بعد انهزام مهندس استراتيجية "الضغط الأقصى" الأميركية ضد إيران، دونالد ترامب، المنسحب من الاتفاق النووي معها، وفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، المؤيد لهذا الاتفاق، وسط حديث مستشاري الأخير عن توجهه إلى توسيع الاتفاق النووي بما يشمل قضايا عالقة أخرى، أكدت الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين أن طهران "لن تقبل بإعادة التفاوض بشأن الاتفاق"، مصرحة بأنّ "من السذاجة الحديث عن التفاوض مرة أخرى بشأن خطة العمل المشتركة الشاملة".
وجاء هذا الموقف على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، في مؤتمره الصحافي، مؤكداً أن "الاتفاق النووي كان نتيجة مفاوضات بين إيران ودول أخرى، وقلنا مراراً إنه حصل في الماضي وغير قابل لإخضاعه للنقاش مجدداً".
وأضاف خطيب زادة أن الإدارة الأميركية "المتنمرة قد خرجت من التزاماتها القطعية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي والقرار الـ2231، وألحقت أضراراً كثيرة وجادة بالشعب الإيراني"، مخاطباً الإدارة الأميركية المقبلة بالقول إن "أي إدارة، إذا ما حاولت تغيير المسار، فعليها النظر إلى الحقائق. أهم التعهدات لبقية الأطراف في الاتفاق كان رفع العقوبات"، التي أعادت واشنطن فرضها.
وعن مسار العلاقات الإيرانية الأميركية المتأزمة في عهد بايدن، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن إدارة ترامب "سلكت مساراً خاطئاً جداً خلال السنوات الماضية.. لن تنفع مع الشعب الإيراني سوى لغة السلام واحترام عزته"، مشيراً إلى أن "هناك فرصة لتبتعد واشنطن عن المخادعين والمفلسين الذين يقدمون المشورة للإدارة الأميركية".
وحدّد ثلاثة شروط للعلاقات مع واشنطن، إذ قال إن "ثلاثة تغييرات مهمة ما لم تحدث لن يحصل أي شيء: الأول تغيير الفكر والقناعة لدى صنّاع القرار الأميركيين، والثاني تغيير الخطاب واللغة مع الشعب الإيراني، والثالث اتخاذ إجراءات لازمة والعودة عن المسار الخاطئ والتعويض عن السياسات الخاطئة".
وفي معرض ردّه على سؤال عمّا إذا كان لدى طهران تواصل مع فريق بايدن، قال خطيب زادة إن الإجابة عنه "سالبة، وإننا لسنا على تواصل مع أي أحد خارج المواضيع المرتبطة بالاتفاق النووي، وخصوصاً أن الإدارة الأميركية المقبلة لم تتسلّم السلطة بعد".
وأكد المتحدث الإيراني أن بلاده "ستقرّر وفق الظروف الجديدة" بعد تسلّم بايدن السلطة، مشدداً على أن "الأفعال هي المهمة بالنسبة إلينا والكلام والتكهنات غير مهمة"، ومضيفاً أن "إيران لن تغيّر سياساتها مع رحيل الأشخاص ومجيء الآخرين".
وخاطب خطيب زادة الدول الجارة لإيران، قائلاً إن "رحيل وهم ترامب يجب أن يوصل جيراننا إلى القناعة بأنه لا يمكنهم توفير الأمن من خلال ممارسة العمل اللوبي وشراء الأسلحة"، داعياً إياهم إلى "العقلانية للوصول إلى آلية إقليمية".