أصدر وجهاء محافظة درعا، بياناً اليوم الإثنين، طالبوا من خلاله المجتمع الدولي بالوصاية، ونشر قوات دولية داخل محافظة درعا، وذلك بعد تعنت النظام السوري وخرق جميع الاتفاقات السابقة التي أبرمها مع أهالي ووجهاء درعا، وفرض الحصار على درعا البلد، ومحاولاته العسكرية خلال الأسبوعين الماضيين لاقتحامها، من خلال قصفها بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، وتهجير عدد كبير من عوائل درعا البلد إلى أحياء أخرى من درعا.
وجاء في بيان وجهاء درعا، الذي حصل "العربي الجديد" على تفاصيله من أحد وجهاء درعا البلد الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: "نظراً لترك مصيرنا في هذه المرحلة بأيدي المليشيات الإيرانية الطائفية، وعدم وجود ضامن حقيقي لأي اتفاق تسوية، وغياب الأمن وتكرار عمليات الاعتقال والاغتيال، وعدم وجود الحد الأدنى للخدمات الأساسية اللازمة لعيش المواطن بكل حوران رغم كل محاولات شبابنا في الصمود أمام هذه الهجمة الشرسة الطائفية، ورغم كل التنازلات التي قبل بها رجال درعا الشرفاء حقناً للدماء وتهدئة الوضع وإيجاد الحلول المناسبة كلما ظهر توتر في مدينة درعا وكلما صعد النظام قبضته على أهلها". وأضاف البيان: "نطالب المجتمع الدولي بالوصاية الدولية لحمايتنا من هذا النظام الحاكم لوطننا وداعميه المحتلين لأرضنا من الروس والإيرانيين والمرتزقة كأحد الحلول المطروحة، ونطالب بنشر قوات دولية نزيهة ومراقبين دوليين لحمايتنا".
وأضاف البيان: "قدمنا للعالم أجمع قبل أيام مبادرة تقضي بخروج 50 ألف نسمة من أهالي درعا البلد مستعدين للتهجير من خلال تأمين ممر آمن لهم بضمانات دولية حقناً للدماء في حال استمر الوضع في درعا البلد على ما هو عليه الآن من حصار وقصف ودمار، ونحن نرى أمام أعيننا معاناة النساء والأطفال والمسنين والمرضى دون تقديم أي مساعدة عاجلة أو إيجاد أي حل من المجتمع الدولي لنا ولم يستجب أحد لهذه المبادرة أو يرد عليها حتى الآن".
ولفت بيان الوجهاء إلى أنه: "نحن أصحاب حق بالعيش بحرية وكرامة في وطننا وإن فُرض علينا الاستمرار بالدفاع عن أنفسنا فلن نستسلم".
ويأتي بيان الوجهاء عقب انتهاء الاجتماع بين الوفد الروسي من جهة، ولجنة المفاوضات في درعا البلد من جهة أخرى، دون التوصل إلى أي اتفاق، ورفض لجنة المفاوضات جميع المطالب الروسية التي كان أبرزها تسليم السلاح، وتهجير بعض الشبان إلى الشمال السوري، ونشر حواجز لـ "الفرقة الرابعة" داخل درعا البلد، ومنع نشر حواجز عسكرية داخل درعا البلد لـ "اللواء الثامن" الذي يقوده أحمد العودة، أحد قيادات المعارضة السابقة.
رفع الجاهزية القتالية
في الأثناء، قالت مصادر محلية من درعا البلد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن جميع ثوار محافظة درعا رفعوا الجاهزية القتالية على كافة المحاور والقطاعات، مؤكدةً أن أهالي محافظة درعا أعلنوا النفير العام ضد قوات النظام السوري، وذلك بعد تكثيف القصف من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية على درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا في الريف الأوسط من المحافظة، عقب فشل المفاوضات مساء اليوم الإثنين.
وأشارت المصادر إلى أن قوات "الفرقة الرابعة" المدعومة من الميليشيات الإيرانية تحاول اقتحام منطقة درعا البلد من جهة القبة، بالتزامن مع تمهيد مدفعي و بالرشاشات المتوسطة على الأحياء السكنية ومنازل المدنيين، مع استمرار محاولات شبان درعا صد محاولات التقدم لقوات النظام، واندلاع اشتباكات أيضاً بالقرب من طريق حي السد المتاخم لدرعا البلد. وأضافت أن "شبان درعا تمكنوا من تدمر عربة شيلكا مجنزرة لقوات النظام، إثر استهدافها بقذيفة من نوع (RBG) بالقرب من معمل كتاكيت الذي تتخذه الفرقة الرابعة مقراً عسكرياً لها بالقرب من حي المنشية الذي تنطلق منه محاولات التقدم باتجاه درعا البلد".
ولفتت المصادر إلى أن تعزيزات عسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية ضمت دبابات، خرجت قبل قليل من ثكنات النظام العسكرية بريف دمشق، واتجهت إلى مدينة درعا، بالتزامن مع حشود سابقة لقوات "الفرقة الرابعة" في حي المنشية الملاصق لدرعا البلد.
وأكد الناشط أبو البراء الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام جددت القصف المدفعي لأحياء درعا البلد، مساء الإثنين، وذلك بعد تعثر المفاوضات مجدداً بين "اللجان المركزية" والنظام السوري، وخاصة بعد تهديد وزير الدفاع السوري باقتحام المنطقة، وإصرار النظام على شروط تسليم كامل السلاح وإجراء عمليات تفتيش ونشر قوات عسكرية داخل الأحياء المحاصرة بمدينة درعا.
من جهة أخرى، أسقطت قوات النظام السوري طائرة استطلاع تركية، وذلك إثر استهدافها بصاروخ مضاد للطائرات أثناء تحليقها فوق مناطق سيطرة قوات النظام بريف حلب الجنوبي.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن طائرة الاستطلاع التركية تم استهدافها بصاروخ "م.ط" عند الساعة التاسعة والنصف تقريباً من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في منطقة "العيس" بريف حلب الجنوبي، مؤكداً أن الطائرة سقطت بعد إصابتها في محيط المنطقة الواقعة بين بلدة "العيس" ومنطقة "إيكاردا" الواقعتين تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات "حزب الله" اللبنانية جنوب محافظة حلب.
وكانت قرى وبلدات ريف حلب الغربي التي تُسيطر عليها المعارضة السورية، قد شهدت منذ ساعات الصباح الأولى، اليوم الإثنين، قصفاً مكثفاً وعنيفاً بالمدفعية الثقيلة والصواريخ وقذائف الهاون، تزامن ذلك مع استقدام الميليشيات الإيرانية راجمة من نوع (أرض - أرض) "فيل" إلى خط التماس القريب من "الفوج 46" التي تُسيطر عليه تلك الميليشيات.
في سياق منفصل، أعلن "الجيش الوطني" المعارض والحليف لتركيا، مساء الاثنين، عن تمكن قواته من تدمير دشمة رشاش متوسط من عيار "14.5" لـ "قوات سورية الديقراطية" (قسد)، وقتل طاقمه بالكامل، إثر استهدافها بصاروخ موجه من نوع "تاو" على محور تويس جنوب مارع في ريف حلب الشمالي.