنطقة منذ التوصل إلى التفاهم حولها في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019.
وتجولت الدورية في العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات "قسد"، قبل عودتها إلى نقطة البداية قرب القاعدة الروسية في محيط عين العرب، ومغادرة القوات التركية الأراضي السورية.