العراق يرفع مستوى جاهزيته العسكرية مع تصاعد احتمالات تعرضه لعدوان إسرائيلي

02 أكتوبر 2024
عرض عسكري في كلية الشرطة في بغداد، 9 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد التوترات الأمنية في العراق: شهدت العراق توترات بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، حيث أطلقت إيران 200 صاروخ، وتبنت الفصائل العراقية هجمات جديدة داخل الأراضي الفلسطينية. اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة وأعلنت حالة الإنذار (ج).

- احتفالات وتجمعات شعبية: شهدت مدن عراقية احتفالات عفوية بالهجوم الإيراني، مع تهديدات من الفصائل العراقية ضد المصالح الأميركية في حال تدخل واشنطن.

- تعزيز الجاهزية الأمنية: زار رئيس الوزراء مقر قيادة العمليات المشتركة ووجه برفع الجاهزية الأمنية، مع تكثيف الانتشار الأمني وفتح مكاتب للتطوع للقتال في لبنان.

قضى العراقيون ليلة طويلة وسط حالة ترقب تصاعدت فيها توقعات تعرّض بلادهم لضربات إسرائيلية على إثر الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران ليلة أمس على إسرائيل بنحو 200 صاروخ باليستي، وتبني الفصائل العراقية (المقاومة الإسلامية) سلسلة هجمات جديدة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بواسطة صواريخ كروز، فيما اتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة مع دخول الأمن العراقي حالة الإنذار (ج). وشهدت بغداد والبصرة والأنبار ومدن عراقية مختلفة كانت أجواؤها مساراً للصواريخ الإيرانية، احتفالات عفوية بالهجوم الصاروخي الإيراني، بينما تجمّع العديد من المواطنين وجمهور الفصائل في مناطق عدة للاحتفال، ورددت شعارات وهتافات مؤيدة للهجوم الإيراني.

وأصدرت فصائل عراقية، مساء الثلاثاء، تهديداً شديد اللهجة ضد المصالح والقواعد الأميركية في العراق والمنطقة، محذرة من أن تلك الأهداف ستكون في مرمى نيرانها إذا تدخلت واشنطن في أي اعتداء يستهدف إيران، وذلك بالتزامن مع الهجوم الصاروخي على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى إثر ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، دخول القطعات الأمنية حالة الإنذار (ج)، وهو أعلى أنواع الإنذار الأمني في العراق، (الحالة القصوى) على إثر تصاعد التوترات في المنطقة.

وأجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ليل أمس زيارة مفاجئة لمقر قيادة العمليات المشتركة، ووجه برفع الجاهزية الأمنية لضبط الأمن في أرجاء البلاد. ووفقاً لبيان لمكتبه الإعلامي، فإن "السوداني التقى عدداً من القيادات الأمنية العليا، واطلع على الوضع الأمني في مختلف قواطع المسؤولية العسكرية، وسير تنفيذ الخطط الأمنية والتحديات التي تواجه الأجهزة والتشكيلات العسكرية بمختلف صنوفها، ومستوى الجهوزية، لدرء أي مخاطر وكل ما من شأنه أن يعكّر صفو الأمن والاستقرار"، مشدداً على "جميع القادة الأمنيين ببذل أقصى الجهود اللازمة لضبط الأمن في جميع أرجاء البلاد".

وأكد "مواصلة تعزيز قدرات القوات الأمنية، وتطوير آليات التدريب التي تساهم في رفع مستوى الجهوزية أمام المخاطر التي قد تهدد البلد، في ظل بدء تنفيذ الإعلان المشترك مع الولايات المتحدة والخاص بإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق خلال عام". من جهته، قال ضابط عراقي رفيع في قيادة العمليات المشتركة لبغداد، إنه "كُثِّف الانتشار الأمني في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، تحسباً لأي هجمات تتعرض لها البلاد"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "حالة الإنذار جاءت بتوجيه من الجهات العليا، وأن الانتشار الأمني يأتي أيضاً لمنع أي هجمات قد تتعرض لها المصالح الأميركية في البلاد من قبل الفصائل المسلحة".

وأضاف الضابط، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "القوات الأمنية العراقية في حالة استعداد لمواجهة أي طارئ، خصوصاً مع تصاعد حدة التوترات في عموم المنطقة"، موضحاً أن الدفاعات الجوية العراقية، تلقت توجيهات بالتعامل مع أي اختراق للأجواء العراقية، وهناك حالة من التأهب في الجيش العراقي. وفتحت فصائل عراقية مسلحة أمس الثلاثاء، مكاتب في مدن عدة للتطوع للقتال في لبنان. ونشر ناشطون عراقيون توافداً لأعداد كبيرة من المتطوعين للتسجيل، وسط تأكيدات بأن المكاتب تابعة لفصائل عراقية مسلحة، وليست جهات دينية أو أحزاباً سياسية.

وفي الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، أكد اجتماع لفصائل "المقاومة الإسلامية"، في العراق، "الدخول في المعركة مباشرةً إلى جانب حزب الله والمقاومة في لبنان ضد أي اجتياح بري محتمل من العدو الصهيوني". وذكر مسؤول بارز في الجماعة لـ"العربي الجديد"، أن "اتصالات بين قيادات حزب الله وقادة فصائل عراقية في هذا السياق للتنسيق والتفاهم". وتتبنى جماعة "المقاومة الإسلامية"، التي تضم عدة فصائل عراقية مسلحة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة عمليات عسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحلية، وأخرى تستهدف قواعد أميركية في سورية والعراق، رداً على دعم واشنطن المفتوح لجرائم الإبادة التي ينفذها الإسرائيليون في فلسطين ولبنان.