اعتقلت مليشيات (قوات سورية الديمقراطية) "قسد"، منذ مساء أمس حتى عصر اليوم، ثمانية أشخاص بينهم عاملان في المجال التعليمي بريف الرقة ودير الزور والحسكة بعد اتهامهم بالعمالة لتنظيم "داعش" والتحريض ضد سياسة المليشيات في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي وشرقي سورية.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن الأخيرة اعتقلت مساء أمس اثنين من العاملين في المعهد التعليمي ببلدة المنصورة غرب الرقة بعد مداهمة المعهد، بعد اتهامهما بالتحريض ضد سياسة المليشيات في المناطق الخاضعة لها.
وأوضحت المصادر أن أحد المعتقلين يعمل أستاذاً لمادة الرياضيات، واتهمته "قسد" بتحريض الطلاب والأهالي على رفض المناهج التعليمية التي تسنها الإدارة الذاتية التابعة لـ"قسد" في المنطقة، وهو منهاج يروّج لسياسات وأفكار المليشيات التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية.
جاء ذلك في وقت استمرت فيه المليشيا بشن حملات دهم واعتقال في مخيم الهول، إذ اعتقلت اليوم أيضاً ثلاثة أشخاص بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش"، وذلك بعد مقتل رجل وامرأة من النازحين السوريين في المخيم، علماً أن "قسد" قد شنّت مساء أمس حملة دهم في المخيم بعد مقتل لاجئ عراقي.
وتزامناً مع العمليات في مخيم الهول تعرض قيادي في المليشيا يدعى "ديار قامشلو" إلى هجوم من مجهولين بعبوة ناسفة على طريق حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة.
من جانبه، أعلن المركز الإعلامي لـ"قوات سورية الديمقراطية" في بيان له اعتقال أفراد خلية تابعة لـ"داعش" في ريف دير الزور الشمالي، فيما تم ضبط عدد من الأسلحة والذخائر بحوزتهم، بالإضافة إلى أجهزة للاتصالات وكمية من الألغام والعبوات المعدة للتفجير.
وزعم المركز الإعلامي أن الخلية مؤلفة من ثلاثة عناصر "كانوا على تواصل مع جهات تابعة لتركيا، وضبطت معهم أوراق ووثائق تؤكد مسؤوليتهم عن عدد من عمليات الاغتيال والتفجير بناء على توجيهات من تلك الجهات".
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد ثلاثة من عناصر المليشيات كانوا يحاولون شن هجمات على مناطق انتشار الجيش التركي والجيش الوطني السوري في ريف حلب شمال سورية، مضيفة أن اثنين حاولا الهجوم على منطقة "درع الفرات"، فيما حاول ثالث الهجوم على منطقة "غضن الزيتون".
وتعلن وزارة الدفاع التركية التي تدعم الجيش الوطني السوري بشكل متكرر عن تحييد عناصر من "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب"، خلال محاولات تسلل أو هجمات على محاور المناطق الخاضعة للنفوذ والسيطرة التركية في شمالي سورية.
وفي الشأن ذاته، نقلت وسائل إعلام موالية لـ"قسد" أن الجيش التركي زاد من عدد قواعده في المناطق الخاضعة لسيطرته في ناحيتي تل أبيض وعين عيسى بريف الرقة شمال الطريق الدولي الواصل بين حلب والحسكة، مضيفة أن عدد القواعد التركية في المنطقة بات 12 قاعدة كبيرة تضم آليات ثقيلة.
وكان الجيش التركي قد أنشأ سابقاً العديد من القواعد العسكرية وقام بتعزيزها عقب سيطرته على المنطقة إبان عملية عسكرية شنها في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 ضد "قسد" في ريفي الحسكة والرقة.