تحتدم المعارك على أكثر من جبهة في إثيوبيا، بين القوات الحكومية والموالية لها من جهة، وقوات "جبهة تحرير تيغراي". وبالتزامن ترتفع حدة المواجهة السياسية والانتقادات لما تعتبره السلطات "تدخّل" الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية.
وفي هذا السياق، شهدت العاصمة أديس ابابا، عصر اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية، وذلك رفضاً لما أسموه التدخّل الأميركي في إثيوبيا. وتم تنظيم الوقفة الاحتجاجية من قبل الجمعيات المدنية الإثيوبية التي تتألف من 300 منظمة محلية. واستنكرت الوقفة، ما اعتبرت أنه تدخّل أميركي في الشأن الداخل الإثيوبي، ورفعت الحشود لافتات منددة بهذا التدخل. كما طالبت أميركا بـ"الكف عن التدخل غير الضروري".
في الأثناء، حذرت الحكومة الإثيوبية، المسؤولين الأميركيين والسفارة في أديس أبابا من "نشر معلومات كاذبة" عن إثيوبيا. وقال وزير الاتصال الحكومي كيبيدي ديسيسا، في بيان، إن الولايات المتحدة وبعض ممثلي الحكومة الأميركية واصلوا حملتهم المستمرة للتضليل ضد إثيوبيا.
وتابع ديسيسا: "التحذيرات والادعاءات المتعلقة بالهجوم الإرهابي بتطويق أديس أبابا كاذبة وتهدف إلى بث الخوف والرعب. وهذا يظهر دعم الإدارة الأميركية لمتمردي تيغراي".
من جهته، أشار رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى أنه يعمل على تحقيق السلام الذي يضمن الازدهار لإثيوبيا. وقال على حسابه في فيسبوك "أريد فقط أن أعمل بسلام نحو الطريق الذي يضمن الازدهار لإثيوبيا". وتابع: "لن تقام في إثيوبيا حكومة تدين بالولاء لقوى خارجية".
ميدانياً، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القتال يحتدم بين القوات الخاصة لعفر المدعومة من القوات الحكومية، وجبهة تيغراي، حول مديرية سفرا في الجهة الشمالية الغربية لإقليم عفر. وأشارت المصادر إلى أن مسلحي جبهة تيغراي والقوات المتحالفة معها محاصرون في سفرا بعد استعادة درسا قتا، التي تتوسط الطريق الرابط بين سفرا ومدينة ميلي على الطريق الرئيسية بين أديس أبابا وجيبوتي، والتي تبعد 80 كيلومتراً عن سمرا العاصمة الإقليمية لعفر.
وأضافت المصادر أن مسلحي جبهة تيغراي يتمسكون بالحفاظ على مواقعهم في سفرا الجبلية باعتبارها إحدى الطرق المؤدية إلى مدينة ميلي، في محاولة لقطع الإمدادات عن العاصمة أديس أبابا. وتوقعت المصادر نفسها أنه في حال سقطت سفرا بيد القوات الخاصة لعفر المدعومة من القوات الحكومية، فإن سقوط مدينة باتي في إقليم أمهرة يصبح قريباً. وقالت المصادر إن قتالاً يدور حول مدينة باتي، لمنع قوات جبهة تيغراي والقوات المتحالفة معها من التقدم نحو مدينة ميلي.
في هذا الوقت، رصد شهود عيان تحركات لمسلحي جبهة تيغراي والقوات المتحالفة في مدينة شواروبيت، ما يؤكد أن المدينة ما زالت تحت سيطرة مقاتلي الجبهة. ومدينة شواروبيت متاخمة لمدينة سمرا ويت التابعة لإقليم عفر على الحدود مع إقليم أمهرة. وأضاف الشهود أن القوات الحكومية ألزمت المواطنين في مدينة دبري برهان بالتحرك من دون حمل الوثائق الشخصية عند الدخول إلى المدينة، "خشية أن يندس مسلحو جبهة تيغراي بين المواطنين أثناء الدخول مثل ما فعلوا في العديد من المدن التي سيطروا عليها في إقليم أمهرة".