أردوغان ينتقد الخطاب المناهض للاجئين.. وكلجدار أوغلو يتهم الحكومة بحجب رسائله إلى ناخبيه
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أهمية القرار الذي سيتخذه المواطنون، الأحد، في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية "من أجل مستقبل بلدهم وأطفالهم"، منتقداً الخطاب المناهض للاجئين، في حين اتّهم زعيم المعارضة التركية كمال كلجدار أوغلو، الجمعة، حكومة أردوغان بحجب رسائله النصية إلى ناخبيه.
وقال أردوغان، في خطاب ألقاه على هامش ملتقى نسوي أقامه حزب العدالة والتنمية الحاكم، الجمعة، في مركز إسطنبول للمؤتمرات، قبل يومين من الجولة الثانية للانتخابات: "الأحد القادم سنتوجه مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، وربما سنتخذ أحد أهم الخيارات في حياتنا (..) سنتخذ قراراً مهماً للغاية، ليس فقط بشأن أنفسنا، بل أيضاً بشأن مستقبل بلدنا وأطفالنا".
وانتقد الرئيس التركي تصريحات كلجدار أوغلو، التي تستهدف طالبي اللجوء في تركيا.
وأكد أنه لن يلجأ إطلاقاً إلى خطاب الكراهية بقضية طالبي اللجوء مثلما يفعل كلجدار أوغلو، معتبراً أنّ الخطاب الذي يستخدمه الأخير لا يقل حدة عن "الحقبة النازية". كما أكد أنّ تركيا أنشأت بالتعاون مع قطر منازل داخل سورية لإيواء مليون شخص.
وذكّر بأنّ "السوريين لجأوا إلى تركيا هرباً من الحرب، وهذا الأمر كان يمكن أن يصيبنا نحن أيضاً لا قدّر الله". ووصف العقلية التي يفكر بها كلجدار أوغلو ومن يسانده بهذا الصدد بأنها "عقلية إرهاب"، وأضاف: "يمكنهم فعل ذلك (ترحيل طالبي اللجوء) أما نحن فلا يمكننا".
وكشف أردوغان أنّ الحكومة التركية ستوفر لطالبي اللجوء إمكانية العودة إلى بلادهم بطريقة طوعية وآمنة تحفظ كرامتهم. وأشار إلى عودة 554 ألف طالب لجوء بهذه الطريقة إلى شمال سورية.
وقال إنّ حكومته سوف تشجع طالبي اللجوء على العودة في الفترة المقبلة عبر سياسات إنسانية تليق بتاريخ وثقافة ومعتقدات الشعب التركي.
وأوضح أنّ ألمانيا وأميركا من البلدان التي تستقبل أيضاً مهاجرين سوريين، وحتى أتراك الأهيسكا، وقال متسائلاً: "هل نحن دولة عادية لدرجة أنها لا تستطيع فتح أبوابها للمهاجرين واللاجئين مثل أميركا وألمانيا وفرنسا؟".
مرشح المعارضة التركية يتّهم الحكومة بحجب رسائله النصية عن مؤيديه
في الأثناء، اتّهم زعيم المعارضة التركية كمال كلجدار أوغلو، الجمعة، حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، بحجب رسائله النصية عن ناخبيه قبل الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية، الأحد.
واتّهم كلجدار أوغلو هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية بأنها تنفّذ أوامر أردوغان لإلحاق الضرر بحملته.
وقال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه ليلاً "لقد حجبوا (الرسائل النصية) لأنهم خائفون منا".
وجاء في تغريدة أطلقها "اسألك يا أردوغان، ألا تريدني أن أخوض هذه الانتخابات؟".
وأعلنت حملة كلجدار أوغلو أنها أرسلت على نطاق واسع رسائل نصية دعت فيها إلى متابعة المقابلة التلفزيونية مع زعيم المعارضة.
ولم تصدر هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية أي تعليق.
ويأتي اتّهام كلجدار أوغلو في المراحل الأخيرة من معركة على الرئاسة التركية لا تنفك تزداد ضراوة.
في الجولة الأولى التي أجريت في 14 مايو/ أيار نال أردوغان 49,52% من الأصوات، وهو يبدو الأوفر حظاً في الجولة الحاسمة.
وتظهر استطلاعات الرأي أنّ كلجدار أوغلو لم يتمكّن من تعويض تأخّره الذي بلغ خمس نقاط في الجولة الأولى.
أصوات المغتربين تتجاوز 1.9 مليون
وبلغ عدد أتراك الخارج الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مليوناً و912 ألفاً و30 ناخباً منذ انطلاق التصويت في دول إقامتهم وفي المعابر الحدودية، صباح السبت الماضي.
وانتهت عملية التصويت للجولة الثانية من السباق الرئاسي في البعثات التركية الخارجية يوم 24 مايو/ أيار الجاري، ولا تزال مستمرة في المعابر الجمركية.
وبحسب الهيئة العليا للانتخابات التركية، فإنّ مليوناً و912 ألفاً و30 ناخباً مغترباً أدلوا بأصواتهم حتى الساعة 20.00 مساء الجمعة (17.00 توقيت غرينتش).
ومن المقرر أن تتواصل عملية التصويت في المعابر الجمركية الحدودية حتى الساعة 17:00 (14.00 توقيت غرينتش) من يوم الأحد الموافق 28 مايو/ أيار الجاري، موعد إجراء الانتخابات في عموم تركيا.
وفي 14 مايو/ أيار الجاري، شهدت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتنافس في الرئاسية كل من مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، ومرشح "تحالف أتا" (الأجداد) سنان أوغان.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين أردوغان وكلجدار أوغلو في 28 مايو/ أيار، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات.
وحصل أردوغان على 49.52% من أصوات الناخبين، فيما نال كلجدار أوغلو 44.88%، وسنان أوغان 5.17%، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.
(الأناضول، فرانس برس)