استمع إلى الملخص
- اعتبر فوزي إسماعيل، رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية في أوروبا، القرار خطوة إيجابية تضغط على الحكومة الإيطالية اليمينية، وتعكس الرفض الشعبي لحرب الإبادة ودعم حقوق الفلسطينيين.
- أعرب مستشارو "حركة 5 نجوم" عن ارتياحهم للقرار، داعين لدعم المبادرات الإنسانية وحظر إمداد إسرائيل بالأسلحة، مؤكدين على أهمية السلام في البحر المتوسط.
صدق مجلس سردينيا الإقليمي في اجتماعه، أول أمس الخميس، على مذكرة تقدم بها المستشار الإقليمي ورئيس كتلة "يسار المستقبل" (حزب إقليمي ذو توجه اشتراكي-ديمقراطي) في المجلس لوكا بيتسوتو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والاعتراف بدولة فلسطين بناء على قرار الأمم المتحدة لعام 2012 واقتراح عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تستضيفه سردينيا؛ ثاني أكبر جزيرة في البحر المتوسط وإحدى الأقاليم الخمسة التي تتمتع بالحكم الذاتي بموجب الدستور الإيطالي.
وأثار القرار الصادر من قبل المجلس الإقليمي (المجلس التشريعي) لسردينيا، بالإجماع ارتياحاً وسط الناشطين والسياسيين المؤيدين للقضية الفلسطينية، ولا سيما أنه يلزم رئيسة إقليم سردينيا أليساندرا تودي باتخاذ كل التدابير اللازمة حيال الحكومة لكي "تقترح إيطاليا على المجتمع الدولي وتدفعه نحو التحرك عبر الأدوات الدبلوماسية من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للصراع".
وأكد رئيس اتحاد الجاليات والمنظمات الفلسطينية في أوروبا ورئيس "جمعية الصداقة سردينيا - فلسطين"، فوزي إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قرار برلمان سردينيا الاعتراف بدولة فلسطين والعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة يمثل خطوة إيجابية ذات بعد سياسي ومعنوي مهم، حيث يدعو الرأي العام الإيطالي والعالمي لكي يكون له دور فعّال وأساسي في وقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف إسماعيل أنّ "هذا القرار يشكّل ضغطاً مهماً أيضاً على الحكومة اليمينية الإيطالية التي تسير على خطى الولايات المتحدة في دعم إسرائيل، ويؤكد وجود قطاع من الشعب الإيطالي معني بوقف الحرب والاعتراف بدولة فلسطين، وهذا مهم على المستوى السياسي وعلى مستوى الرأي العام بشكل خاص"، معتبراً أن "ما حدث في سردينيا من شأنه فتح الباب لتحركات مماثلة في أقاليم أخرى ومن قبل قوى المعارضة الإيطالية المتذبذبة التي لم يكن لها مواقف ملموسة من أجل الضغط على حكومة جورجيا ميلوني لإيقاف دعمها الكامل لإسرائيل سواء بالسلاح أو بالمواقف السياسية".
وأوضح أنّ "أحدث استطلاعات الرأي أظهرت تنامياً في أعداد المواطنين الإيطاليين الرافضين لحرب الإبادة والداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني". وعلى صعيد المبادرات المحلية، أشار إسماعيل إلى أنّ "جمعية الصداقة سردينيا - فلسطين، من جانبها، سترسل مذكرة إلى جميع بلدات جزيرة سردينيا (حوالي 300 بلدية) من أجل طرح المسألة في مجالسها المحلية وأن تتخذ مواقف جادة للمطالبة بوقف الحرب ودعم حقوق الشعب الفلسطيني".
وكان المستشارون الإقليميون لـ"حركة 5 نجوم" (المعارضة) قد أعربوا عقب التصديق على المذكرة عن ارتياحهم لهذه "النتيجة التاريخية الحازمة التي تم الإجماع عليها، والتي لا تعكس فقط اصطفاف المجلس الإقليمي لسردينيا دفاعاً عن السلام ووقف إطلاق النار في غزة، وإنما تلزم أيضاً هيئة رئاسة الإقليم بدعم جميع المبادرات من أجل التوصل إلى التحرير غير المشروط للرهائن الإسرائيليين وحماية أمن السكان المدنيين في غزة، وكذا ضمان الإمداد المتواصل بالمساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ومن دون قيود داخل القطاع".
وكان المستشار الإقليمي ورئيس كتلة "يسار المستقبل" في المجلس لوكا بيتسوتو الذي تقدّم بالمذكرة قد تطرّق في مداخلته عند مناقشة القرار إلى أنه "من غير المقبول أن يصف رئيس وزراء دولة ديمقراطية (إسرائيل) الأمم المتحدة بأنها مستنقع معاد للسامية"، في إشارة إلى بنيامين نتنياهو، مضيفاً أنه "من غير الممكن أن نبقى صامتين في مواجهة هذه الوحشية وفي ازدراء المجتمع الدولي".
ودعا بيتسوتو إلى "وجوب فرض حظر على إمداد إسرائيل بأسلحة إيطالية، وأن نتحلى بالشجاعة للاعتراف بدولة فلسطين وبشجاعة السلام. ويجب أن يعود البحر المتوسط إلى كونه مكاناً لالتقاء الشعوب، وليس مكاناً للصراع".
كما شدد المستشار الإقليمي لقائمة "متحدون من أجل أليساندرا تودّى" فالدو دي نولفو، الذي علّق العلم الفلسطيني على نافذة مكتبه في مبنى المجلس، على صوابية مصطلحي "الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي" لوصف ما يحدث في غزة، مستحضراً المأساة الهائلة التي تضرب الشعب الفلسطيني بأسره، بدءاً من الأطفال الذين تجاوزت أعداد الشهداء منهم 15 ألفاً.