توصلت قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومجلس دير الزور العسكري التابع لها إلى تسوية، صباح اليوم الأربعاء، تنهي التوتر بينهما في شرق سورية. تزامن ذلك مع تسوية توصل لها ضباط النظام السوري مع وجهاء محليين في محافظة درعا جنوبي البلاد، قضى بدخول قوات من النظام إلى بلدة اليادودة، مقابل إنهاء الحملة الأمنية على المنطقة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قياديين من "قسد" اجتمعوا مع قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبو خولة) بحضور ضباط أميركيين، في قاعدة حقل عمر النفطي، حيث توصل الجانبان إلى الاتفاق على سحب مسلحي الجانبين من الشوارع، وعودتهم إلى مقراتهم، وتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب اشتباكات اليومين الماضيين، بين الجانبين، ومحاسبة المتسببين فيها.
ودارت اشتباكات، يوم أمس الثلاثاء، بين مسلحين من "قسد" وبين عناصر تتبع المجلس أدت إلى مقتل اثنين من عناصر الأخير، بعد محاولة عناصر "قسد" اعتقال عناصر من مجلس دير الزور.
ووجه الخبيل عبر تسجيل صوتي نداء إلى قادة مجلسه العسكري بوقف الاشتباك، والانسحاب من الشوارع، ومن مدينة البصيرة في ريف دير الزور التي سيطر عليها مقاتلوه، أمس، بعد أن طردوا منها عناصر "قسد"، رافضاً ما وصفه بـ"التدخلات الداخلية والخارجية لضرب الاستقرار في دير الزور".
وقال الناشط محمد الفراتي لـ"العربي الجديد"، إن "مصلحة الجانبين كما يبدو التهدئة في هذه الفترة، لكن الصدام الذي حصل، يوم أمس، يحمل تحذيرا بأن تجدد الصدام قد يكون مسألة وقت ليس أكثر".
وأضاف الفراتي أن "مجلس دير الزور العسكري، وإن خضع نظرياً لسيطرة (قسد) إلا أنه لا يتجاوب مع كثير من سياساتها، سواء المتصلة بتدخلها في الوضع الداخلي في دير الزور ذات الغالبية العربية، أم على صعيد اتصالات قسد مع النظام السوري".
وأوضح أن دير الزور "يغلب عليها الطابع العشائري، وهذا ما يدركه الجانبان، إذ يحاول الخبيل استقطاب العشائر بوصفه الصوت العربي في وجه هيمنة (قسد)، بينما تتحاشى الأخيرة خوض صدام مكشوف مع عشائر المنطقة".
وفي بيان لها، أمس الثلاثاء، أعلنت "قسد" الاتفاق مع وجهاء عشائر على اعتقال المتورطين في الحادثة التي تسببت في الاشتباكات "وملاحقة المحرضين على الفتنة والفوضى قانونياً واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقّ كلّ من يسيء إلى الأمن والاستقرار في المنطقة".
واتهمت "أطراف استخباراتية معادية إلى جانب خلايا تنظيم داعش الإرهابي باستغلال الفوضى بالهجوم على القوات والمركبات العسكرية" التابعة لها.
من جهة أخرى، قصفت القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني" بالمدفعية، مناطق سيطرة "قسد" في قرى قبور القراجنة والدردارة وتل قره في ريف تل تمر، فيما عثر الأهالي أمس على جثة عنصر من قوات "قسد" مقتولاً بطلق ناري داخل سيارته من مسدس حربي على يد مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية، بالقرب من حي الزويقات في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن شاباً قضى، اليوم الأربعاء، جراء انهيار نفق أثناء عمليات حفر لقوات "قسد" في محيط بلدة اليعربية بريف القامشلي شمالي الحسكة. وتستخدم "قسد" ورش عمال برواتب شهرية لحفر الأنفاق والخنادق لتحصين مواقعها العسكرية، فيما يضطر الكثير من المدنيين للعمل في هذا المجال، رغم صعوبته ومخاطره، بسبب تردي الأوضاع المعيشية.
التهدئة في الجنوب السوري
وفي محافظة درعا جنوبي البلاد، توفي شخص، اليوم الأربعاء، بعد تعرضه للإصابة خلال مرافقته لقيادي ضمن المجموعات المسلحة التي تعمل لصالح النظام السوري.
وذكرت صفحات محلية أن محمد روحي المفعلاني توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها إثر استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين في بلدة أم المياذن يوم أمس، وذلك خلال مرافقته إسماعيل محمد القداح، الملقب بـ(سميغل)، وهو قيادي في مجموعة محلية تعمل لصالح الأمن العسكري التابع للنظام السوري، والذي توفي بدوره على الفور يوم أمس.
إلى ذلك، تجولت دورية تابعة لفرع الأمن العسكري في شوارع بلدة اليادودة غربي درعا، اليوم الأربعاء، بعد اتفاق جرى، يوم أمس، بين وجهاء البلدة وضباط النظام السوري في درعا.
وذكر "تجمع أحرار حوران" أن الدورية تجوّلت في شوارع البلدة دون أي عمليات تفتيش للمنازل، بعد التوصل لاتفاق بين وجهاء اليادودة وضباط النظام يقضي بدخول دورية أمنية إلى اليادودة، مقابل إنهاء حملة النظام الأمنية على المنطقة، وسحب القوات العسكرية من محيط البلدة.
ويتهم ضباط النظام أهالي البلدة بإيواء "غرباء"، وهي حجة يرددها في كل محاولة له لاقتحام إحدى بلدات المحافظة، فيما أكدت مصادر لـ"التجمع" وجود عشرات المطلوبين والمنشقين عن النظام في المنطقة، ويسعى النظام لتهجيرهم.