استمع إلى الملخص
- أولمرت ينتقد استهانة الجيش الإسرائيلي بقدرات كتائب القسام ويذكر خطته السابقة للقضاء على حكم حماس ويشير إلى أن الصدع المجتمعي في إسرائيل قد أسهم في تأجيج رغبة الأعداء في مهاجمة إسرائيل.
- يدعو أولمرت إلى إنهاء الحرب على غزة وسحب قوات الاحتلال، مقترحاً تسوية شاملة تضمن عدم عودة حماس للحكم وينتقد ضغوط حكومة نتنياهو على قادة الجيش، معبراً عن قلقه إزاء مستقبل إسرائيل.
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أنه قدّم أخيراً للأميركيين والفرنسيين خطة لاحتواء التصعيد مع حزب الله، تقوم على انسحاب جيش الاحتلال من منطقة مزارع شبعا ونقاط حدودية أخرى مقابل انسحاب الحزب إلى نهر الليطاني. وذكر في برنامج بودكاست يقدّمه يرون بلوم، القائد السابق في جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، ونقله موقع صحيفة يسرائيل هيوم، اليوم الأحد، أنه أعدّ الخطة بالتعاون مع الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، أوري ساغي.
ودافع أولمرت عن خطة التسوية التي طرحها على اعتبار أنها "تمنح اللبنانيين إنجازاً يسمح لهم بالانسحاب". وهاجم حكومة بنيامين نتنياهو، لأنها لم "تجر أي نقاش استراتيجي حول كيفية الرّد في حال تعرّضت إسرائيل لهجوم من قطاع غزة أو لبنان، في حين أنّ حكومتي أجرت في حينه ستة نقاشات لبحث المسألة".
وعزا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، نجاح كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في مفاجأة إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى ميل جيش الاحتلال إلى الاستهانة بالحركة. وأضاف: "لقد استهنا بالطرف الثاني، اعتقدنا أن بوسعنا إدارة القضية الفلسطينية دون حلّها من دون تسوية، آمنا بأنهم (الفلسطينيون) لا يقدرون على فعل أي شيء ضدنا، وأننا أكثر ذكاء وقوة منهم، وفي النهاية تحدّونا وفاجأونا ليجدوا سراولينا إلى الأسفل"، في إشارة إلى عدم جهوزية جيش الاحتلال.
وواصل أولمرت: " لقد كنا على علم بالتدريبات التي أجروها وخطتهم، لكن استخففنا بهم، والنتيجة أنّ 5000 فلسطيني صنعوا لنا مدرسة"، على حدّ تعبيره. وذكّر بأنه عندما كان رئيساً للوزراء وضع في 2008 خطة للقضاء على حكم حماس تقوم على احتلال قطاع غزة، مستدركاً بالقول إنّ الخطة لم تر النور لأنّ الانتخابات العامة حينها كانت ستجرى بعد ثلاثة أسابيع فقط. ولا يساور أولمرت شك بأنّ الصدع المجتمعي الذي عانت منه إسرائيل عقب طرح حكومة نتنياهو خطة "الإصلاحات القضائية" أسهمت في تأجيج رغبة "الأعداء" في مهاجمة إسرائيل، لافتاً إلى أنّ قادة الجيش والمؤسسات الاستخبارية حذروا من تبعات هذا الواقع.
أولمرت يدعو إلى إنهاء الحرب على غزة
ودعا أولمرت إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة وسحب قوات جيش الاحتلال، في إطار تسوية شاملة تسمح بوضع القطاع تحت سيطرة قوة متعددة الجنسيات واستعادة كل الأسرى. وبحسب رأيه، فإنّ مثل هذه التسوية يجب أن تضمن منع حركة حماس من العودة إلى حكم قطاع غزة. ولفت إلى تعاظم مظاهر أزمة انعدام الثقة بين حكومة نتنياهو والجمهور في إسرائيل، مشدداً على أنّ المستوطنين الذين يقطنون في مدن ومستوطنات الشمال لن يعودوا إلى منازلهم التي هجروها بفعل هجمات حزب الله. واتهم أولمرت رئيس الوزراء وأعضاء حكومته بالضغط على قادة الجيش والمؤسسة الأمنية، لعدم التعبير عن آرائهم عبر توجيه الانتقادات العلنية لهم.
وحول المخاوف على مستقبل إسرائيل بفعل الأحداث الجارية، قال أولمرت: "قلبي ينفطر عندما أسمع أنّ أشخاصاً جديين يعبّرون عن قلقهم إزاء مستقبل الدولة". وسُئل أولمرت عن قراره بتدمير المنشأة البحثية النووية السورية في 2007، مشيراً إلى أنّ حكومته أخذت في الحسبان إمكانية أن يرد نظام بشار الأسد بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، لكن هذا لم يحدث.
وحول طلب السعودية تطوير سلاح نووي كجزء من اتفاق شامل مع الولايات المتحدة يتضمن التطبيع مع إسرائيل، قال أولمرت: "كل ما يتعلق بالشأن النووي يتوجب أن يناقش بسرّية وبهدوء، من خلال تفكير معمّق استناداً إلى التداعيات المختلفة، للأسف رئيس الوزراء مشهور بالتهديدات وليس بالأفعال".