سلّط الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في كتاب مذكرات يرصد تجربته خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، الضوء على طابع العلاقة التي كانت سائدة بينه وبين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعرض موقع قناة 12 الإسرائيلية أهم ما جاء في الكتاب الذي حمل عنوان "أرض الميعاد"، والذي سيصدر الجزء الأول منه الثلاثاء المقبل، حيث وصف أوباما نتنياهو بـ "الذكي والخبيث والصعب وصاحب قدرات اتصال استثنائية". ويتضح مما جاء في الجزء المتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، أن الرئيس الأميركي السابق يحمّل نتنياهو وحكومته المسؤولية عن فشل الجهود الهادفة إلى حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ونوّه أوباما في كتابه إلى أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها من أجل حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن نتنياهو واجه هذه الجهود بالرفض مما حال دون حدوث تقدم في مسار المفاوضات. وأضاف أن نتنياهو رأى في نفسه كـ"حائط للدفاع عن الشعب اليهودي، وهو ما جعله يضفي صدقية على كل خطوة يقدم عليها وتضمن بقاءه في الحكم".
وأشار إلى أن نتنياهو استغل معرفته الكبيرة بالنخبة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة، من أجل التصدي لجهود الإدارة الهادفة إلى دفع عملية تسوية الصراع مع الفلسطينيين قدماً.
وأوضح أن كبير موظفي البيت الأبيض في عهده رام عماونئيل (يهودي) حذره بعيد انتخابه رئيساً، من أنه لا فرص للتعاون بينه وبين نتنياهو في كل ما يتعلق بحلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بسبب الاختلاف في التوجهات السياسية لكل منهما، منوها إلى أنه أدرك صحة حكم عماونئيل عندما التقى نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأردف قائلاً: "كنت أحياناً أتساءل: هل كانت الأمور (في ما يتعلق بالمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل) ستكون أفضل لو كان رئيساً غيري في المكتب البيضاوي، ولو كان شخص آخر غير نتنياهو يمثل إسرائيل ولو كان محمود عباس أكثر شباباً".
وأضاف أنه ظل يعتقد أن إسرائيل كالطرف الأقوى، مطالبة بأن تقدم بالخطوة الأولى تجاه الفلسطينيين وتقدم على تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، وهذا ما عارضه نتنياهو، الذي لم يكتفِ بالرفض، بل عمد إلى توظيف أصدقاء إسرائيل في واشنطن للضغط على إدارته.
ولفت إلى أنه في 2005، بعيد انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي، التقى نتنياهو في مطار شيكاغو، حيث أثنى عليه الأخير بسبب تقديمه مشروع قانون يخدم مصلحة إسرائيل.
وانتقد أوباما بشدة موقف قادة لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك"، أكبر منظمات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة تجاهه، لأنهم شككوا في مدى التزامه بمصالح إسرائيل وأمنها، مشيراً إلى أن مواقف "أيباك" تتكيف مع توجهات الحكومات الإسرائيلية، على اعتبار أنه عندما صعد اليمين للحكم في تل أبيب، تبنت المنظمة مواقف يمينية من الصراع مع الفلسطينيين.
وأبرز الرئيس السابق حقيقة أن "أيباك" ظلت تدافع عن سياسات نتنياهو حتى عندما تعارضت هذه السياسات مع مصالح الولايات المتحدة بشكل صريح، بشكل دفع نواباً في الكونغرس إلى توجيه انتقادات لهذه السياسات، حيث ظلت المنظمة تصف هذه المواقف بأنها "معادية لإسرائيل وحتى معادية للسامية".
وبحسب أوباما، فقد تعرّض لـ "حملات من الهمس بأنه لا يؤيد إسرائيل بشكل كافٍ وحتى أنه معادٍ لها"، على الرغم من أنه حصل على تأييد 70% من أصوات اليهود الأميركيين في الانتخابات الرئاسية.
وأضاف أنه عندما زار حائط البراق (سماه حائط المبكى) في 2008 عشية انتخابه لأول مرة رئيساً، كتب ورقة وأدخلها في جدار الحائط، حيث جاء فيها: "هذه لحظة تمثل تذكيراً بالثمن الذي تدفعه عندما تصل إلى المسرح العالمي".