"حزب العمال" التونسي ينظم وقفة احتجاجية رفضاً لـ"مهزلة" الاستشارة الإلكترونية لسعيّد
نظم "حزب العمال" اليساري في تونس، مساء اليوم السبت، وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي وسط العاصمة، رغم قرار محافظ تونس منع التظاهر بشارع بورقيبة.
وتأتي هذه الوقفة للتعبير عن الوضع المتأزم الذي تعيشه تونس في ظل تراجع جل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية وغياب الحوار.
وقال الأمين العام لـ"حزب العمال" حمة الهمامي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ الاستشارة الإلكترونية التي أطلقها الرئيس قيس سعيّد "فشلت رغم استعمال السلطة كل مؤسسات الدولة من دور شباب ومدارس ووزارات"، مؤكداً أنّ عدد المشاركين في الاستشارة لم يتجاوز 500 ألف تونسي من إجمالي نحو 8 ملايين ناخب، و"هي عينة لا يمكن اعتمادها لسن دستور وانتخابات جديدة"، كما أشار.
ووصف الهمامي الاستشارة الإلكترونية بـ"المهزلة"، مبيّناً أنّ الرئيس قيس سعيّد "يسعى إلى إرساء الحكم الفردي".
وتشهد تونس أزمة اقتصادية حادة، زادت من حدتها تداعيات تفشي فيروس كورونا، وارتفاع تكلفة استيراد الطاقة والمواد الأساسية جراء الأزمة الروسية الأوكرانية.
كما تعيش البلاد، أزمة سياسية، على خلفية إعلان الرئيس قيس سعيّد، في 25 يوليو/ تموز الماضي، ما وصفها بإجراءات "استثنائية" أبرزها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة، وتعيين أخرى جديدة.
ومنتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن سعيد إطلاق "استشارة وطنية" عبر منصة إلكترونية، "بهدف تعزيز مشاركة المواطنين في عملية التحول الدّيمقراطي"، وفق بيان سابق للرئاسة التونسية. فيما تقول قوى معارضة إنّ سعيّد يمهد بهذه الاستشارة لإجراء تعديلات، لا سيما على الدّستور، لتعزيز عملية جمع كل السّلطات التّونسية بيده.
وبيّن القيادي في "حزب العمال" الجيلاني الهمامي، أنّ وقفة اليوم "تأتي لإرسال رسالة مفادها أنّ قيس سعيّد هو من بين أسباب الأزمة التي حلّت بالبلاد (...) تونس مقبلة على أوضاع صعبة كالتي عاشتها في الخمسينيات بسبب فقدان عدة مواد أساسية".
وحذر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، من أنّ تراجع التصنيفات الخاصة بتونس "يعد مؤشراً خطيراً"، إلا أنّ "سعيّد لا يبالي بما آلت إليه الأوضاع ويتمادى في مشروعه بالتفرد بالسلطة عن طريق منع التظاهر وتشديد التضييقات على التونسيين". وتابع "نذكّره بأنّ (زين العابدين) بن علي الدكتاتوري فشل في إخماد الأصوات المعارضة. فهل سيقدر سعيّد على إخمادها؟ طبعاً لا".
من جانبه، قال أحد مناصري "حزب العمال"، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "تونس تشهد أزمة اجتماعية واقتصادية جديدة، عدا عما عانته من انقلاب سياسي واستبداد منذ 25 يوليو/ تموز الماضي"، مضيفاً أنّ "الانقلاب زاد من تعميق الأزمة التي خلفها بن علي وحكم النهضة الفاشل بعد الثورة".