أعلنت البحرية الأميركية، اليوم الخميس، أنّ الحرس الثوري الإيراني احتجز ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في خليج عمان، مطالبةً بالإفراج الفوري عنها، في حين أكد الجيش الإيراني أنّ الاحتجاز جاء بعد اصطدام الناقلة بقارب ومحاولتها الفرار.
وقال الجيش الإيراني في بيان نشرته وكالات الأنباء الإيرانية إن احتجاز الناقلة "جاء بعد اصطدامها بسفينة إيرانية أدت إلى فقدان أثر شخصين وإصابة عدد آخر من طاقمها".
وأضاف الجيش الإيراني أن الناقلة أقدمت على الهروب بعد الحادث، عبر إطفاء أجهزة التتبع، دون تقديم المساعدة للسفينة الإيرانية في خطوة "تتعارض مع المقررات الدولية".
وتابع البيان أن مدمرة "بايندر" الإيرانية أوقفت الناقلة المحملة بنفط أميركي وترفع علم جزر مارشال، وقادتها إلى المياه الساحلية الإيرانية، وذلك "في إطار التنسيق مع المركز الدولي للأمن البحري المستقر في ميناء جابهار الإيراني".
والمنطقة البحرية التي احتُجزت السفينة فيها تقع قرب مضيق هرمز، الذي تمرّ عبره خُمس صادرات النفط الدولية.
وقال الأسطول الخامس للبحرية الأميركية ومقرّه البحرين، في بيان، إنّه "في 27 إبريل/نيسان حوالى الساعة 1:15 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط Advantage Sweet التي ترفع علم جزر مارشال، أثناء عبورها في المياه الدولية في خليج عمان".
وأضاف: "على الحكومة الإيرانية أنّ تفرج فوراً" عنها، معتبراً أنّ "المضايقات الإيرانية المستمرة للسفن والتدخل في حقوق الملاحة في المياه الإقليمية تشكل تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي".
ولم تحدّد البحرية الأميركية هوية مالك السفينة ولا وجهتها.
وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج، بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط.
وقالت البحرية الأميركية: "في العامين الماضيين، احتجزت إيران بشكل غير قانوني ما لا يقلّ عن خمس سفن تجارية تبحر في الشرق الأوسط".
وفي سبتمبر/أيلول من عام 2022، احتجز أسطول تابع للبحرية الإيرانية سفينتَين عسكريتين أميركيتَين من دون ربان في البحر الأحمر لفترة وجيزة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، أعلن الحرس الثوري الإفراج عن ناقلة فيتنامية بعد استعادة حمولتها من النفط العائد للجمهورية الإسلامية، إثر احتجازها نحو أسبوعين على خلفية ما قال إنها كانت محاولة أميركية لمصادرة هذه المادة.
ونفت واشنطن في حينه ذلك، مشيرةً إلى أنّ قواتها البحرية اكتفت بمراقبة قيام بحرية إيرانية بمصادرة ناقلة نفط ونقلها إلى مياهها الإقليمية.
وفي يوليو/تمّوز من عام 2019، احتجز الحرس الثوري ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم بريطانيا أثناء عبورها مضيق هرمز. ولم تفرج السلطات الإيرانية عن السفينة إلا بعد شهرين.
وتوترت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن عام 2018 بشكل أحادي من الاتفاق حول النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، وإعادة فرضها عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.
(العربي الجديد، فرانس برس)