شيع آلاف الفلسطينيين، مساء الخميس، جثامين الشهداء الأربعة الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي برصاصها خلال اقتحام مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، عصر اليوم، وذلك بمشاركة شعبية وفصائلية.
وانطلق موكب تشييع جثامين الشهداء صالح بركات شريم (29 عاماً) ونضال أمين زيدان خازم (28 عاماً) والطفل عمر محمد عوادين (16 عاماً) ولؤي خليل الزغير (37 عاماً)، من أمام مستشفى جنين الحكومي باتجاه دوار جنين الرئيس، حيث جاب المشيعون وعددهم بالآلاف شوارع المدينة، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الناطق الإعلامي لحركة فتح في مدينة جنين فراس أبو الوفا.
وغُطيت جثامين الشهيد شريم براية حركة حماس، والشهيدين خازم وعوادين براية حركة الجهاد الإسلامي، والشهيد زغير بعلم فلسطين، على وقع الهتافات الوطنية المنددة بجرائم الاحتلال، وأطلق مسلحون النار بالهواء تحية لأرواح الشهداء، كما رفعت رايات الفصائل الوطنية وأعلام فلسطين خلال التشييع.
بعد ذلك، نقلت جثامين الشهداء شريم وخازم وعوادين إلى منازل عائلاتهم بمخيم جنين بمسيرة شعبية وهم محمولون على الأكتاف، وألقت عائلاتهم نظرة الوداع الأخيرة عليهم، ثم نقلوا إلى مسجد مخيم جنين الكبير وأديت عليهم صلاة الجنازة بعد صلاة المغرب، وجاب بهم المشيعون شوارع المخيم، وصولاً إلى مقبرة شهداء المخيم، حيث ووريت جثامينهم الثرى.
ونقل جثمان الشهيد الزغير إلى منزل عائلته في مدينة جنين، وبعد ذلك نقل لأداء صلاة الجنازة عليه في مسجد جنين الكبير في المدينة، بعد صلاة المغرب، بعدها أكمل المشيعون مسيرتهم باتجاه مقبرة الشهداء بالحي الشرقي من المدينة، حيث ووري جثمانه الثرى.
من جانب آخر، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ بعض المشيعين أطلقوا الرصاص وقنبلة محلية الصنع "كوع" باتجاه مقر المقاطعة الذي يضم مقرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال مسيرة التشييع، لكن الأجهزة الأمنية لم ترد على ذلك.
واستشهد الشبان الأربعة خلال اقتحام وحدات خاصة إسرائيلية "مستعربين" لمدينة جنين في وقت اكتظاظ سوق المدينة بالمتسوقين، ولاحق مقاومون وشبان فلسطينيون تلك القوات، لكن دوريات عسكرية اقتحمت المدينة بعد محاصرة تلك القوة.
ونعت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس الشهداء، وأكدت أنّ الشهيد صالح بركات شريم أحد قادتها، بينما نعت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي الشهيد نضال أمين زيدان خازم وأكدت أنه أحد قادتها.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحافي، أنّ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري حتى الآن وصل إلى 88 شهيداً.
على صعيد منفصل، سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إخطارات بالهدم ووقف العمل والبناء في منشأة صناعية، وغرفتين زراعيتين، في بلدة دير بلوط غرب سلفيت شمال الضفة.
إلى ذلك، أصيب فلسطيني بجروح ورضوض، اليوم الخميس، جراء اعتداء للمستوطنين على الفلسطينيين في مسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة، وفق ما أكده منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا وجنوب الخليل راتب الجبور في تصريح صحافي.
كما أتلف مستوطنون محاصيل زراعية للأهالي في منطقة "قواويص"، وقاموا برعي مواشيهم في محاصيل القمح والشعير، ما تسبب بإتلاف جزء كبير من تلك المحاصيل.
في سياق آخر، اقتحم أكثر من 200 مستوطن، اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، واستمعوا إلى شرح حول الهيكل المزعوم.
في سياق منفصل، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، منزلاً قيد الإنشاء في قرية دير عمار غرب رام الله وسط الضفة الغربية، تعود ملكيته إلى المواطن عمر الغزاوي، بحجة عدم الترخيص.
واقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس، بلدة نعلين غرب رام الله، ودهمت عدداً من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، وسط اندلاع مواجهات عند مدخل البلدة، كما اقتحمت حي رام الله التحتا بمدينة رام الله، بينما اعتقلت شاباً من مدينة بيت جالا غرب بيت لحم جنوبي الضفة، واعتقلت فلسطينياً من بلدة بيت أولا شمال غرب الخليل، بالإضافة إلى طفلين وشاب من القدس المحتلة.