اغتيال هنية.. دبلوماسية اللحظات الأخيرة لمنع الرد الإيراني

04 اغسطس 2024
صورة لإسماعيل هنية ورئيس إيران وسط طهران، 1 أغسطس 2024 (Gett)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيارة الصفدي إلى طهران**: قام وزير الخارجية الأردني بزيارة مفاجئة إلى طهران لنقل رسالة من العاهل الأردني ومحاولة ثني إيران عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية من قبل إسرائيل، وسط مخاوف من تصاعد التوترات إلى حرب إقليمية.

- **تحذيرات إيرانية**: إيران حذرت دول المنطقة من فتح مجالها الجوي أمام إسرائيل، مهددة بأنها ستصبح هدفاً مشروعاً، في ظل تصاعد التوترات بعد اغتيال هنية.

- **دبلوماسية مكثفة**: الخارجية الإيرانية تسعى لحشد دعم إقليمي ودولي للرد على اغتيال هنية، من خلال اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية دول عربية وإسلامية ومسؤولين أمميين.

أصلاني: إيران حذرت دول المنطقة من فتح مجالها الجوي أمام إسرائيل

إيران اتخذت قرارها بالرد وربما كيفيته مازالت قيد النقاش

تمارس إيران دبلوماسية معاكسة مكثفة لشرح موقفها بشأن ضرورة الرد

يزور وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، طهران، اليوم الأحد، في زيارة مفاجئة ربما تمثل دبلوماسية اللحظات الأخيرة مع طهران، لثنيها عن الرد على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء الماضي، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في طهران، خشية أن يؤدي الرد إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة، خاصة في ظل أنباء عن مشاركة جميع جبهات ما يعرف بمحور المقاومة في الرد على جريمة الاغتيال إلى جانب إيران، والتهديدات الإسرائيلية بالرد وحشد الولايات المتحدة قواتها وقطعها البحرية في المنطقة للدفاع عن الاحتلال.

ووصل وزير الخارجية الأردني إلى إيران، بعد ظهر اليوم الأحد، وأجرى لقاءً مطولاً مع وزير الخارجية الإيراني المؤقت علي باقري كني، لكن الخارجية الإيرانية لم تنشر بعد بياناً عن اللقاء. وقال بيان للخارجية الأردنية، قبيل وصول الصفدي إلى طهران، إنه سينقل رسالة من العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. وأضاف البيان أنّ الصفدي سيجري خلال الزيارة "محادثات موسعة مع القائم بأعمال وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي باقري كني".

وفي السياق، يقول الخبير الإيراني، عباس أصلاني، المقرب من الخارجية الإيرانية، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ زيارة الصفدي إلى طهران تأتي فيما بات الرد الإيراني على اغتيال هنية "محسوماً وحتمياً"، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي أيضاً على خلفية ما راج خلال عملية "الوعد الصادق" الإيرانية في 13 إبريل/ نيسان الماضي، رداً على استهداف السفارة في دمشق بأنّ الأردن قد تصدى للصواريخ والمسيّرات الإيرانية وأسقط منها.

ويكشف أصلاني أنّ إيران أرسلت تحذيرات إلى دول المنطقة من فتح مجالها الجوي أمام إسرائيل لاستخدامها في أي هجوم محتمل على إيران، مضيفاً أنها أبلغت هذه الدول بأنها "ستصبح هدفاً مشروعاً لإيران في حال فعلت ذلك، ولافتاً إلى أن المخاوف من تصاعد التوترات والتصعيد في المنطقة من جراء الرد الإيراني دفعت الحكومة الأردنية إلى تكثيف التواصل مع إيران، وهو ما قد يكون "له ثلاثة أهداف؛ أولاً إقناع إيران بضبط النفس قدر الإمكان، وثانياً تخفيف الرد في حال الإصرار عليه، وثالثاً من أجل ضمان عدم تضرر الأردن في حال نشوب مواجهة" بين إيران وإسرائيل.

ويوضح أصلاني أنّ من أجندة الصفدي في إيران أيضاً بحث أوضاع غزة في سياق التطورات الأخيرة، مشيراً إلى أنّ عدة دول من بينها الولايات المتحدة أرسلت رسائل إلى إيران خلال الأيام الأخيرة، عبر قنوات مختلفة لثنيها عن الرد أو خفض مستواه وشدته بعد اغتيال هنية.

ويؤكد أصلان، في حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "طهران رفضت حتى الآن الرسائل التي أرسلت، وجهود الوساطة التي تركز على التأثير بكيفية الرد على اغتيال هنية"، مضيفاً أنّ الظروف اليوم تختلف تماماً عن إبريل/ نيسان الماضي، إذ إنّ "ردّ إيران حتمي وسيكون أكثر تعقيداً من قبل، لأنّ إسرائيل قد تجاوزت خطوط حمراء متعددة، وطبعاً سيكون الرد الإيراني مختلفاً عن ذي قبل"، موضحاً أنّ "إيران قد اتخذت قرارها بالرد وربما كيفيته ما زالت قيد النقاش والدراسة".

واستبق الصفدي، زيارته إلى طهران، بمباحثات هاتفية مرتين مع وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، علي باقري كني، خلال اليومين الماضيين، إلى جانب مباحثات مماثلة لوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع باقري كني. ومثّلت هذه الاتصالات مع إيران، الجانب المعلن من الجهود الدبلوماسية الإقليمية بدعم وطلب دولي وخاصة الولايات المتحدة الأميركية لاحتواء التوتر الراهن، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة، لكن هناك أيضاً دبلوماسية نشطة غير مباشرة بين طهران وواشنطن وراء الكواليس عبر تبادل الرسائل بين الطرفين، من خلال قنوات إقليمية عبر قطر وسلطنة عمان والعراق.

في مقابل هذه الدبلوماسية الرامية إلى منع إيران من الرد أو تخفيف ردها على إسرائيل، تمارس الخارجية الإيرانية، دبلوماسية معاكسة مكثفة لشرح موقفها بشأن ضرورة الرد والتسويق له وحشد موقف إقليمي ودولي مساند له، حيث أجرى وزير الخارجية الإيرانية، علي باقري كني، منذ الخميس الماضي، حركة دبلوماسية نشطة عبر اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية العديد من الدول العربية والإسلامية، وخاصة دول الخليج ومصر والأردن، فضلاً عن اتصالات ومشاورات أخرى مع مسؤولين أمميين في مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وكذلك الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامية إبراهيم طه.

وتسعى طهران أيضاً إلى إقناع الدول العربية والإسلامية إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لبحث اغتيال إسماعيل هنية، والحصول على موقف إسلامي موحد للإدانة به، تدعيماً للرد الإيراني المرتقب على الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون