سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير لها الخميس الماضي، الضوء على المجندين الذين قامت روسيا بحشدهم أخيراً في إطار حربها على أوكرانيا، لافتة إلى أنه تمّ نقلهم إلى الجبهة، وهم يقاتلون هناك ويموتون بعد أيام فقط من التدريب، وفق تقارير محلية متزايدة.
وبحسب 6 مجندين روس، فقد تمّ نقلهم إلى منطقة قتال عنيف في شرق أوكرانيا، بعد 11 يوماً فقط من التعبئة. ويقول مجند منهم، عند سؤاله عن تدريبات إطلاق النار، إنها حصلت مرّة، عندما تدرّب على إطلاق النار على 3 مجلات.
Newly mobilized Russian recruits are already at the front in Ukraine, reports say, fighting and dying after only days of training. Widely circulating videos are taking the Ministry of Defense to task for rushing thousands of ill-equipped soldiers into war. https://t.co/DcmJpFug43
— The New York Times (@nytimes) October 16, 2022
من جهته، يتحدث مراقب مجهول، بحسب الصحيفة، عن مجموعة من الرجال الذين حُشدوا أخيراً في بلدة قرب يكاتيرينبورغ، في وسط روسيا، مشيراً إلى أنهم يتدربون على المشية العسكرية بملابسهم المدنية، من دون ملابس أو أحذية عسكرية، أو حتى رشاشات، فضلاً عن أنهم مخمورون، كبار في السنّ، ومعرّضون للخطر.
🧵/ link in the last tweet. More than 100 Russian conscripts from Bryansk allegedly refused to go to Ukraine from their base in Soloti, Belgorod region. Photos and even live video streams by soldiers from there allow to suggest why: no training, old equipment, total mess. pic.twitter.com/AN2lMWk8PH
— Mark Krutov (@kromark) October 11, 2022
وفي أماكن أخرى، يحتشد العشرات من أقارب المجندين حديثاً خارج مركز تدريب، لتزويدهم ببعض ما يحتاجونه من أحذية، وقبعات، وسترات واقية من الرصاص، وأكياس النوم، وفراش للتخييم، والأدوية، والضمادات، والأطعمة.
Russia's middle-aged conscripts are going to war in flip flops. https://t.co/xiR31k00Ub
— Dr. Ian Garner (@irgarner) October 11, 2022
وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن المتخصص في القوات المسلحة الروسية، ومدير برنامج الحد من التسلّح في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ويليام ألبيرك، أن الروس يعلّمون المجندين الأساسيات، في أفضل الأحوال، وفي أسوأ الأحوال لا يعلّمونهم شيئاً، ثم يرمون بهم إلى القتال، ما يشير إلى أنهم مجرد "علف للمدافع".
و"علف المدافع" تعبير يُستخدم لوصف الجنود الذين لا تقدّر القيادة حياتهم على الإطلاق، ومصيرهم معروف.
ووفق محللين عسكريين، فإنّ الجيش الروسي يعاني لتحقيق التوازن بين هدفين: نشر ما يكفي من القوات لوقف التقدم الأوكراني الأخير، بموازاة إعادة بناء القوات البرية التي دُمّر جزء كبير منها خلال ثمانية أشهر من الحرب.
وتتعالى الانتقادات في الداخل الروسي، إذ إنّه من الناحية النظرية، كان يفترض بالتعبئة العسكرية أن تشمل جنوداً في الاحتياط، يتمتّعون بمهارات عسكرية تحتاج إلى تجديد، لكن من الناحية العملية، تمّ حشد أي كان.
وفي هذا الإطار، كتبت المدونة العسكرية التي دعمت الحرب أناستازيا كاشيفاروفا، في منشور غاضب، أن نتيجة التعبئة هي إلقاء رجال غير مدرّبين على خط المواجهة. وأضافت: "تشيليابينسك، يكاتيرينبورغ، موسكو – توابيت الزنك قادمة بالفعل"، مشيرة إلى أن السلطات قالت إن هؤلاء الرجال سيتلقون تدريباً، ولن يُرسلوا إلى الخطوط الأمامية من الجبهة خلال أسبوع، متسائلة: "هل كانت تكذب مرة أخرى؟".
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، بأول "تعبئة جزئية" للجيش في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن عملية التعبئة تبدأ على الفور، وتسري على أي فرد خدم جندياً محترفاً في روسيا، ولا تشمل المجندين.