قال المستشار في الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش، اليوم الخميس، إنّ الهجمات الجوية الروسية تركز الآن بالأساس على مناطق شرقي البلاد، مضيفاً أنّ القوات الروسية تسعى لتطويق القوات الأوكرانية في المنطقة، فيما تُجلي سلطات منطقة شرق أوكرانيا السكان المدنيين قبل هجوم روسي جديد مرتقب.
وذكر أريستوفيتش أنّ مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة صامدة، وأنه يعتقد أن الجهود الروسية لمحاصرة القوات الأوكرانية في الشرق ستذهب سدى. وقال على التلفزيون الوطني "الوضع تحت السيطرة".
وتُجلي سلطات منطقة شرق أوكرانيا، التي باتت هدفًا رئيسيًا للكرملين، السكان المدنيين قبل هجوم روسي جديد مرتقب، رغم العقوبات الجديدة "المدمّرة" التي فرضتها واشنطن ضد موسكو.
وقال حاكم منطقة لوغانسك (شرق)، التي لا تزال تحت سيطرة الأوكرانيين، سيرغي غايداي: "لقد نجحنا في إجلاء أكثر من 1200 شخص اليوم" الأربعاء. وأوضح أنّ عمليات الإجلاء تجرى في غياب أي وقف لإطلاق النار وفي ظروف صعبة للغاية، بسبب القصف المكثّف من قبل القوات الروسية.
وأضاف في مقابلة مع تلفزيون أوكراني: "أطلب من الناس إخلاء (المنطقة)، لأننا نرى بوضوح أنه قبل الانتقال إلى الهجوم الشامل، فإن العدو سيدمّر بشكل كامل كافة هذه الأماكن". وتابع "من فضلكم، غادروا طالما لا يزال هناك وقت".
وتجرى عمليات الإجلاء هذه أثناء فترات تهدئة قصيرة، وفي بعض الأحيان يستحيل إجراؤها كما حصل في بوباسني جنوب سيفيرودونيتسك، حيث منعت كثافة القصف أي عملية إجلاء للسكان من هذه البلدة الواقعة في منطقة لوغانسك، بحسب غايداي.
وأعلنت سلطات شرق أوكرانيا، الخميس، أن الأيام المقبلة ستشكل بالنسبة للمدنيين "الفرصة الأخيرة" لإخلاء المنطقة على خلفية مخاوف من هجوم كبير للجيش الروسي.
وحذّر غايداي من أنّ "الأيام المقبلة قد تكون الفرصة الأخيرة للمغادرة. كافة المدن الحرّة في منطقة لوغانسك ترزح تحت نيران العدو"، مشيرًا إلى أن الروس "يقطعون كافة مسارات الخروج المحتملة". وقال "لا تتردوا في إخلاء" المنطقة.
وجاء هذا التصريح بعيد تأكيده عبر تلغرام أن السلطات "لن تسمح بأن تكون هناك ماريوبول جديدة"، في إشارة إلى المدينة الساحلية الواقعة في جنوب أوكرانيا والمحاصرة منذ أواخر فبراير/شباط بعدما دمّرها الجيش الروسي.
وأضاف أنّ الوضع في مدينتَي روبيجني وبوباسنا الواقعتين في لوغانسك "يتدهور". وأشار إلى أنّ "عمليات الإجلاء معقّدة" و"ليس هناك مستشفى في المنطقة لا يزال سالمًا". وصرّح "سنُخرج الناس عبر حافلات حتى اليوم الأخير، حتى إطلاق الروس هجومًا".
وقُتل شخص جراء قصف صباح الخميس في كريمينا، وهي مدينة تعدّ 20 ألف نسمة وتقع على بعد 25 كلم نحو شمال غرب سيفيرودونيتسك، وفق ما أفاد غايداي.
وتدعو السلطات الأوكرانية منذ أيام عدة السكان في شرق البلاد إلى إخلاء المنطقة في أسرع وقت ممكن، مشدّدةً على أن في حال شنّ الجيش الروسي هجومًا، فإن المدنيين الذين لا يزالون في المنطقة سيواجهون "خطر الموت".
بريطانيا: القصف الروسي مقدمة لهجوم جديد على شرق أوكرانيا
من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنّ روسيا تستهدف بالقصف البنية التحتية لإرهاق الحكومة والجيش الأوكرانيين، بينما تستعد للهجوم مجدداً على شرق البلاد.
وأشارت الوزارة، في تحديث استخباراتي الخميس، إلى أنّ "تقدم العمليات الهجومية في شرق أوكرانيا هو المحور الرئيسي للقوات المسلحة الروسية".
وتابعت أنّ روسيا تستهدف الخط الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا في دونباس وتلك التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا بالمدفعية والغارات الجوية.
Latest Defence Intelligence update on the situation in Ukraine - 7 April 2022
— Ministry of Defence 🇬🇧 (@DefenceHQ) April 7, 2022
Find out more about the UK government's response: https://t.co/dbEzW4mqos
🇺🇦 #StandWithUkraine 🇺🇦 pic.twitter.com/hscOPIh85K
ويستهدف الجيش الروسي أيضا البنية التحتية في المناطق الداخلية الأوكرانية "لتقليل قدرة الجيش الأوكراني على إعادة الإمداد، وزيادة الضغط على الحكومة الأوكرانية".
ومع ذلك، تقول الوزارة إنه "من المرجح أن تستمر القوات الروسية في مواجهة مشكلات خاصة بمعنويات الجنود ونقص الإمدادات والأفراد".
(رويترز، أسوشييتد برس، فرانس برس)