قال المعلق السياسي في موقع "واللاه" الإسرائيلي والمتعاون مع موقع "أكسيوس" الأميركي، باراك رفيد، إن إدارة الرئيس الأميركي جون بايدن حذرت تل أبيب من أن عملياتها السرية التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني يمكن أن تفضي إلى نتائج عكسية.
وكتب رفيد على حسابه على "تويتر"، إن ممثلي الولايات المتحدة أكدوا صدقية هذا التحذير، بالإشارة إلى أن إيران لم تتمكن فقط من ترميم مصنع "باكراج" الإيراني الذي ينتج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، والذي تعرض لأضرار في أعقاب هجوم سري إسرائيلي شُنَّ قبل عدة أشهر، بل إن طهران تذرعت بالهجوم لتبرير قرارها منع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية من إجراء عمليات تفتيش داخله.
وأشار رفيد إلى أن الولايات المتحدة قدمت هذه الملاحظات إلى إسرائيل خلال جلسات الحوار الاستراتيجي التي عقدت في واشنطن بين الجانبين قبل شهر.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد كشفت أمس النقاب عن أن إيران قد أعادت تشغيل مصنع "باكراج". ونقلت الصحيفة عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية رافاييل غروسي قوله، إن قرار إيران بمنع مفتشي الوكالة بتفتيش المصنع "يمس بشكل كبير بقدرة الوكالة على رصد الأنشطة الذرية لإيران".
من ناحيته، قال رجل الاستخبارات الإسرائيلي السابق شموئيل مئير، المتخصص في الشأن الذري الإيراني، إن رد الولايات المتحدة على مهاجمة إسرائيل مواقع نووية كان قاسياً جداً، مشيراً إلى أن الأميركيين أوضحوا أنه لا يمكن السماح لإسرائيل بالتعرض لمواقع إيرانية تخضع للتفتيش الدولي.
وكتب مئير على حسابه على "تويتر" أنّ "رسالة بايدن تقول: انتهى عهد عدم المسؤولية الذي كان سائداً في حقبة ترامب، وانتهت حرية العمل التي كان يتمتع بها نتنياهو ويوسي كوهين (رئيس الموساد السابق)".
أما داني سيترونفيتش، الباحث في معهد السياسة والاستراتيجية التابع لـ"مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، فقد أوضح أن المنطق الذي وجه العمليات السرية الإسرائيلية في إيران كان مضللاً، لافتاً إلى أن تل أبيب افترضت أن ممارسة الضغط الأقصى على طهران سيجعلها أمام خيارين لا ثالث لهما: المشروع النووي أو بقاء نظام الحكم.
وأشار سيترونفيتش في تغريدة على حسابه على "تويتر" إلى أن "التهديدات التي تنطلق من إسرائيل لم تنجح في ردع إيران وتغيير اتجاه سياساتها، فضلاً عن أن تل أبيب تركز على تحديد لاءاتها دون أن توضح الأمور التي يمكن أن توافق عليها".
من ناحية ثانية، انتقد مسؤولون إسرائيليون قرار بينت مقاطعة المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي، في أثناء زيارته تل أبيب هذا الأسبوع.
ونقل موقع "واللاه" عن المسؤولين قولهم، إن التسريبات التي صدرت عن ديوان بينت بشأن مالي، "غير مفيدة وتذكر بأنماط سلوك كانت سائدة في عهد نتنياهو".
وحسب الموقع، فقد التقى مالي في أثناء الزيارة كلاً من وزير الخارجية يئير لبيد ووزير الأمن بني غانتس، مشيراً إلى أن بعض مستشاري لبيد اقترحوا عليه في البداية مقاطعة المبعوث الأميركي، لكنه قرر في النهاية الاجتماع به. يشار إلى أن بينت والدوائر المقربة منه تتهم مالي بأنه يُعَدّ أحد أكثر المسؤولين الأميركيين حماسةً للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.