أعلن حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، اليوم الخميس، وجود شبهات بهجوم مسلح استهدف مقر الحزب في إسطنبول صباح اليوم الخميس، فيما أعلنت ولاية إسطنبول أن كاميرات المراقبة أظهرت أشخاصاً يطلقون النار في الهواء.
وذكرت رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري بإسطنبول جانان كافتانجي أوغلو، عبر تويتر: "صباح اليوم، وقع هجوم مسلح يعتقد أنه يستهدف مقر حزب الشعب الجمهوري بإسطنبول على الطريق السريع".
وأضافت كافتانجي أوغلو: "عنصر الشرطة المناوب في المبنى وعناصر الأمن الخاص أفادوا بأن 6-7 إطلاقات نارية حصلت في المنطقة، ولكن لم يصب المبنى أي إطلاق نار بحسب المعلومات الأولية، فيما عثر على طلقات فارغة في محيط المبنى".
وبينت أن "التحقيقات متواصلة من قبل النيابة العامة وسيجرى إبلاغ الرأي العام بالتفاصيل لاحقا".
وفي وقت لاحق، أدلت كافتانجي أوغلو بتصريحات من أمام مقر الحزب قائلة فيها: "نريد معرفة من الفاعل ودوافع الهجوم، قبل أسبوع واحد، كان هناك هجوم على مبنى الحزب الجيد (بإسطنبول)، وصباح اليوم، من أمام المبنى التابع للحزب، نأمل أن نحصل على توضيحات مقنعة للجميع".
وبينت أنهم "لم يتلقوا أي معلومات أو تهديدات عن هجوم يستهدف مقر الحزب، وأنها تواصلت مع والي إسطنبول وأُبلغت أن هناك متابعة وتحقيقات، وسيجرى التأكد من كاميرات المراقبة ومعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالأمر".
ولقي الأمر ردود فعل من قيادات المعارضة وحزب الشعب الجمهوري، منهم رئيس الكتلة البرلمانية أوزغور أوزال الذي أفاد على تويتر بأنه "حصل هجوم مسلح على مبنى رئاسة الحزب بإسطنبول، لا نستطيع أن نقول أنتم (الحكومة) فعلتم ذلك أو جعلتم أحداً ينفذه، ولا يمكن أن نقول، لمن يقول إن لغة التحالف الجمهوري الحاكم الاستقطابي أدى إلى ذلك، إنه محق، ندين الهجوم وننتظر إلقاء القبض على الفاعلين".
وقال القيادي في الحزب الجيد بوغرا كافورجي عبر تويتر: "قبل أيام، الحزب الجيد بإسطنبول، واليوم، حزب الشعب الجمهوري بإسطنبول، هذه الهجمات لن تتعبنا وتبعدنا عن طريقنا، ستفوز الديمقراطية وإرادة الشعب".
التحقيقات مستمرة
ولاية إسطنبول أصدرت بياناً لاحقا حول الحادثة أوضحت فيه نتائج التحقيقات في الحادثة قائلة: "صباح اليوم، اتصل الشرطي المكلف من مبنى حزب الشعب الجمهوري يفيد بسماع أصوات طلقات نارية على الطريق السريع".
وأضاف البيان: "جرى نقل فرق أمنية إلى المنطقة وجرت التحقيقات مع عناصر الأمن ومعاينة الموقع، حيث أفادوا بأنهم سمعوا أصوات طلق ناري 5-6 مرات في الطريق باتجاه مدينة إدرنة على الطريق السريع".
وشدد البيان على أن "التحقيقات لم تكشف عن وضع سلبي في المبنى وجواره، وبحسب كاميرات المراقبة، تبين أن سيارة تسير بسرعة على الطريق السريع باتجاه إدرنة أطلق منها النار باتجاه الهواء، وعثر بعد ذلك على عبوتين فارغتين لطلقتين من عيار 9 مم بجانب الطريق، والتحقيقات التي فتحت بالأمر ستجرى متابعتها".
والسبت الماضي، وجد أمن مبنى الحزب الجيد في إسطنبول صباحا آثار إطلاق رصاص على المبنى، واتهم الحزب الجيد الحكومة بالوقوف خلف الهجوم، ولكن الشرطة قالت إنها ألقت القبض على الفاعل وهو حارس أمن أطلق الرصاص ليلا على لصوص، فيما المبنى كان خاليا في الليل.
من الملفت حصول هذه التطورات قبيل الانتخابات، حيث أن هذه الحوادث الأمنية ستؤثر مؤكدا على سيرها
وعقب الحادثة التي أدانتها جميع الأحزاب السياسية، اتهم الحزب الجيد، عبر رئيسته ميرال أكشنر، الرئيس رجب طيب أردوغان بالتسبب بالحادثة نتيجة لهجته الحادة ضد أكشنر، فيما رفض الرئيس أردوغان هذه الاتهامات، مطالبا أكشنر بالخجل من ذلك.
وطالب حزب العدالة والتنمية أكشنر بالاعتذار على اتهاماتها بعد ظهور الحقيقة، ولكن أكشنر ردت أمس بإلقاء الرصاصات الفارغة في البرلمان، ما يظهر عدم قناعة الحزب الجيد بتحقيقات الشرطة.
ومن اللافت حصول هذه التطورات قبيل الانتخابات، حيث إن هذه الحوادث الأمنية ستؤثر مؤكدا على سيرها، وتؤدي لمزيد من استقطاب الناخبين، حيث تسعى المعارضة للضغط على الحكومة وإظهارها بأنها غير مستعدة لتقبل خسارة الانتخابات وتسليم السلطة، وهو ما ترفضه الحكومة.
وتأتي هذه التوترات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجرى في الـ14 من الشهر المقبل، وهي انتخابات تعتبر مفترق طرق بالنسبة للحكومة، ومصيرية بالنسبة للمعارضة، بحسب وصف كل طرف.