اقتحام واسع للاحتلال في مخيم الفوار لأول مرة منذ سنوات: مداهمات وتحقيقات ميدانية واعتقالات

18 سبتمبر 2024
قوات الاحتلال عند مدخل مخيم الفوار، 30 ديسمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اقتحام طويل الأمد وتفتيش شامل:** اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الفوار جنوب الخليل لمدة 14 ساعة، حيث نفذت عمليات تفتيش للمنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، مع تحقيق ميداني واعتقالات وإطلاق نار عشوائي.

- **اعتقالات وتعذيب:** اعتقلت قوات الاحتلال نحو 35 فلسطينيًا، تعرضوا لضرب مبرح وتفتيش مهين، مستهدفة منازل الشهداء وذوي الأسرى، مع تدمير مقتنيات المنازل.

- **حصار وتوتر مستمر:** فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على المخيم، مغلقة مداخله ومنع التجول، مع تهديد بعودة الاقتحامات، وسط إجراءات أمنية مشددة منذ أكتوبر.

أنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها مخيم الفوار جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، الذي استمر نحو 14 ساعة منذ ساعات الفجر، حتى عصر اليوم الأربعاء، وهي المرة الأولى التي يُقتحَم فيها أحد مخيمات جنوبي الضفة بطول المدة منذ سنوات طويلة.

ونفّذ الاحتلال عمليات تفتيش للمنازل وحوّل بعضاً منها إلى "ثكنة عسكرية" للجنود، إضافة إلى إخضاع أهالي مخيم الفوار لتحقيق ميداني، وتنفيذ حملة اعتقالات، فضلاً عن إطلاق نار بشكل عشوائي في أزقة المخيم، ومنع الحركة والتنقل، فيما تركّزت الاقتحامات على منازل ذوي الشهداء والأسرى، وعلّق الجيش ملصقات ومنشورات على جدران المنازل والمخيم تحمل تهديدات بالقضاء على من يقاوم الاحتلال، أو يحمل حجراً ويهاجم فيه جنوده.

وقال أحد أصحاب المنازل التي حوّلها الاحتلال إلى ثكنة عسكرية في مخيم الفوار، جهاد الخطيب خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال أجبرت عدداً من أفراد العائلة على مغادرة المنزل تحديداً من النساء وكبار السن، وأبلغتهم أنه أصبح ساحة عسكرية مغلقة لمدة 20 ساعة، فيما أجبروا الشبّان في المنزل على البقاء في غرفة واحدة، وتهديد أي أحد يحاول الخروج بإطلاق النار مباشرة عليه، وشرعوا بتكسير أبواب المنزل، وتخريب النوافذ، وسرقة الممتلكات الشخصية، ولا سيما المصاغات الذهبية".

وخلال ساعات الاقتحام، استدعى الاحتلال قرابة 80 مواطناً من مخيم الفوار وأجرى معهم تحقيقًا ميدانيًا وتفتيشًا، وفي حالات أخرى تعرّض الشبّان للاعتقال، بحضور عدد من ضبّاط الاحتلال الذين زعموا أن الاقتحام يستهدف البحث عن سلاح وصل إلى المخيم، بالإضافة إلى شبّان آخرين يتهمهم بالمشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال.

وبحسب الناطق باسم نادي الأسير الفلسطيني، وأحد أهالي مخيم الفوار، أمجد النجار، فإن الاحتلال اعتقل نحو 35 فلسطينيًا من المخيم، نُقلوا إلى مركز توقيف "عتصيون" المقام شمال جنوب بيت لحم، وإلى معسكرات الجيش في مستوطنة "كريات أربع" المقامة جنوب شرق الخليل. وأكد النجار في حديث مع "العربي الجديد"، أن المعتقلين قبل نقلهم إلى معسكرات جيش الاحتلال والتوقيف تعرّضوا لضرب مبرّح بعد تعصيب أعينهم، وتفتيشهم بشكل مهين، حيث يشرف على حملة الاعتقالات وتفتيش المنازل، الضابط الإسرائيلي المسؤول في جيش الاحتلال على مخيم الفوار، إذ يقود الاقتحام والتفتيش الذي طاول منازل الشهداء وذوي الأسرى والمحررين بشكل خاص واستهداف ممتلكاتهم.

ويحمل جنود الاحتلال أدوات ثقيلة للتخريب، وتكسير أبواب المنازل، وتدمير مقتنياتها حيث تعمّد جيش الاحتلال تكسير عشرات المنازل التي اقتحمها، بهدف تكبيد المواطنين خسائر باهظة دون أي سبب يذكر، سوى أن الاحتلال ينفّذ عمليًا مخطط العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "المخيمات الصيفية" في الثامن والعشرين من أغسطس/آب الماضي، والتي طاولت الآن أقصى مخيم في جنوب الضفة الغربية بعد الانتهاء من استهداف مخيمات الشمال في الضفة، وفق النجار، الذي أشار إلى أن اللافت في الاقتحام، أن جميع الجنود المقتحمين يتحدثون اللغتين "الروسية والأوكرانية" وقليل منهم من يتحدث باللغة العبرية.

بدوره، قال عضو لجنة القوى الوطنية والإسلامية من مخيم الفوّار إسماعيل أبو هشهش، في حديث مع "العربي الجديد"، إن عشرات الآليات العسكرية، وأكثر من 120 جنديًا انتشروا في أزقة المخيم، وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي، وفرضوا منع تجوّل بشكل كامل، وسط إغلاق مدخل المخيم الرئيسي، والمداخل الفرعية والترابية، والتهديد بحصار المخيم لأيام طويلة.

وخلال الاقتحام، بُدِّلَت ثلاث دوريات لجيش الاحتلال، قبل الانسحاب، ما يشكل مخاوف لدى أهالي المخيم من أن يعاود الاحتلال الكرّة بالاقتحام حيث هدد بالعودة، واستهداف من يصفهم بالمخربين، وتشديد الخناق على المخيم، بهدف تنفيذ سياسة "تدفيع الثمن" التي يمارسها في مختلف مناطق الضفة، بحسب أبو هشهش.

ويواجه مخيم الفوار إجراءات أمنية مشددة بحصاره منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث يغلق الاحتلال باستمرار مدخل المخيم الوحيد الواصل إلى الشارع الالتفافي الاستيطاني "خط 60"، ولا يسمح بالمرور إلا لأهالي المخيم بعد تفتيش البطاقات الشخصية والمركبات، وأحيانًا إجبار أصحاب المركبات على تركها والدخول للمخيم مشيًا على الأقدام، عدا عن تنفيذ عمليات اقتحام يومية، خصوصاً أن الاحتلال يتمركز في نقطة عسكرية بجانب بوابة المخيم الحديدية.

واعتبرت حركة حماس على لسان القيادي فيها محمود مرداوي، أن عدوان الاحتلال على مخيم الفوار جنوب الخليل، ما هو إلا محاولة بائسة لترميم فشله في حملته التي قام بها خلال الأيام الماضية والتي تركزت على شمال الضفة. وقال مرداوي: "هذا الاقتحام الواسع من خلال الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة للمخيم، تأكيد جديد لتخوفات الاحتلال وهواجسه بشأن قوة المقاومة الكامنة في جنوب الضفة الغربية، والتي تفاجئ الاحتلال بالعمليات النوعية، وتثخن في جنوده وقطعان مستوطنيه".

المساهمون