قتل قيادي في مليشيا محلية تابعة للنظام السوري مع معاون له ليل أمس الاثنين، كما أصيب آخر بهجوم جديد طاولهم في مدينة الصنمين شمال درعا جنوبي سورية، ضمن سلسلة هجمات مستمرة من مجهولين في المحافظة التي تشهد فلتانا أمنيا منذ سنوات.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين نصبوا كمينا في حارة الفلاحات شمالي مدينة الصنمين للقيادي فادي الفلاح، الذي يتولى منصباً قيادياً في مليشيا محلية تابعة للمخابرات العسكرية بالنظام السوري في الصنمين، وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى مقتله مع مرافقه عبد الله الفلاح وإصابة مرافق يدعى علي الفلاح.
وبحسب المصدر فإن "آل الفلاح" في مدينة الصنمين عائلة معروفة وكبيرة ويشكل أفراد منها مليشيا مسلحة تعمل تحت إشراف فرع الأمن العسكري في درعا.
وأكد الحوراني أن المستهدفين كانوا قد شاركوا سابقا في عمليات اقتحام ومداهمة منازل نفذها النظام في الصنمين، وخاصة في حي العتوم بالمدينة، مشيرا إلى أنه لم تعلن أي جهة عن وقوفها وراء العملية.
وأضاف الناشط أن مدينة الصنمين شهدت سابقا هجمات مماثلة على مدنيين ومسلحين آخرها كان في الثاني عشر من الشهر الجاري وأدت إلى مقتل شخص يدعى أحمد الشريف، وشخص آخر يدعى أحمد النصار من المدنيين، وهما من المتهمين بين السكان بالعمل لصالح فرع الأمن العسكري أيضا.
وكان "مكتب توثيق الشهداء في درعا" قد أحصى في يونيو/ حزيران الماضي 43 عملية اغتيال ومحاولات اغتيال أدت إلى مقتل 29 شخصا وإصابة 14 آخرين بينهم مدنيون وعناصر من قوات النظام وعناصر سابقون في المعارضة المسلحة أجروا تسوية مع الأخير.
وفي الشأن، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 46 حالة فلتان أمني أسفرت عن مقتل 39 شخصاً من ضمنهم 16 مدنيا بالإضافة إلى إصابة 24 شخصا بجروح، منذ مطلع يوليو/ تموز في درعا.
وبحسب إحصاءات المرصد فقد بلغت حصيلة الاستهدافات في درعا منذ مطلع العام الجاري 308 حوادث فلتان أمني جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة وتسببت بمقتل 243 شخصا.
الأمن العسكري في درعا
وتعد شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام المعروفة محليا باسم "الأمن العسكري" السلطة الأعلى والأقوى للنظام في المنطقة الجنوبية "درعا والسويداء"، ويقودها العميد لؤي العلي.
ورغم وجود تشكيلات أمنية وعسكرية أخرى للنظام مثل فروع "أمن الدولة" و"المخابرات الجوية" و"الأمن السياسي" فإن السلطة الواضحة هي للأمن العسكري، ومعظم المجموعات المحلية المسلحة تتبع له وتعمل تحت إمرته.
ومنذ أن استعادت قوات النظام السيطرة العسكرية على محافظة درعا في صيف عام 2018 تصاعدت حالة الفلتان الأمني وترافقت مع انتشار أوسع للأمن العسكري الذي يقوي سلطته من خلال دخول مجموعات مسلحة أجرت تسوية معه بعدما كانت ضمن فصائل المعارضة سابقا.
ومن أشهر التشكيلات المسلحة التي تتبع للأمن العسكري في درعا مليشيا مصطفى المسالمة المعروف بلقب "الكسم"، والقيادي السابق في "جيش اليرموك" عماد أبو زريق، والقيادي السابق في "جيش الثورة" وسيم الزرقان.