عاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت، اليوم الإثنين، للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين وبحث ملفات لبنان والمنطقة، وذلك بعد زيارة أجراها في 26 فبراير/شباط الماضي للمشاركة في حفل تكريم الفائزين بـ"الجائزة العربية لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية والقضائية في الوطن العربي".
والتقى أبو الغيط صباحاً رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في قصر بعبدا، وتطرقا خلال اللقاء إلى ملفات لبنان والاستحقاقات القادمة وأوضاع المنطقة، وتلك المستجدة ربطاً بالاجتياح الروسي لأوكرانيا، إلى جانب البحث في المبادرة الخليجية لإعادة تطبيع العلاقات مع لبنان، ونتائج الاتصالات بشأنها وردود الفعل حولها، علاوة على التركيز على ملف الانتخابات النيابية المنتظرة في 15 مايو/أيار والتي قد تجرى تحت رقابة عربية دولية.
الرئيس عون: الاوضاع الاقليمية والدولية الراهنة تحتّم اكثر من اي وقت العمل سريعاً على تحقيق التضامن العربي، ولمعالجة عاجلة لملف النازحين السوريين لا سيما وان القتال توقف في معظم المناطق السورية pic.twitter.com/gQ2bfeO0ba
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) March 14, 2022
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد اللقاء إنه لمس "تصميماً على عقد الانتخابات النيابية في موعدها وإطلاق لبنان مرة أخرى في اتجاه تحقيق مزيدٍ من الاستقرار واستعادة الأوضاع اللبنانية في خلال الفترة القريبة القادمة".
ورغم أن أبو الغيط تحدث عن لمسه تصميماً لبنانياً على إجراء الانتخابات النيابية، إلا أن اتهامات كثيرة توجه للرئيس عون ومن خلفه صهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بنيتهما تأجيل الانتخابات بذرائع مختلفة، كان أولها ملف "الميغاسنتر"، الذي أسقط أخيراً في جلسة مجلس الوزراء ورحّل إلى انتخابات عام 2026، واليوم من بوابة عدم وجود اعتمادات مالية لازمة لإجراء الانتخابات.
وأضاف أبو الغيط "استمعت إلى تقييم من الرئيس عون للوضع الدولي وتأثيراته على المنطقة العربية، خصوصاً أن لبنان في رئاسة المجلس الوزاري العربي حالياً ولمدة ستة أشهر، وأبلغته بأن هناك اجتماعاً تشاورياً للوزراء العرب في بيروت في منتصف العام الجاري".
وأشار إلى أن "اللقاء بصفةٍ عامة كان طيباً للغاية، وتحدثنا أيضاً في موضوع القمة العربية، حيث أخطرت الجزائر كافة الدول العربية بأنها ستعقد في الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، واستقبل ذلك بالترحيب".
ولفت الأمين العام إلى أن اللقاء تطرق أيضاً إلى ملف اللاجئين السوريين (تصرّ السلطات اللبنانية على توصيفهم بالنازحين)، مشددًا على أهمية إثارة ملف اللاجئين العرب في الأراضي اللبنانية، خاصة في ظل الهبة الدولية الأوروبية حول مساعدة اللاجئين الأوكرانيين، مبينًا أن هناك معايير مزدوجة حيال التعامل مع اللاجئين العرب والأوكرانيين.
وأعلن أبو الغيط أن الجامعة العربية أبلغت الرئيس اللبناني باستعدادها لإيفاد فريق لمراقبة الانتخابات النيابية في لبنان، فيما قال مصدر مقرب من عون لـ"العربي الجديد"، إن أبو الغيط لا يحمل مبادرة معه للبنان، ولكنه في كل زيارة يقوم بها يؤكد وقوف جامعة الدول العربية إلى جانب البلاد، ويشدد على ضرورة عودة العلاقات اللبنانية الخليجية، ولا سيما مع المملكة العربية السعودية، ورأب الصدع بين الطرفين انطلاقا من المبادرة الخليجية.
وأشار إلى أن الرئيس عون وضع أبو الغيط في أجواء الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان من الناحية الاقتصادية والمعيشية وتداعيات الحرب على أوكرانيا لبنانياً، مشدداً على ضرورة وقوف الدول العربية إلى جانب لبنان في المحنة التي يمرّ بها، لافتاً إلى "النية الموجودة لإجراء الإصلاحات ومكافحة الفساد وإقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية والخليجية، وهو الموقف اللبناني الرسمي المعبَّر عنه".