أعلنت "كتيبة جنين" المنبثقة عن سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، النفير العام مساء الأحد، للتصدي لتهديدات قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، لاعتقال فتحي حازم، والد الشهيد رعد حازم منفذ عملية تل أبيب.
وقال أمين حازم، عم الشهيد رعد، لـ"العربي الجديد": "إن جيش الاحتلال اتصل بشقيقي فتحي والد الشهيد، مساء اليوم، وهدده باقتحام مخيم جنين إذا لم يقم بتسليم نفسه خلال ساعتين"، ونفى أمين حازم أن يكون شقيقه قد سلم نفسه لقوات الاحتلال.
في مقابل ذلك التهديد الإسرائيلي، أعلن أبو معاذ، الناطق العسكري باسم "كتيبة جنين"، "رفع حالة التأهب والنفير العام في صفوف مقاتلينا للتصدي لأي عملية اقتحام يقدم عليها العدو الصيهوني بحق المخيم وأهله".
ميدانياً، أعلنت مساجد مخيم جنين النفير العام، وطالبت المدنيين بإخلاء الشوارع، وعدم تصوير المقاومين، وطلبت من المقاومين الحيطة والحذر. وأغلق شبان عدة شوارع بمدينة جنين ومخيمها، وخاصة شارع الناصرة، بالإطارات المطاطية وحاويات القمامة، في محاولة لمنع تقدم قوات الاحتلال إن اقتحمت المخيم، فيما أشارت مصادر محلية إلى أن الاقتحام الذي هدد به الاحتلال قد يكون بأية لحظة من مساء اليوم.
على صعيد آخر، أكدت مصادر محلية إطلاق نار من دراجة نارية باتجاه جنود الاحتلال قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي بلدة فقوعة، شرق جنين.
وتأتي هذه التطورات في جنين بعد يوم من قرار وزير جيش الاحتلال بني غانتس فرض إجراءات عقابية على جنين، بعد العمليات التي نفذها شابان من بلدة يعبد جنوب غرب جنين ومن مخيم جنين، وهما الشهيدان ضياء حمارشة ورعد حازم، وقتل في العمليتين عدة إسرائيليين.
وتزامنت تلك العقوبات مع اقتحامات لمدينة ومخيم جنين، تخللتها مواجهات واشتباكات مسلحة، استشهد خلالها الشاب أحمد السعدي أمس السبت، وأُصيب آخرون، بينما أخذت قوات الاحتلال قياسات شقة للشهيد رعد فتحي حازم في حي الجابريات القريب من المخيم.
وطالبت قوت الاحتلال والد الشهيد بتسليم نفسه وأشقائه، لكنه رفض ذلك، وحاولت قوات الاحتلال، مساء اليوم، اغتيال والدة الشهيد وشقيقه حينما استهدفت مركبتهما بإطلاق نار في المنطقة الصناعية من مدينة جنين، لكنهما نجَوَا من تلك المحاولة.
الرئاسة الفلسطينية: نحذر من خطورة تعليمات بينت للقتل والتنكيل بأبناء شعبنا
حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من خطورة التعليمات التي أصدرها بينت لجيشه بالعمل من دون قيود، وإطلاق العنان له في الضفة الغربية للقتل والتنكيل بالفلسطينيين.
وأشار أبو ردينة، في بيان صحافي، إلى أن "تلك التعليمات تأتي إضافة إلى تهديدات المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، يوم الجمعة القادم، المدانة والمرفوضة بشدة، خاصة في شهر رمضان الكريم، إلى جانب استمرار قتل المواطنين الفلسطينيين بشكل يومي، والتي كان آخرها قتل مواطنتين برصاص جيش الاحتلال وبشكل وحشي، وقرار الحكومة الإسرائيلية ببناء الجدار، كل ذلك يدفع بالأمور نحو وضع لا يمكن السيطرة عليه".
وأضاف أبو ردينة أن "المواجهة مع الاحتلال لم تنته بعد، ولن تنتهي أبداً دون نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة أننا نعيش واقعاً جديداً خطيراً ومختلفاً، خلق وضعاً من المستحيل أن يستمر، ما سيؤدي إلى إغلاق أي أفق سياسي في المستقبل، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن ينتظر إلى الأبد، هذا الاحتلال المسبب لكل حروب ومشاكل وعقد المنطقة".
وأشار أبو ردينة إلى أنه "من الواضح أن ازدواجية المعايير المترافقة مع سياسة الفصل العنصري تتطلب تغييرات سياسية شاملة، تشمل توفير الحماية الدولية والتدخل الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، قبل وصول الأمور إلى مرحلة مدمرة".