إيران تستعد لرد إسرائيلي وأيام مشحونة في المنطقة

02 أكتوبر 2024
وزير الدفاع الإيراني يتحدث إلى أحد قادة الحرس الثوري، 19 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تصعيد إيراني وتحذيرات: نفذت إيران هجمات صاروخية مكثفة وهددت برد أقوى على أي رد إسرائيلي، مع تحذيرات لأطراف دولية وإقليمية بعدم التدخل لصالح إسرائيل وإلغاء الرحلات الجوية الداخلية حتى فجر الخميس.
- تصريحات واستعدادات للرد: أكدت تصريحات سياسية وعسكرية إيرانية الاستعداد للرد على إسرائيل، محذرة من انهيارها في حال الاعتداء، مع تأكيد وزارة الدفاع ووزير الخارجية على قوة الردود القادمة.
- نجاح العملية والتزام بالاستقرار: أكدت الحكومة الإيرانية نجاح عملية "الوعد الصادق 2" بنسبة تفوق 90%، داعية للحفاظ على الهدوء، مع تأكيد التزام طهران باستقرار المنطقة والرد الحازم ضد أي اعتداء.

استعدادات إيرانية عسكرية ومدنية وسط حديث عن نجاح هجوم الثلاثاء

استبعدت مصادر إيرانية توجه الأوضاع نحو حرب

عراقجي: ردنا في حال رد الكيان الصهيوني سيكون أكثر صعوبة وقوة

رافق تنفيذ إيران هجماتها الصاروخية المكثفة، مساء أمس الثلاثاء، وعيد وتهديد في البيانات والتصريحات العسكرية والسياسية بـ"رد أقوى و مدمر" على أي رد إسرائيلي، واستمر هذا السلوك الإيراني اليوم الأربعاء أيضاً، وسط استعدادات جارية لهذا الرد، عسكرية ومدنية، والحديث عن "نجاح" هجمات مساء الثلاثاء في تحقيق أهدافها.

وذكرت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن القوات المسلحة الإيرانية أعدت خطة لتنفيذ "عدة جولات متلاحقة" من الهجمات الأخرى "الأكثر كثافة وشدة" في حال قام الاحتلال بالرد، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ "إجراءات وتدابير صارمة" في مقرات حساسة، تحسباً لأي رد و"لن يتأخر الرد الواسع" على أي اعتداء إسرائيلي.

واستبعدت هذه المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، توجه الأوضاع نحو حرب، مؤكدة أن البلاد عبر عدة قنوات "وجهت تحذيرات كافية لأطراف دولية وإقليمية بأن أي تدخل لصالح الكيان الصهيوني سيشعل المنطقة". وأضافت أن هذه التحذيرات شملت بالإضافة إلى الولايات المتحدة، "دولة جارة للأراضي المحتلة ودولا خليجية وغير خليجية جارة لإيران"، من دون الكشف عن أسمائها، وحذرتها من "السماح بعبور المقاتلات الإسرائيلية من أجوائها في أي رد محتمل". إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية جعفر يازرلو أن المنظمة ألغت جميع الرحلات داخل البلاد حتى الساعة الخامسة من فجر الخميس للحفاظ على أمنها بسبب ظروف المنطقة.

كما خرجت تصريحات رسمية سياسية وعسكرية في إيران، اليوم الأربعاء، تؤكد استعداد إيران للرد على إسرائيل، حيث قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في جلسة علنية بالبرلمان، إن بلاده جهزت نفسها "لجنون محتمل للكيان الصهيوني"، مضيفا أنه "تم التخطيط لبرنامج غير متوقع، وردنا القادم سيكون في مستوى مختلف". وأردف "الكيان الصهيوني سيتجه نحو الانهيار إذا اعتدى على إيران".

وخاطب الولايات المتحدة بدعوتها إلى لجم "كلبها المسعور لكي لا يضر بنفسه وبصاحبه"، مضيفاً أن "العدو أراد التعويض عن هزائمه الاستراتيجية بهجمات تكتيكية"، مؤكدا "أننا في جميع الظروف نطيع أي قرار حكيم وشجاع سيصدر عن قائد الثورة الإسلامية" علي خامنئي. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان أنه "في حال ارتكب الكيان الصهيوني وحماته أي خطأ في الحسابات ستكون ردودنا القادمة بضربات أقوى وأكثر إيلاماً".

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، أن "ردنا في حال رد الكيان الصهيوني سيكون أكثر صعوبة وقوة"، مشيرا في تصريحات لوسائل الإعلام إلى أنه "قد حققنا جميع أهدافنا في عملية الليلة الماضية، ولم نستهدف أي هدف مدني"، وأوضح أنه "أبلغنا وزراء خارجية والجانب الأميركي عبر السفارة السويسرية بألا يتدخلوا"، مؤكدا أن "سياستنا هي دعم حزب الله والمقاومة، هو خطاب وقضية ولا يرتبط بالأشخاص". وقال عراقجي إن "95 من صواريخنا وصلت لأهدافها وفشلوا في رصدها".

غير أن عراقجي، في تصريحاته صباح اليوم الأربعاء، توقع أن "تشهد المنطقة بالتدرج خلال الأيام المقبلة نوعا من الاستقرار"، نافيا أن تكون بلاده قد أبلغت أميركا بالهجوم قبل تنفيذه، وأكد أنه "لم تكن هناك أي رسائل متبادلة قبل الهجوم وبعده. وجهنا تحذيرا عبر سويسرا لنقله إلى الأميركيين". إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن العملية كانت "ناجحة"، رافضة تصريحات إسرائيلية وأميركية قللت من أهمية الهجوم، وأوضحت أن الحكومة اليوم في اجتماعها ناقشت العملية وتلقت تقريرا مفصلا عنها، داعية الإيرانيين إلى الحفاظ على الهدوء، وأكدت أن إيران "دائما تريد السلام، لكن من يتجاوز حده سنقف في وجهه ونرد".

كذلك، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصيرزادة، اليوم الأربعاء، إن عملية "الوعد الصادق 2" "كانت ناجحة بنسبة تفوق 90%"، مضيفا أن العملية كانت تتوافق تماما مع القوانين الدولية، ولفت إلى أن الصواريخ التي أطلقت كانت تتمتع بتقنية عالية الدقة لتخطي الرادارات والدفاع الجوي للعدو، وفق وكالة إرنا الرسمية.

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن طهران "ملتزمة باستقرار المنطقة، لكنها تتصرف بحزم ضد المعتدين"، مضيفا أن "على الكيان الصهيوني وداعميه أن يعلموا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستطبق ما تقوله، وشدد على أنها "لن تبقي أي مغامرة وتصرف غير محسوب ضد سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها وأمنها من دون رد".