- تنتقد الصحيفة الازدواجية في التعامل الإعلامي والدولي مع الضحايا بناءً على جنسيتهم، مشيرة إلى تجاهل الضحايا الفلسطينيين مقابل الاهتمام بالضحايا الأجانب.
- تشكك في الرواية الإسرائيلية للهجوم على قافلة المساعدات، مؤكدة على استعداد الجيش الإسرائيلي لقبول إصابات بين المدنيين وتطالب بتوضيح واعتذار للضحايا الفلسطينيين.
تناولت صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية في افتتاحيتها، اليوم الخميس، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي سبعة من عمال الإغاثة في منظمة المطبخ المركزي العالمي، مشيرة إلى أن "أبعاد عملية القتل تثير قلقاً حيال انفلات الأوضاع، وقيام الجنود الإسرائيليين بعمل ما يحلو لهم في قطاع غزة"، إلى جانب طرحها فرضية أنّ القتل يستهدف وقف أعمال الإغاثة.
وانتقدت "إنفورماسيون" فارق الاهتمام الكبير بالضحايا الأجانب مقابل الاهتمام بالضحايا الفلسطينيين بالقول: "عندما نشرت السلطات الصحية التي تسيطر عليها حركة حماس في غزة أحدث حصيلة للقتلى في القطاع، التي تحتوي على أكثر من 32 ألف شخص يوم الاثنين، لم يُهتم بها إلى حد كبير في وسائل الإعلام الدولية. ولكن عندما أفادت السلطات الصحية نفسها في وقت لاحق بأنّ ستة من عمال الإغاثة الأجانب وفلسطيني واحد قتلوا خلال هجوم إسرائيلي على قافلة تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، كانت ردات الفعل من العالم الخارجي شرسة".
وواصلت الصحيفة انتقاداتها لما سمته "عدم اكتراث وسائل إعلام دولية بالعدد المرتفع وغير المسبوق للضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل، بينما تهتم سريعاً بالعدد القليل نسبياً من الضحايا الأجانب". ومضت تقول: "إنه أمر لا يغير بطبيعة الحال حقيقة أنه من المأساوي أن يضطر سبعة أشخاص إلى التخلّي عن حياتهم في محاولة لإنقاذ الآخرين. وهذا لا يغير حقيقة أنّ الحادثة يمكن أن يكون لها عواقب واسعة النطاق، وتبعات مثيرة للقلق تتجاوز الهجوم المحدد".
الصحيفة تشير بذلك إلى واقع الفلسطينيين في غزة بقولها: "هم عالقون في كارثة إنسانية متصاعدة. ويعتقد أن المجاعة أصبحت وشيكة، مع انهيار النظام الصحي بشكل شبه كامل"، مشددة على أنّ "فرصة علاج سوء التغذية والأوبئة التي تنتشر بين السكان الضعفاء ضئيلة".
وبعد تعريجها على محاولة منظمة المطبخ المركزي العالمي تقديم ملايين الوجبات، مقدرة أنها وصلت إلى 35 مليون وجبة من 60 مطبخاً مجتمعياً، ذكّرت الصحيفة بالثمن الذي تدفعه مؤسسات الإغاثة، معتبرة أنّ "السبعة الذين قتلوا يرفعون عدد عمال الإغاثة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي إلى 196 شخصاً، وهو ما تقوله الأمم المتحدة، ما يجعل الرقم خلال ستة أشهر يساوي ثلاثة أضعاف ما يحدث في أي صراع آخر خلال عام كامل".
قتل عمال الإغاثة "يعني توقف تسليم الغذاء في غزة"
وتعتقد الصحيفة الدنماركية أنّ القتل يعني توقف تسليم الغذاء الذي كان من الممكن أن يصل إلى غزة، "فعمّال الإغاثة السبعة كانوا في طريقهم من مستودع في الجزء الأوسط من قطاع غزة، حيث قاموا بتسليم 100 طن من المواد الغذائية التي شُحنت من قبرص"، مذكّرة بأنه "عمل جاء للتعويض عن نقص الإمدادات البرية". وأفادت بأنّ "الخطة قضت بتسليم 240 طناً إضافياً، من حمولة السفينة نفسها في اليوم التالي، ولكن بدلاً من ذلك أبحرت السفينة عائدة إلى قبرص ومعها المساعدات المتبقية"، وأردفت "وبحسب خارجية قبرص من غير الواضح الآن ما إذا كان سيتم شحن المساعدات مجدداً إلى غزة".
وسجلت الصحيفة رفضها مبررات وزارة الأمن الإسرائيلية التي اعتبرت أنها "اشتبهت بالخطأ بأن إرهابياً يسافر مع القافلة"، مؤكدة أنه "على العكس من ذلك فقد كان واضحاً أنّ السيارات التي قُصفت كانت تحمل علامات على السطح والزجاج الأمامي لتبيان هويتها بأنها تتبع للمطبخ المركزي العالمي، وهم سافروا بتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، ومع ذلك قصفوهم".
"عندما يكون الضحايا من الفلسطينيين فتلك مسألة أخرى"
وترى افتتاحية الصحيفة الدنماركية أنّ ما جرى يترك شكوكاً في أن الهجوم هو نتيجة قيام جنود جيش الاحتلال بتنفيذ هجمات "على أسس ضعيفة للغاية"، و"يظهر استعدادهم إلى حد كبير لقبول وقوع إصابات في صفوف المدنيين".
ويبرز في الخصوص ما ذكره كبير الدبلوماسيين النرويجيين السابق والرئيس الحالي للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، عن أنّ "هذه آلة حرب خارجة عن السيطرة تماماً في غزة". وشددت الصحيفة على أن "الشكوك تتعزز بقول مصدر استخباراتي في وزارة الدفاع الإسرائيلية لصحيفة هآرتس تعقيباً على الهجوم على القافلة إنه: في غزة الجميع (من جنود وقادة الجيش الإسرائيلي) يفعل ما يريد، وكل قائد يضع قواعده بنفسه".
وختمت "إنفورماسيون" افتتاحيتها بالقول: "وعندما يتعلق الأمر بعمال الإغاثة الدوليين، يجب على الإسرائيليين التوضيح والاعتذار والشروع في التحقيقات. لكن عندما يكون الضحايا من الفلسطينيين فتلك تصبح مسألة أخرى".