أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية في إيران، أبوالفضل عمويي، اليوم الأحد، أن "النص الرئيسي للاتفاق النووي المحتمل جاهز"، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود "خلافات حول موضوع أو موضوعين".
وأضاف عمويي، في حديث مع وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن "إيران لن تكون مستعدة للتوقيع على أي اتفاق ما لم تحل المواضيع المتبقية"، التي لم يسمها.
وأوضح البرلماني الإيراني أن "مطلب إيران للحصول على ضمانات هو مطلب منطقي".
وفي الأثناء، كشفت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، أن إيران ما زالت تصر على الحصول على "ضمانات اقتصادية مؤثرة"، فضلاً عن السعي للحصول على موافقة أميركية نهائية لإخراج "الحرس الثوري" الإيراني من على قائمة الإرهاب بعدما أبدت واشنطن موافقة مبدئية على الطلب الإيراني.
واشنطن: مطالب روسيا الجديدة "خارج السياق"
إلى ذلك، قلل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من أهمية المطالب الروسية بالحصول على ضمانات أن العقوبات الجديدة المفروضة عليها على خلفية غزو أوكرانيا لن تؤثر على حقوق موسكو الواردة في التفاهم على إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وقال بلينكن عبر شبكة "سي بي إس"، إن العقوبات المفروضة على روسيا رداً على غزوها لأوكرانيا "لا علاقة لها بالاتفاق النووي الإيراني. لا رابط بين المسألتين بأي شكل من الأشكال، لذا أعتقد بأن (المطالب الروسية) خارج السياق".
وأثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس السبت، وربطه الاتفاق في فيينا بتقديم واشنطن "ضمانات مكتوبة" لروسيا، انتقادات ومخاوف في إيران من إمكانية أن تعرقل موسكو التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات فيينا، عكستها التعليقات الغاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي من الناشطين الإيرانيين، وخاصة من التيار الإصلاحي.
غير أن محافظين إيرانيين حاولوا توظيف التصريحات الروسية في سياق التأكيد على أن مطالبة طهران واشنطن بتقديم ضمانات كافية "محقة ومنطقية"، وأن الأمر لم يعد يقتصر على إيران فقط وأن هناك أطرافا أخرى بالمفاوضات تطرح المطالب ذاتها.
إلى ذلك أيضاً، غرّد مدير وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، علي نادري، قائلاً إن الصين إلى جانب روسيا طالبت بضمانات مماثلة من الولايات المتحدة الأميركية.
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف للصحافيين: "نريد ضمانات بأنّ تلك العقوبات لن تمسّ بأي حال النظام التجاري والاقتصادي وعلاقات الاستثمار"، وفقاً لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).
وأضاف لافروف، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس"، "هناك مشكلات لدى الجانب الروسي. طلبنا من زملائنا الأميركيين تقديم ضمانات مكتوبة بأنّ العقوبات لن تؤثر على حقنا في التعاون الحر والكامل التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري مع إيران".
وفيما نقلت وكالة "رويترز"، أمس السبت، عمن وصفته بأنه مسؤول إيراني كبير قوله إنّ مطالبة روسيا بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة "غير بناءة" للمحادثات بين طهران والقوى العالمية. لكن وكالة "تسنيم" الإيرانية ووسائل إعلام أخرى، نفت صحة ما نقل عن المسؤول الإيراني، مؤكدة أن أي مسؤول إيراني لم يعلق على تصريحات لافروف لـ"رويترز".
وبعد الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس السبت، أثناء زيارة مدير الوكالة العام لإيران رافائيل غروسي، زال أحد أبرز النقاط الخلافية في مفاوضات فيينا، حيث كانت تطالب إيران بضرورة إنهاء تحقيقات الوكالة بشأن مواقع مشتبه فيها بممارسة أنشطة نووية غير معلنة، لكن الأطراف الغربية رفضت الطلب، وهو ما أدى إلى إيجاد حل لهذا الخلاف في المفاوضات بين طهران والوكالة الدولية وهو ما تم في الاتفاق بين الطرفين.
إلى ذلك، غرّد المندوب الروسي في مفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف، اليوم الأحد بشأن زيارة غروسي إلى طهران، قائلا إنها كانت "ناجحة للغاية".
وأضاف غروسي أن الطرفين اتفقا على "خطوات ملموسة تهدف إلى تسوية قضايا الضمانات المعلقة في غضون فترة زمنية معقولة"، واصفاً الاتفاق بينهما بأنه "مكسب عظيم".
The visit of the #IAEA Director General Mr. Rafael Grossi to Iran yesterday was very successful. The two sides agreed on concrete steps aimed at settling outstanding safeguards issues within a reasonable period of time. Great achievement!
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) March 6, 2022