تصاعدت اليوم، الثلاثاء، وتيرة الاتصالات الدولية والإقليمية الهادفة لثني رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عن الاستقالة.
وتلقى حمدوك أكثر من مكالمة هاتفية، اليوم، من أهمها مكالمة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والتي شدد فيها الأخير على أهمية توافق المكون العسكري والمكون المدني، وعلى ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة.
وطبقاً لمصادر "العربي الجديد"، فإن بن فرحان طلب من حمدوك مواصلة عمله مع التزام الرياض بالتدخل لتقريب وجهات نظر فرقاء الأزمة السودانية.
كما أجرى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، الموجود حاليا في بلاده بمناسبة أعياد الميلاد، مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، تناولت موضوع استقالة حمدوك وكيفية تجنبها، كما تطرقت لمجمل تطورات الأوضاع السياسية في البلاد، والتعاون والتنسيق مع حكومة السودان من أجل إنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي.
وفي الاتجاه ذاته، أشارت معلومات صحافية إلى اتصال هاتفي آخر بين حمدوك والمبعوث الأميركي إلى لقرن الأفريقي جيفري فيلتمان تناول الغرض ذاته.
إقليمياً، تلقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اتصالاً هاتفياً من أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وكذلك من وزير الخارجية السعودي.
وعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قبل أيام، نيته الاستقالة من منصبه، مع تصاعد الرفض الشعبي والسياسي لاتفاقه مع البرهان في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي عُدَّ شرعنة للانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إضافة إلى عجز حمدوك عن تشكيل الحكومة الجديدة نتيجة لعدم التوافق السياسي.
وفي مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، حذر حزب الأمة القومي من تداعيات استقالة حمدوك، وقال رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر إن أجهزة الحزب درست عواقب الاستقالة محلياً ودولياً، وأن الأمر يمكن أن يصل لمرحلة الكارثة، مبيناً أن الحزب التقى بحمدوك في الأيام الماضية، في محاولة لحثه على التراجع.
وأضاف ناصر أن حزب الأمة أعد خريطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة وسيطرحها على جميع القوى السياسية والمدنية، موضحاً أن خريطة الطريق تعمل في مجملها على استعادة الشرعية واستكمال مهام الفترة الانتقالية في البلاد وتجاوز هذه المرحلة الخطرة.
وأشار إلى أن الحزب سيدعو في القريب العاجل إلى مائدة مستديرة تضم كافة مكونات الثورة للتوافق على أجندة المرحلة الانتقالية وصولاً للانتخابات.