ساهمت التدريبات العسكرية الصينية الضخمة حول تايوان، احتجاجاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، في تركيز الاهتمام العالمي على منطقة مضطربة. كما أعادت إلى الواجهة مجموعة من المصطلحات الجغرافية المربكة في كثير من الأحيان.
تسلّط وكالة فرانس برس الضوء على المصطلحين الأكثر شيوعاً: الخط الأوسط، ومنطقة تحديد الدفاع الجوي بين تايوان والصين.
منطقة تحديد الدفاع الجوي
لدى العديد من الدول ما يسمّى بمناطق تحديد الدفاع الجوي، منها الولايات المتحدة وكندا وكوريا الجنوبية واليابان والصين. وهي مختلفة عن المجال الجوي لبلد ما، وتشمل منطقة أوسع بكثير، حيث يفترض أن تعرّف أي طائرة أجنبية عن نفسها لسلطات الطيران المحلية.
ويهدف ذلك إلى إتاحة مزيد من الوقت لدولة ما للتعرف إلى الطائرات المعادية المحتملة ومواجهتها.
تتداخل منطقة تحديد الدفاع الجوي التي يطلق عليها "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" في تايوان مع جزء من منطقة الصين. حتى وقت ليس ببعيد، ظلت الطائرات العسكرية الصينية والتايوانية بعيدة إلى حدّ كبير عن منطقة تحديد الدفاع الجوي للطرف الآخر، رغم حدوث عمليات توغل عرضية.
بدأ هذا الوضع يتغير منذ نحو عامين، بعد أن أخدت بكين تمارس ضغوطاً عسكرية أكبر على تايوان، التي تعتبرها كياناً تابعاً لها، وتعهّدت بالاستيلاء عليها يوماً ما.
العام الماضي سجّلت تايوان 969 عملية توغل لطائرات حربية صينية في منطقتها لتحديد الدفاع الجوي، وفقاً لقاعدة بيانات وكالة فرانس برس، أي أكثر من ضعف العدد البالغ 380 توغلاً في عام 2020. توغلت غالبية هذه الطائرات في الجهة الجنوبية الغربية لمنطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان.
أكبر عدد من الطائرات أرسلته الصين في يوم واحد هو 56 طائرة في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
لكن عمليات التوغل اليومية لا تقل أهمية. قبل المناورات العسكرية هذا الأسبوع، أبلغت تايوان عن 626 عملية توغل حتى الآن هذا العام، بزيادة تُقدَّر بـ70 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وضع العدد الكبير من الطلعات الجوية لسلاح الجو التايواني تحت ضغط هائل، وتعرض لسلسلة حوادث قاتلة في السنوات الأخيرة.
الخط الأوسط
يمثّل الخط الأوسط حدوداً غير رسمية، لكن يتم الالتزام بها إلى حدّ كبير، وتمتد على طول منتصف المضيق الفاصل بين تايوان والصين.
حُدّد هذا الخط خلال الحرب الباردة كوسيلة لمحاولة الفصل بين الجانبين المتخاصمين، وتقليل مخاطر اندلاع اشتباكات. لم يرسّخ أي اتفاق أو معاهدة وضع الخط الأوسط، لكن ساهم على مدى عقود في الفصل بين جيشي تايوان والصين.
في أوقات التوتر، كانت الصين ترسل بشكل دوري سفناً حربية أو طائرات عبر الخط الأوسط، ما أثار احتجاجات من الجانب التايواني. لكن عبور الخط الأوسط كان عموماً أقل شيوعاً من عمليات التوغل في منطقة تحديد الدفاع الجوي، وكان يُنظر إليه على أنه أكثر استفزازاً.
على مدى العامين الماضيين، أعلن المسؤولون الصينيون أن الخط الأوسط من وجهة نظرهم غير موجود ولم يكن موجوداً على الإطلاق.
وسجّلت زيادة كبيرة في تخطي الخط الأوسط خلال المناورات العسكرية التي جرت هذا الأسبوع. من بين عمليات توغل 49 طائرة أبلغت عنها تايوان الأربعاء والخميس، تجاوزت 44 طائرة صينية الخط الأوسط.
وأعلن الجيش التايواني أن 68 طائرة صينية مقاتلة و13 سفينة حربية عبرت الخط الأوسط خلال المناورات العسكرية التي أجرتها قوات بكين اليوم الجمعة.
وقالت الوزارة في بيان "ندين الجيش الشيوعي لعبوره المتعمّد الخط الأوسط للمضيق وقيامه بمضايقات في البحر والجو في محيط تايوان".
(فرانس برس)