أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا، اليوم الاثنين، عن تمكن فرقها الميدانية من انتشال سبع جثث جديدة في مدينة ترهونة، بعد اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بالمدينة، فيما أكدت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إسقاط طائرة مسيرة كانت تحوم بالأجواء قرب مدينة بنغازي شرقي البلاد.
ووفقا للصفحة الرسمية للهيئة، فإن عملية استخراج الجثث تمت بالتعاون مع جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية. وأوضحت أن "العمل على الجثث المستخرجة سيتم من قبل الطب الشرعي، عبر أخذ العينات، وإحالتها لإدارة المختبرات، من أجل إتمام عملية المطابقة مع العينات المرجعية لأهالي المفقودين".
وكانت الهيئة قد أعلنت، أمس الأحد، عن اكتشافها لمقبرة جديدة بأحد مكبات القمامة بمدينة ترهونة، وأكدت أن عمليات البحث مستمرة، وأن بعضها يجري بناء على البلاغات إليها.
وباحتساب الجثث المنتشلة اليوم، يصل مجمل الجثث المستخرجة من مدينة ترهونة ومحيطها، منذ يونيو/حزيران 2020، إلى 266 جثة حتى الآن، انتشلت من 83 مقبرة، وتم التعرف على هوية 120 منها.
وكانت حصيلة تحقيقات نشرها الأسبوع الماضي مكتب النائب العام بخصوص الانتهاكات المرتكبة فيما يتعلق بالمقابر الجماعية في ترهونة قد أثارت الرأي العام في البلاد، حول حجم الجرائم المرتكبة في المدينة، ونوع هذه الانتهاكات، خاصة إبان حرب مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس وضواحيها، التي ضم فيها الأخير اللواء التاسع، أو ما يعرف بمليشيا "الكانيات" المسؤولة عن المقابر الجماعية بالمدينة، إلى قواته.
وأفاد مكتب النائب العام بأن "عدد قضايا التحقيق التي باشرتها النيابة العامة 280 قضية"، فيما صدر عن المكتب "376 أمرا بالقبض والإحضار، وأحال 10 قضايا على المحاكم الليبية"، دون أن يتم الكشف عن مصير هذه القضايا.
وأفاد المكتب بأنه تم تكليف لجنة من المباحث الجنائية لتولي مهمة الرصد وجمع المعلومات المتعلقة بالجرائم، وتشكيل غرفة أمنية تتكون من جهات إنفاذ القانون، ومأموري الضبط القضائي، لغرض التحري والبحث عن مطلوبين في قضايا جرائم مدينة ترهونة، مشيرا إلى توصل اللجنة إلى التثبت من أماكن وجود عدد من المطلوبين في الخارج، وتحديدا في دول تونس، ومصر، والسعودية.
وشهد العامان الأخيران تنظيم عدة وقفات احتجاجية من قبل أهالي ضحايا مجازر ترهونة، طالبوا فيها الحكومة والنيابة العامة بالكشف عن مصير أبنائهم، ومحاسبة الجناة.
وكانت مليشيا "الكانيات" تفرض سيطرتها المطلقة على مدينة ترهونة (95 كلم جنوب شرق طرابلس)، قبل أن تنضم لمليشيات حفتر في حربه على العاصمة طرابلس، في وقت قامت فيه بعمليات قبض وإخفاء على كل من يشتبه في معارضته للحرب، لتخلف وراءها عشرات المقابر الجماعية والفردية التي بدأ اكتشافها مع انسحاب من المدينة رفقة مليشيات حفتر في يونيو/حزيران 2020.
إسقاط طائرة مسيرة
وتأتي هذه التطورات فيما أسقطت دفاعات قوات حفتر ما قالت إنها طائرة مسيرة بالقرب من مطار بنينا ببنغازي، مساء اليوم الاثنين، دون أن يخلف الحادث أضرارا بشرية أو مادية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم إدارة التوجيه المعنوي بقيادة حفتر، اللواء خالد المحجوب، مسؤولية الدفاع الجوي بقوات حفتر عن إسقاط الطائرة.
وقال لــ"العربي الجديد" أن "الدفاعات رصدت تحليق طائرة مسيرة بالقرب من أجواء مطار بنينا الدولي وقامت على الفور بالتصدي لها وإسقاطها".
وأكد المحجوب عدم التعرف على نوع الطائرة ولمن تتبع، وقام بنشر فيديو على صفحته الرسمية بفيسبوك يظهر الطائرة أثناء سقوطها، وعلق بالقول: "وسائط الدفاع الجوي بالقيادة العامة تستهدف طائرة تصوير مسيّرة مجهولة دخلت أجواء بنغازي بالقرب من الرجمة وقاعدة بنينا وتسقطها".
بدوره، أكد الناطق الرسمي باسم قيادة قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، عن إسقاط طائرة مسيرة محملة بصاروخين.
من جهة أخرى، أفاد الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي، في بيان له، أن "جهاز الإسعاف في بنغازي أرسل 5 سيارات إسعاف لمكان سقوط الطائرة، وتبين أنها طائرة مسيرة لا تحمل أي ركاب".
ويتضمن مطار بنينا قاعدة عسكرية تعد من أهم قواعد قيادة حفتر العسكرية، في شرق البلاد، كما أن المطار لا يفصله سوى أقل من 70 كلم عن معسكر الرجمة الذي يعد المقر الرئيس لقيادة حفتر.
وفي الأثناء، تناقلت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مرئية للطائرة أثناء سقوطها، وأخرى توضح حطامها في منطقة المقزحة القريبة من المطار.
وأكد شهود عيان من منطقة المقزحة لـ"العربي الجديد" أن حطام الطائرة يؤكد تصريحات المحجوب بأنها طائرة مسيرة، مؤكدين أن "محيط الحطام لا يشير إلى وجود دماء أو أشلاء وجثث".
من جانبها، نفت وزارة النفط بحكومة الوحدة الوطنية صحة الأنباء المتداولة عن تبعية الطائرة المتحطمة في المقزحة للقطاع النفطي، مؤكدة، في بيان عاجل، أن "هذه الطائرة لا تتبع القطاع النفطي ولا أيا من الشركات النفطية العاملة في ليبيا".
ولم تعلن أي جهة حتى الآن عن تبعية الطائرة لها.