قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ النظام السوري "لا يتبنى نهجاً إيجابياً" تجاه تطبيع العلاقات مع بلاده، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركية اليوم الثلاثاء.
ونقل صحافيون رافقوا أردوغان على متن طائرته أثناء العودة من محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قوله إنّ تطبيع العلاقات "ممكنٌ إذا تحقق تقدم في مجال مكافحة الإرهاب، وكذا بشأن العودة الآمنة والطوعية للاجئين، إضافةً إلى المسار السياسي".
وأكد الرئيس التركي "ضرورة أن يتحرك النظام وفق الحقائق على الأرض"، مشدّداً على أهمية أن "يبتعد عن التصرفات التي تلحق الضرر بهذا المسار". وأضاف: "(رئيس النظام بشار) الأسد يتابع من بعيد الخطوات المتخذة ضمن الصيغة التركية الروسية الإيرانية السورية (فيما يتعلق بالتطبيع)".
وذكر أردوغان أن تركيا في المقابل فتحت أبوابها لهذا المسار، على أمل أن تشارك سورية فيه، قائلاً: "نحن أكدنا أننا مستعدون، ولكن إلى الآن لا موقف إيجابي من الجانب السوري، ونأمل أن يأخذوا مكانهم على الطاولة"، موضحاً أن أنقرة شدّدت منذ البداية على أن "المسار الرباعي مع النظام السوري يجب أن يكون دون شروط مسبقة".
وأكد أن "أي تطور في هذه المجالات من شأنه أي يساعد في إحراز تقدم بالمسار"، مستدركاً بالقول: "لكن من غير الوارد تغيير نهجنا الذي يعطي الأولوية لأمننا حتى يتم القضاء على العناصر الإرهابية التي تهدد حدودنا ومواطنينا، وإزالة خطر النزوح السكاني".
وبيّن أن تركيا "تؤيّد وحدة أراضي جيرانها"، وأنها قالت منذ بداية الحرب في سورية إنّ "أكبر تهديد لسلامة أراضي هذا البلد هو التنظيمات الإرهابية المنتشرة فيه".
يُذكر أن وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري اجتمعوا في العاصمة الروسية موسكو، في 10 مايو/ أيار الماضي، حيث تقرر بعد الاجتماع إعداد "خريطة طريق للنهوض بالعلاقات التركية مع النظام السوري"، وكذا إنشاء لجنة يشارك فيها نواب وزراء الخارجية ومسؤولون من وزارات الدفاع وأجهزة استخبارات الدول الأربع.
أردوغان يُعلق اشتباكات دير الزور
وخلال حديثه عن الأحداث الأخيرة التي تشهدها محافظة دير الزور شرقي سورية، أكد أردوغان أن العشائر العربية في المحافظة "هم أصحاب تلك المناطق الأصليون"، وأن تنظيم "العمال الكردستاني" والقوات التابعة له "مجرد إرهابيين".
وشدّد على أن "التنظيم لا يعترف بحق الناس في الحياة"، كما أنه "لا يتردّد في ارتكاب أي مجزرة للسيطرة على النفط" في دير الزور شرق سورية، مبيناً أن تركيا "وجهت التحذيرات اللازمة بهذا الصدّد للدول المعنية".
وأوضح الرئيس التركي أن "كل سلاح يجري تقديمة للتنظيم الإرهابي يساهم في استمرار إراقة الدماء بالمنطقة، وزعزعة وحدة أراضي العراق وسورية".
ولفت إلى أن العشائر العربية توحدت ضد المليشيات الكردية، مضيفاً: "الآن نرى العشائر العربية تزداد قوة مع زيادة المشاركة، وبوتين أكد أيضاً أهمية أن تتحد العشائر العربية باعتبارها أصحاب المنطقة وتقاتل ضد التنظيم الإرهابي".
وأفاد بأن ما يحدث الآن في دير الزور هو "تحرك وخطوة للعشائر العربية من أجل الدفاع عن أراضيها"، مضيفاً: "موقف العشائر (..) هو نضال مشرف من خلال اتحادها معاً". وأردف: "تبين مرة أخرى أن التنظيم الإرهابي يشكل خطراً كبيراً على شعوب المنطقة، وآمل أن يكون قد تبين أنه من غير الممكن القضاء على تنظيم إرهابي بمساعدة تنظيم إرهابي آخر، ونقوم باستمرار بإبلاغ الولايات المتحدة وروسيا عن الأنشطة الإرهابية التي تهدد بلدنا" من قبل "العمال الكردستاني" والهيئات المرتبطة به.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أنه "بات واضحاً أن الأسلحة والذخائر التي قدمتها الولايات المتحدة للتنظيم الإرهابي لا تخدم الاستقرار في المنطقة".
(رويترز، الأناضول)