كشف قائد القوات البرية العراقية، الفريق الركن قاسم محمد صالح، عن جهود وصفها بـ"الكبيرة"، على الحدود بين العراق وسورية، تهدف إلى ضبط الأمن في المناطق الحدودية التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر بين البلدين، للحدّ من تحركات تنظيم "داعش" الإرهابي.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن صالح قوله إن الجهود تنصبّ حالياً على تطوير قدرات القوات المشتركة الموجودة على الحدود مع سورية، من بينها إنشاء خنادق لعرقلة الحركة، ووضع أسلاك شائكة، وتكثيف المراقبة الإلكترونية.
وبيّن أن هذه الإجراءات تهدف إلى إدامة الزخم الأمني من أجل التصدي لعناصر تنظيم "داعش"، معتبراً أن عمليات استهداف قيادات التنظيم الأخيرة أربكت عمله، وحدّت من قدراته.
ووفقاً للجنرال العراقي الذي تسلّم منصبه قبل فترة وجيزة ضمن تغييرات أجراها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فإن "هناك عمليات لإدامة الزخم الأمني ضمن قواطع العمليات في مختلف الاتجاهات، للقضاء على العناصر الإرهابية، ضمن الحدود الفاصلة مع سورية لتوجيه الضربات إليهم".
وأكد أن قيادة القوات البرية تقوم بعمليات متواصلة لتفتيش أماكن وجود بقايا تنظيم "داعش"، وتدمير المضافات التابعة للتنظيم، لافتاً إلى أن "متابعة الاستخبارات للعصابات الإرهابية مستمرة".
وسبق للعراق أن وجه انتقادات إلى نظام بشار الأسد، نهاية سبتمبر/ أيلول العام الماضي، إذ تحدث الناطق باسم القوات العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، عن "ضعف من الجانب السوري في ضبط الحدود، يؤدي إلى تسلل المخربين"، في إشارة إلى قوات النظام.
وأكد ضابط في قيادة عمليات الجزيرة والبادية للجيش، المسؤولة عن تأمين غرب العراق حتى الحدود مع سورية، أن المناطق الصحراوية الشاسعة غربي البلاد تتطلب جهوداً استثنائية من أجل تطهيرها من بقايا تنظيم "داعش"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "هذه المناطق تحتوي على خنادق حفرها التنظيم تحت الأرض، وخصوصاً في الشريط الرابط بين البلدين، ويعتبر العثور عليها جميعاً تحدياً كبيراً للقوات العراقية".
ووصف القوات الموجودة على الجانب الثاني من الحدود السورية مع العراق بأنها جهات عدة مسلّحة، عبارة عن قوات للنظام ومليشيات عراقية وإيرانية وأخرى متعددة الجنسيات، فضلاً عن مليشيات "قسد"، ولكلّ طرف أجندته، ما يعوق عملياً إمكانية التنسيق معهم في جعل الحدود محصنة من التسلل والاختراق.
وأشار إلى وجود تركيز على تفعيل الجهد الاستخباري في المناطق الحدودية، بهدف الحدّ من تحركات عناصر التنظيم القادمين من الأراضي السورية.
وبيّن أن المعلومات الاستخبارية بدأت تثمر أخيراً، بعد أن تمكن العراق من خلالها من إطاحة العشرات من عناصر "داعش" بين قتيل ومعتقل.
وشهد العراق خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة عمليات أمنية متكرّرة، أدت إلى مقتل قيادات وعناصر بتنظيم "داعش" الإرهابي في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزهم ما يسمّى "نائب الخليفة والي العراق"، أبو ياسر العيساوي، الذي قُتل بضربة جوية في منطقة وادي الشاي في محافظة كركوك شمالي البلاد، وكذلك "والي الجنوب" في تنظيم "داعش"، أبو حسن الغريباوي، الذي قُتل بضربة للتحالف الدولي في منطقة أبو غريب غربي العاصمة بغداد.
وأعلنت وكالة الاستخبارات العراقية، اليوم الاثنين، اعتقال 15 عنصراً في تنظيم "داعش" الإرهابي بعمليات متفرقة في محافظة نينوى، مشيرة في بيان إلى أن "مفارز مديرية استخبارات ومكافحة إرهاب نينوى تمكنت من إلقاء القبض على 15 إرهابياً بمناطق متفرقة من محافظة نينوى، مطلوبين وفق أحكام المادة الـ 4 إرهاب لانتمائهم إلى عصابات "داعش" الإرهابية، وعملهم في ما يسمّى قاطع دجلة وديوان الجند، والمعسكرات العامة وفرقتي الفرقان والبيلاوي"، مبينة أنهم "كانوا يعملون بأسماء وكنى مختلفة".